فئة متلازمة داون وصعوبة الكلام


مقدمة :
لقد أعدت هذه المطوية لمساعدة فئة متلازمة داون ، أو لمساعدة للأشخاص الذين يولون اهتماما بهذه الفئة ، او أولياء الأمور الذين لديهم أبناء من هذه الفئة ؛ حتى يتمكنوا جميعا من فهم أفضل لمشكلة عدم الطلاقة في الكلام لدى هذه الفئة . فهذه الفئة تولد ولديها كروموزوم زائد وهو رقم 21 ، والذي يتسبب في إحداث درجات متفاوتة من الصعوبة في التعلم ،وهذه قد تؤثر بدورها في القدرة على فهم وإصدار الكلام واللغة [ التواصل اللفظي ] . وواحدة من أشد المعضلات لأفراد هذه الفئة هي الغموض في كلامهم بالنسبة للآخرين [ عدم القدرة على فهم كلامهم ] . فالغموض وعدم الطلاقة في الكلام غالباً ما يكونا وجهين لعملة واحدة .

متلازمة داون - اللغة والطلاقة في الحديث
فقد قدم بعض خبراء اللغة إقتراحا بأن عملية إصدار اللغة تسير إلى حد ما هكذا :
o تتكون الفكرة في المخ
o تترجم هذه الفكرة في صورة نظام لغوي
o ويتحول هذا النظام اللغوي إلى النظام العضلي للكلام
o فتظهر الفكرة في صورة كلام ملفوظ
o ثم يتم سماع الرسالة
o ثم يتم فهم الرسالة
واللحظة التي ننتبه فيها لكلامنا ونصحح -ما به من أخطاء تسمى بالتغذية الإسترجاعية [ المرتدة ]

الصعوبات التي تواجه أطفال متلازمة داون :
بعض أفراد فئة متلازمة داون ربما يجدون صعوبة في بعض أو في كل هذه الخطوات بشكل واضح . فمثلاً ، قد تكون هناك صعوبة في صياغة الأفكار بشكل جيد ، أو أن النظام اللغوي المركزي بالمخ أو العضلات المسئولة عن إصدار الكلام لا تعمل بكفاءة ، بمعنى ان عملية الكلام تكون مشكلة بالنسبة لهم. بالإضافة إلى ذلك ، فإن الضعف السمعي من الاضطرابات الشائعة جداً بين أفراد هذه الفئة ، وهذا الضعف يزيد من صعوبة القدرة على التعلم والتواصل اللفظي.
وقد يعاني البعض من أفراد هذه الفئة من قصور اللباقة الاجتماعية ، فلم يدرب على كيفية متى يتكلم ومتى عليه أن يستمع.

عندما يتعرض الشخص السليم لضغوط غير طبيعية أثناء التكلم، فإنه قد يحدث بعض التلعثم أثناء الحديث . تصور أنك تحاول أن تتحدث بلغة لا تجيدها أو لا تعرف من مفرداتها إلا الشيء القليل ! فإنك ستضطر إلى الوقف لفترات طويلة عند تفكيرك في إيجاد الكلمات المناسبة ؛ بل ربما تبدأ بكلمة وتدرك فيما بعد أنها ليست الكلمة صحيحة ، وتحاول إيجاد غيرها ، وربما تكرر كلمة واحدة عدة مرات متتالية أثناء محاولتك تكوين جملة مفيدة . في الواقع ، ستبدو وكأنك تعاني من عدم طلاقة في الكلام.
وحينما يرغب الفرد الذي لديه متلازمة داون في التواصل اللفظي [ أي توصيل رسالة ما ] ، مستخدماً مثل هذا النظام اللغوي ، والذي لا يعمل بكفاءة تامة غالباً ، فربما تلاحظ عليه ما يلي :
1- تكرار جميع الكلمات أو مقاطع منها وذلك أثناء تفكيره في إعداد الجزء الآخر من الجملة [ هذا..هذا.. .. .. هذا ولد ].
2- وقفات طويلة في منتصف الجملة عندما لا يجد ما يقوله لإتمام الجملة [ أنها ....... ...... ....... كرة ].
3- وقفات غير ملائمة في مواضع ما من الجملة أثناء الكلام ، وغالباً ما تكون متبوعة بكلمتين أو ثلاث كلمات ذات اندفاع سريع ، الأمر الذي يؤدي إلى الصعوبة في فهمها . فمثلاً [ أريد أن أنزل لألعب مع الأولاد ] يقدمها هكــــــذا : [ أريد أن أنز....لعمع ولاد ] . وتنتج هذه الوقفات والبدء في الكلام عن اضطرابات في العضلات المسئولة عن اصدار الكلام . فإصدار الكلام بطلاقة يعتمد على مدى الانتظام في اندفاع الهواء من الرئتين.
4- التشديد في مواضع خاطئة من الجملة ، وهذا يحدث نتيجة لعدم الدقة في عمل النظام اللغوي بالمخ ، أو أن هناك عدم تناسق في التحكم في حركات العضلات المسئولة عن الكلام.
5- بذل مجهود كبير لإيجاد الأصوات المناسبة للبدء بها [ إ ..إ .. أ ..أ..أنا أروح النادي ] وأحياناً تؤدي الصعوبة في البدء في إصدار الصوت المناسب إلى خروج أصوات ذات طبقة صوتية مرتفعة أو أصوات عالية الحدة.
6- ومن الممكن أن تكون المشكلة عند إسماعه للآخرين أو عند ملاحظته بأن ما تكلم به غير مفهوم .. هذا قد يؤدي إلى عدم الثقة وتردده في مواصلة الكلام وقطع عملية التواصل بين الشخص الذي لديه متلازمة داون وبين والآخرين.

طلاقة الكلام
تعتمد طلاقة الكلام على مدى التوازن بين المتطلبات التي تتكون في النظام اللغوي بالمخ وبين قدرات الفرد على الاستجابة لهذه المتطلبات.
o التلعثم أثناء الكلام ربما يظهر عندما تكون المتطلبات (الضغوط) المطلوبة أكبر من قدرات الفرد.
o متطلبات (الضغوط) على الطفل أو الراشد قدرات الطفل أو الراشد
o توقعات الأهل أو الآخرين لكلام أو سلوك جيد ، ألخ.
o الطلب من الطفل أو الراشد الذي يعاني من اضطرابات في التخاطب هي أن يلفظ أشياء معينة.
o رغبة الطفل أو الراشد في أن يسعد الآخرين.
o الحاجة إلى التواصل اللفظي .
o القدرة العامة على الفهم.
o مستوى القدرة اللغوية.
o القدرة السمعية.
o القدرة الكلامية الحركية.
o الرغبة في التواصل اللفظي .
هذه فقط بعض المتطلبات فوق عاتق المتكلم، وبعض القدرات المطلوبة من المتكلم حتى يتمكن من التحدث بطلاقة، وهناك الكثير يمكن إضافته على هذه القائمة.

كيف يمكن مساعدة فئة متلازمة داون ؟
من خلال الجدول السابق ذكره ، يمكننا أن نلاحظ أن هدفنا هو العمل على الحد من تلك المتطلبات وفي نفس الوقت العمل على زيادة قدرات هذه الفئة.
أولا: الحد من المتطلبات من خلال :
1- منح أفراد هذه الفئة الوقت الكافي في كل من التفكير فيما سيقولونه وفيما يتحدثون به ، وعلينا أن نتوقع منهم التمهل الشديد في الحديث.
2- ترك فترات توقف أطول من المعتاد بين ما قاله أو قالته لك وبين جوابك ، هذه الفترات سوف تجعل المحادثة أبطأ ومقبولة لهم . شجع الطفل أو الشاب من هذه الفئة على أخذ فترات توقف أطول أثناء المحادثة ، هذه الفترات ستمنحه الفرصة في التفكير قبل الكلام.
3- عدم مقاطعة الطفل أو الشاب أثناء حديثه عن طريق إنهاء الجمل أو تكملة ما تعتقد بأنه سيقوله لك.
4- يجب أن تتحدث أمامه ببطئ حتى تكون قدوة يحتذي بها.
5- عدم استخدام جملا طويلة أو ذات مفردات معقدة عند الحديثك معه.
6- عليك بتشجيعه دائماً عند قيامه بالتواصل اللفظي أكثر من تركيزك على أسلوب التواصل لديه.
ثانياً - العمل على زيادة قدراته :
1- إن مساعدتك لهؤلاء الأطفال على نمو لغتهم بشكل جيد ، وكذلك زيادة مفرداتهم اللغوية تعمل على التقليل من التلعثم أثناء الكلام . استخدام القوافي ذات الإيقاع الجيد والتناغم بين أجزاءها له فائدة ملحوظة في الطلاقة أثناء الحديث عند التدريب عليها . لا تطالب منهم الكثير من المتطلبات لتحسين حديثهم ، لأن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى نتيجة عكسية.
2- التشجيع على استخدام لغة الإشارة والمعينات الأخرى [ مثل الإشارة إلى صور مختلفة ...إلخ ] يساعد في تخفيض الضغط على الأطفال أو البالغين ممن يعانون من عدم طلاقه في الكلام أو صعوبة في الفهم.
3- التشجيع على تنمية المهارات الاجتماعية الحسنة والآداب الاسلامية وكذلك على تنمية المهارات اللغوية [ مثل مهارة معرفة متى نتحدث ومتى نتوقف عن الحديث ، النظر إلى الأشخاص عندما نتحدث إليهم ، الإصغاء بعناية للمتحدث ، الابتسامة وهز الرأس ، منح فرصة الحديث للآخرين، ] ، كل ذلك ينمي الثقة بالنفس، فالنطق هو جزء بسيط من عملية التواصل اللفظي.
معظم أطفال متلازمة داون سيعانون بشكل واضح من عدم الطلاقة في الكلام أثناء تنمية لغتهم ومفرداتها. وهذه المشكلة يمكن أن تختفي أو تقل هذه عندما يتمكنوا من تجهيز وتنظيم لغتهم بشكل جيد.
قد يعاني بعض البالغين من هذه الفئة صعوبة في الفهم، وربما يعانون من التلعثم وكل هذه تتنوع ما بين الوقفات المتوسطة والصراعات الشديدة في إخراج الكلام.
والأهمية الكبرى هي يجب أن يشعروا بأن كلامهم شيئاً ذو قيمة عظيمة بالنسبة للآخرين ، وكذلك أن هناك رغبة في الاستماع إليهم.
وأيضا محاولاتنا لجعل أفراد هذه الفئة يقلدون ويتحدثون بطرق متنوعة تعمل على حل مشكلة التلعثم، مما يؤدي في النهاية للنطق السليم

المصدر: د محمد الشافعى
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 74/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
24 تصويتات / 657 مشاهدة
نشرت فى 28 ديسمبر 2010 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,392,619

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط