عنْدَ عَوْدَتِي ليلا من جزيرة السِّحْر والجَمَال
هَاتَفتَنِي بحَرْفِ العشقِ ودمْع الشّوقِ
وطلبتَ لقائِي في دارِ المُتنبّي
فلبّيتُ النداءَ عندَ السَّحَر
*
وحينمَا دخلتُ محرابَ حرفِكَ المُوسَوي
ضربتُ بعصَا الخِضْرِ بَحْرَ الصَّبْر والجَلَد
فخرجتَ لِي عَارياً من بيْنِ شقوقِ لوْحِ البوْحِ
ثُمَّ استلقيتَ إلى جانبي فوقَ سريرِ الوصَال المحمّدي
*
آهٍ منكَ ومنّي، ومنْ رُضابِ لسانِكَ ولسانِي
ومن قُليْبِكَ وفُؤادِي، ومنْ دجْلتكَ وفُراتِي
وهُمَا يَصْرُخَانِ معاً لحظةَ التّغشّي:
الغوثَ الغوثَ يا ساقي العَطاشى!
*
قل لي يا حبِيبي، يا شمسيَ السّوداء
يا قارئ أنّات القلوبِ وأقمَار الجِبَاهِ
كَمْ من البحُور عليكَ أنْ تَعْبُر كلّ يومٍ
كي تصلَ إلى جرّة المَوتِ عِشقا بين أحضانِي؟
*
هيّا يا تاجِي ومَلِكي ومَليكِي
يا صاحبَ نقطةِ الجاهِ والجلالِ، 
والحُسنِ والكمالِ
قَبِّـْلنِي عِنْدَ فنائِكَ كُلّ سَحَر
ودَعْنِي بعدَ كلّ بقاءٍ أجْرُدْ لَكَ أسمَاءَ بُحُوري:
*
الباءُ، بسم الله؛ بحْرُ الوَزنِ والإيقاع
والحاءُ، حم؛ بحرُ المشي فوقَ شوكِ الأسبابِ
والواوُ، هُو اللهُ الذِي لا إله إلا هُو؛ 
بحرُ الرّجاء عندَ الأوتادِ
والراءُ، إذا جاءَ نصرُ اللهِ والفتحُ؛ 
بحرُ البكاءِ فوقَ الصّدر والمِصْراعِ.