يؤثر الشلل الدماغي على الحركة والجلسة او الوقفة وهو يسبب بأذىً للمخ قبل الولادة او خلالها او بعدها.لا يمكن عكس الاذى الدماغي الذي هو أساس الشلل وهو ينتج عجزاً في طوال العمر. على الرغم من التقدم المحسوس في مجال الطب فلم ينتج هذا هبوطاً في نسبة حدوث الشلل الدماغي ويحدث هذا المرض عند الاطفال في نسبة واحد من خمسمئة .

تختلف طرق معالجة الشلل الدماغي من مريض الى آخر وتوجد خيارات متعددة للمعالجة. وقد يصعب على الوالدين إختيار المعالجة الطبية المناسبة لاولادهم. من المهم جداً أن يستشير الولدان او المرضى فريقهم الطبي بكليته وهذا يضم طبيب المعالجة الفيزيائية وطبيب الاطفال وطبيب إعادة التأهيل (physiatrist) وطبيب الامراض العصبية وجراح الاعصاب وجراح العظام. وقد تساعد أيضاً إستشارة الدراسات الطبية والمعلومات التي نوفرها في هذا الموقع.

 

سبب التشنج - التيبس- زيادة التوتر العضلي :

يشير التشنج إلى إزدياد في التوتر اوالاشتداد في العضلات. تحتاج العضلات عادة لتوتر او اشتداد كاف للعمل ضد قوة الجاذبية من أجل الحفاظ على الوقفة او الجلسة او الحركة وفي نفس الوقت من اجل توفير المرونة والسرعة في الحركة. يذهب الامر الذي يصدر من اجل توتير العضلات او شدها من الاعصاب الموجودة في العضلات إلى الحبل الشوكي. وتسمى هذه الاعصاب ألياف الاعصاب الحسية لانها تُعلم الحبل الشوكي بدرجة التوتر في العضلات. تذهب الاوامر التي تصدر من أجل تحقيق المرونة او تهبيط التوتر في العضلات من أعصاب في الدماغ إلى الحبل الشوكي. على الاوامر التي تصدر من العضلات والاوامر التي تصدر من الدماغ أن تكون متناسقة في الحبل الشوكي لكي تعمل العضلات برفق وسهولة وللحفاظ على القوة في نفس الوقت.

إذا كان الشخص يعاني من الشلل الدماغي، هذا يعني انه قد حدث ضرر في الدماغ. لاسباب غير واضحة حتى الان، يكون الضرر عادة في منطقة الدماغ التي تتحكم في توتر العضلات والحركة في الايدي والارجل. لا يستطيع دماغ الشخص الذي يعاني من الشلل الدماغي أن يؤثر على مدى المرونة في العضلات. ويسيطر عندها الأمر الذي يصدر من العضلات في الحبل الشوكي وهذا ما ينتج توتراً شديداً في العضلات او تشنجاً.

 

تفشّي التشنج

يعاني ثمانون بالمئة من المصابين بالشلل الدماغي من درجات مختلفة من التشنج. يرتبط التشنج بالشلل الدماغي في النصف الاسفل (diplegic) او الشلل النصفي على جانب واحد (hemiplegic)  او الشلل الرباعي (quadriplegic). يظهر التشنج بوضوح في السنة الاولى من العمر إذا كان المريض يعاني من شلل دماغي شديد ولكن في أكثر الاحيان يظهر التشنج في السنوات اللاحقة من الحياة. من المهم أن نلاحظ انه إذا ظهر التشنج فلا يمكن ان يحصل الشفاء منه بطريقة تلقائية.

 

نتائج التشنج

لا ينفع التشنج بأي شكل من الاشكال الاطفال او الراشدين المصابين بالشلل الدماغي. يؤثر التشنج بطريقة معادية على الايدي والارجل والمفاصل ويسبب حركات شاذة وبشكل خاص فهو يشكل ضرراً على نمو الاطفال. إن بعض النتائج المعادية التي نحن على علم بها هي الآتية:

1. منع القدرة على الحركة.

2.  الكبح الطولي لنمو العضلات.

3.  منع تركيب البروتين في خلايا العضلات.

4.  إمتداد محدود للعضلات في سياق النشاط اليومي.

5. .تشوه في نمو العضلات والمفاصل.

من المهم أن نذكر هنا ان التشوه في الايدي والارجل عند المرضى التي تعاني من الشلل الدماغي التشنجي لا يظهر عند الولادة وإنما تدريجياً في مراحل لاحقة من النمو. يشكل التشنج في العضلات ومحدودية تمديدها واستعمالها في النشاط اليومي سبباً مهماً للتشوه.

 

طرق المعالجة الحالية للشلل الدماغي التشنجي

في الوقت الحالي، يُستعمل الدواء المعطى عن طريق الفم وحقن البوتكس(Botox, botulinum A toxin) وتشريب الباكلوفن(baclofen) والجراحة العظمية وجراحة القطع الانتقائي لجذور الاعصاب الفقرية والمعالجة الفيزيائية والمقوم لمعالجة الشلل الدماغي التشنجي والمسائل المتعلقة به.

لا تزال تستعمل الادوية التي تأخذ بالفم كالفليوم والباكلوفن ولكن يوجد إجماع في الرأي أن هذه الادوية لا تهبط التشنج.

وقد شاع استعمال حقن البوتكس في العضلات في السنوات الاخيرة. يسبب البوتكس ضعفاً في العضلات لمدة ثلاثة او اربعة اشهر بعد الحقنة وهو يخفف التشنج في مجموعة محدودة من العضلات. وما يشكل غاية الاهمية ان نتائج هذه المعالجة هي مؤقتة. ولكن يبدو ان المفعول الجانبي خفيف.

يشكل تشريب الباكلوفن بواسطة مضخة تغرز في جدار البطن طريقة فعالة لتهبيط التشنج المسبب بجرح للحبل الشوكي وأيضاً لتهبيط تشنج الشلل الدماغي. ولكن تشريب الباكلوفن لا يؤدي الى حل نهائي لان التشنج يعود عند توقيف التشريب. وقد يؤدي تشريب الباكلوفن الى خطر الاصابة بالجرعة المفرطة والتهاب السحايا وتعقيدات اخرى تتطلب تكرار دخول المستشفى للمعالجة. وبما ان تشريب الباكلوفن أستعمل لسنوات قليلة نسبياً فنحن لا نعرف نتائجه الطويلة الامد.

تستعمل الجراحات التجبيرية وبما فيها جراحة إطلاق العضلات وجراحة تطويل الاوتار من أجل معالجة التشوه المسبب بالشلل الدماغي التشنجي. وبالتأكيد فإن الجراحة التجبيرية تحسن نطاق الحركة في المفاصل وتجعل من السهل تحريك الارجل عند الاطفال. ولكن أحد المفاعيل الجانبية الرئيسية لهذه الجراحة هو ضعفاً دائماً في العضلات ووقفة او قعدة شاذة وتشوه. بالاضافة الى ذلك، لا تهبط الجراحة التجبيرية التشنج بطريقة مباشرة وإنما تعالج نتائج التشنج.

المصدر: د محمد الشافعى مدرس العلاج الطبيعى و التاهيل
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 729 مشاهدة
نشرت فى 16 ديسمبر 2010 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,394,481

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط