• مفاصل تنقصها المرونة

لا بدّ أنّ طفلك الرضيع يبدو "منكمشاً" إلى حدٍّ ما، فذراعاه وساقاه لا تنفرد بشكلٍ كامل. يعتبر هذا الأمر طبيعياً لأن مفاصله ستلين بعد فترةٍ وجيزة، أي حين يعتاد التواجد خارج الرحم. إذا بدا لك أن ساقيه مقوّستان، لا تقلقي فهذا جزءٌ من عمليةّ تمدّده، ومن المرجّح أن يستقيم الوضع ببلوغ طفلك شهره الخامس أو السادس.

قد يتمكّن طفلك في نهاية شهره الأول من رفع رأسه لبرهة عندما يكون ممدّداً على بطنه كما يمكن أن يديره من ناحية إلى أخرى. وفيما يكتمل نموّ جهازه العصبيّ وقدرته على التحكّم بعضلاته، تصبح حركاته المتشنّجة أكثر ليونة، غير أن عادات طفلك الفطرية الأولية مثل مصّ ومضغ يديه تبقى الأبرز.

من الهام أن تعرفي أنّ الرضيع يحاول التكيّف مع عالمٍ جديدٍ مختلف للغاية عن جوّ الدفء والأمان الذي كان يعيش فيه داخل الرحم، لذا يرتاح الكثير من الأطفال إلى لفّهم بالقماط أي لفّهم ببطانية بشكلٍ آمن.

  • الجوع هو المسيطر

يُعتبر الطعام أهمّ ما في حياة طفلك الرضيع ويأتي النوم في المرتبة الثانية. يأكل معظم المواليد الجدد كلّ ساعتين أو ثلاث على مدار الساعة. ويكون النوم على فترات متقطّعة أيضاً، إذ يغفو معظم حديثي الولادة 16 أو 17 ساعة من أصل 24، مقسّمة إلى ثماني مرات تقريباً (المرة تعادل قيلولة واحدة). في نهاية الشهر الأول، ربما يكون طفلك قد طوّر نمطاً خاصّاً من الأكل والنوم، مع أنك قد لا تلاحظين أيّ نمطٍ حقيقي قبل أشهر.

  • البكاء، وسيلة التواصل الوحيدة

لا يملك طفلك شخصيّة بالمعنى المتعارف عليه في هذا العمر، أو على الأقل ما يمكنّ تصنيفه ضمن الشخصية، لكنّه يعبّر عن نفسه بالطريقة الوحيدة التي يعرفها: البكاء. كما يمضي وقته بالانتقال من حالة إلى أخرى ما بين النوم والتنبّه الهادئ تارة والناشط تارة أخرى.

يصبح طفلك في هذا الشهر هادئاً وساكناً حين تتحدّثين إليه بلطف وتحملينه بشكلٍ مستقيم. حتى أنّه قد يصدر صوت "آه" عندما يسمع صوتك ويرى وجهك. يحبّ معظم الأطفال أن يتمّ ضمّهم وتدليلهم وتحريكهم وتمسيدهم وحملهم. يكون اللمس بالتالي وسيلة هامة جداً للتواصل مع طفلك.

  • طفلك لا يرى سواكِ

ما زال نظر طفلك غير واضح ومشوّشاً في هذه المرحلة، ويبدو أنّ وجهك هو أكثر ما يهمّه في الوقت الحاضر، تتبعه الأغراض ذات الألوان المتناقضة. لهذا السبب تمّ ابتكار الألعاب باللونين الأسود والأبيض. في الواقع، يبلغ نطاق رؤية حديثي الولادة حوالي 30 سنتمتراً فقط، أي أنّ طفلك يستطيع أن يرى وجه الشخص الذي يحمله بوضوح إنما لا يرى أبعد من ذلك بكثير. وقد أظهرت الدراسات أنّ الأطفال يفضّلون الوجه البشريّ على كلّ الأشكال والألوان الأخرى، لذا أبقي وجهك قريباً من وجه طفلك ليتمكّن من درس ملامحك، وتحدثي إليه.

  • التعلّم يبدأ على الفور

قد تلاحظين أنّ طفلك سيكون هادئاً ومنتبّهاً لفتراتٍ قصيرة وهذا وقتٌ أساسيُّ للتعلّم، لذا استفيدي من هذه الفترات لتلعبي معه وتكلّميه. ولو حاولت التفاعل معه ولم يستجب، فتلك إشارة على أنّه يشعر بالنعاس أو أنّه قد انتقل إلى حالة التنبّه الناشط.

من ناحيةٍ أخرى، يستطيع الأطفال في هذا العمر تمييز الوجوه والحركات بالفطرة، حتى أنّهم يقلّدونها أحياناً. أعطي طفلك فرصة تقليد حركات وجهك، اقتربي منه ومدّي لسانك أو ارفعي حاجبيك أكثر من مرّة، كرّري تلك الحركات ثم امنحيه بعض الوقت ليقلّدك. قد تستغرق العملية بضعة دقائق، كما أنّه قد لا يقوم بالأمر أبداً لكنه يراقبك بالتأكيد.

اللعب مع رضيعك

إنّ الألعاب المتحرّكة والمتناقضة في الألوان والكتب المصوّرة ذات الخطوط القويّة تجذب طفلك، لكن عليك الانتباه إلى ردود فعله تجاه التحفيز والتفاعل. فيما تُعتبر مساعدته على البدء باكتشاف هذا العالم أمراً رائعاً، لا يتحمّل بعض الأطفال سوى فترات قصيرة جدّاً من التفاعل أو التحفيز لحاسةٍ واحدةٍ فقط. هكذا، سيُظهر لك طفلك الاكتفاء عبر التثاؤب أو إبعاد نظره أو تقويس ظهره، أو إدارة وجهه، أو الاهتياج، أو البكاء. في المقابل، سيعبّر لك عن فرحه بما يقوم به، وصدّقي أو لا تصدّقي، أنّك ستكونين قادرة على فهم إشاراته على الفور.

يُذهَلُ الأطفال بانعكاس صورتهم، لذلك تستطيعين إحضار مرآة غير قابلة للكسر ووضعها إلى جانب طفلك كي يركّز عليها. اعلمي أنّه غير قادر على التعرّف إلى نفسه بعد، لكنّه سيشاهد الحركة في المرآة لبعض الوقت. من جهة ثانية، تسمح ألعاب الرياضة لطفلك بتنمية مهارات التنسيق بين ذراعيه ويديه وأصابعه، لأنّها عادةً ما تكون مليئةً بالأغراض الجذّابة التي سيتأمّلها ويضربها ويستمع إليها، فيصبح الاستلقاء أقلّ مللاً حينها. خلال الأشهر الأولى، لن يحرّك طفلك ذراعيه عمداً ليحاول التقاط غرضٍ ما أو الوصول إليه، فهذا النوع من الحركات يأتي لاحقاً أي في الشهر الرابع أو الخامس.

  • هل ينمو طفلي بشكلٍ طبيعي؟

تذكّري أنّ كلّ طفل حالة فريدة، يجتاز المراحل الجسدية وفق نمطه الخاص. وما ندرجه هنا ليس سوى خطوطٍ عامة ترشدك إلى إمكانيات طفلك وما سينجزه عاجلاً أو آجلاً.

إذا كان طفلك خديجاً (مولوداً قبل أوانه)، على الأرجح أنك ستلاحظين أنّه يحتاج إلى بعض الوقت قبل أن يتمكّن من القيام بالأمور التي يحسنها من هم في مثل عمره. لهذا السبب، يعطي أطباء الأطفال الخدّج عمرين، العمر الزمني (الذي يُحسب ابتداءً من تاريخ الولادة الفعلية) والعمر المعدّل (الذي يُحسب ابتداءً من موعد الولادة الأصلي). من هذا المنطلق، عليك أن تقيّمي طفلك بحسب عمره المعدّل لا عمره الزمني. لا تقلقي، فمعظم أطباء الأطفال يقيّمون نمو الطفل الخديج وتطوّر مهاراته بحسب موعد ولادته الأصلي.

المصدر: مركز الرحمة للعلاج الطبيعى
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 930 مشاهدة

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,403,523

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط