ذات ..ذات خطوة ..ذات يوم ..ذات لحظة ..ذات مساء ...ذاتات ..وذوات ...تهجر الأماني وتحلق في حواجز الممنوع ..وتشرنق لهفة دندنات من حريق مكتوم ..من جوفها تنفجر الأبجدية ..ومن عشقها تنتحر الدموع ..تبتهل لملح الظلم ..مطمورا تحت سراح الفضيلة .. ذات وذات ..تنعي رحيق الحياة ..تستغيث للمساء ..للأحلام المنسية على شرفات الموت النازف من جراحات الوطن ...ترثي زمنا ..حلب ..واحتمالات حساباتها تغتسل بزرقة السماء ..تشرب أالأعناق للجمال .. للذكريات ..لقبس من رضا من نور ..من أمل ..حريق ولهفة تؤججه ...وسيف الدولة والتوابع على الأرائك ينظرون ..يدندنون ..يرقصون للنزيف المقشب من نبض الياسمين ..المخضب بزفير الزيزفون ..شاعرة تبكي تتفجع ..ترثي الفضيلة وتقيم لها المآتم من حريق روما إلى ثغر حلب .. تحيض بدموع الثكالى وترسل لسمائها الدعاء ...صوتك شاعرتنا يخترق جدار الممنوع .. فتغدو ذواتنا ملطخة بتراب القبور ..الرعد يعبث بالسفينة الهاربة من مآقينا ..أبعاضنا تحترق ..وسفينة الداء توشك أن تبصر سيقانها وكأنها زنبق نار وماء ... تلك هي ذواتها ..خيبات مترسبة في قاع نفسها نحس وقعها ..وإيقاعها .. بطيء كأنه الاحتضار ..حزين كحسرات الفشل ..تنكس هامتها ...تلاشى الزمن وأصبح ذات لحظة وذات برهة .. وذات يوم ..ما بقي سوى تحسر و"ذات " .. ورعشة خافق وأنين روح لم تجد من الواقع سوى سين تنفيس (سأرسم ..سأستنبت ..سأشعر ..)وترنح للمجهول . ..إنه شعر من تقمصات حالمة بأنفاس تلتمع وتنطفئ في وجدان موجوع وأحابيل حسرات وفشل ...الحروف نكست هامتها إلى الأبد والدمع رقراق بأصداء المقابر ..بصمت الدجى . ببكاء المطر ..الذكرى لا تقدر أن تنهض من أشلائها لأن القصيدة بين أنياب الوحوش .. القلب يتضور حنينا ..ولهفة على الزمن الذي اغتالوه ..وعشتروت انشق عنها محارها .. رمت عظامها لعروس الموت ..وشاعرتنا تهوم حول شباكها ترتق الأبجدية لقصيدة منسية ...كسفينة محطمة ..ولكنها لم تستسلم ..الأمل ينزّ وتضطرم في نفسها حمى الشهوة المسعورة للفجر البعيد ...
النص:
ذات
ذات خطوة بالقرب من قانون الشك الأرض تقف على أوتاد الرعب ,
رأيت بعض الكلام يختبئ وبعضه يخرج من محاليل ألمي ,
ذات يوم رميت كل بحصة في فمي
على جسد الشيطان كتبت احتمالات حساباتي
وحدها جاذبية قلعة حلب تقبل النجوم وحدها تغتسل بزرقة السماء
شاهدت القاتل في كل هيئة يرمم بالدم السقوف والرموز
ذات لحظه عبرت كل حواجز الممنوع وتحريت عن ذكريات الجمال
أطلقت سراح الفضيلة استبدلت مشاعر سيف الدولة والحمداني بالمجون
ذات يوم أنت تأتي كسلاح وأنا ادندنك لهفة واعيد تشكيلك
أصغي لمن تكلم أشاهد حريق روما واتذكر نيرون
ذات مساء هجرت عشقك بعد أن طردني هواك
سأستنبت من مواهب الظلم أصابع قصيدة قادمة
سأرسم الحياة على بياض وقاري
سأشعر بالجمال وقد لا يستوطن الحب قلبي
عمري ذهب بين اللذة والألم بين الكلمة والغضب بين أنياب الوحوش
ندى عادلة ...................