موقع مزيف احذر الدخول فيه

موقع مزيف احذر الدخول

authentication required


الإنسان مسافر دائم الترحال على دروب الحياة.. ينتقل من اختبار إلى اختبار.. يتعقب آمالاً كبار طوال رحلة العمر.
أحياناً تضع الحياة على دروبه دليلاً يساعده في العثور على أفضل السبل لبلوغ غايته المنشودة.
الطريق في معظم الحالات طويل.. طويل، لكن يجب أن يأخذ في الإعتبار الطريقة الأنسب لقطع المراحل دون كبير عناء.
الشعراء والفلاسفة شبّهوا حياته في هذه الدنيا بإقامة في نزل. ولعل المقارنة واردة. فهو يأتي غريباً إلى هذا العالم.. يتعرف على غيره.. يعيش بينهم.. يقاسمهم تجارب الحياة ثم يرتحل إلى مكان آخر، مودّعاً مَن تركهم خلفه.
الحياة قصيرة والزمن عنصر حيوي في كل ما يقوم به الإنسان وإقامته محدودة.
وما دام السير متواصلاً فلا بد أن يأخذ المسافر في الإعتبار أن يومه يتوقف على أمسه وأن غده يتوقف على يومه.
وما دامت الإقامة قصيرة فلا بد أن يجعلها ممتعة له ولغيره.
الوقت ثمين، والتفاهم مع الذين يتواصل معهم ويتعامل أفضل من أن يُصرف في الشحناء والشجار.
الحبُ والإيثار كفيلان بفتح أبواب السعادة أمامه وأمام الآخرين.
ألا ما أروع أن يغادر الإنسان هذا العالم دون حسرة أو ندامة!
على المسافر أن يكون مستعداً لمغادرة النزل في أية لحظة، إذ قد لا يُعطى مهلة كافية لحزم أمره وأمتعته،
ومن الأفضل أن لا يأتيه الإشعار الأخير وهو موغل في لجج النوم.
لذلك يجب أن يتعلم كيف يحيا كالمسافر بحقائب جيدة الترتيب والتوضيب.
العمر بطوله قد لا يكفيه للتحضير للرحلة القادمة، ولكن إن عاجله النداء لن تثور ثائرته ولن يضطر للاستعداد الجنوني للمغادرة وتزويد نفسه بما يحتاجه للرحيل.
كلما كانت حقائب المسافر خفيفة كلما كان السفر أخف كلفة وأقل تكلفة.. وعلى المسافر أن يحمل معه على الدوام التأشيرة الدائمة التي لا تنتهي مدتها أبدا.. إنها تأشيرة الإيمان والثقة بالرحمن.
أما بطاقة السفر فيجب أن يحفظها في الجيب الأقرب من القلب لأنه سيضطر لإبرازها عندما يطلب منه ذلك.. في دنيا الإغتراب.
إذ ذاك.. سيلقى في كل أرضٍ قد يحلُّ بها "أهلاً بأهلٍ وجيراناً بجيرانِ"
سفرة ممتعة
وحفظكم الله في حلكم وترحالكم
والسلام عليكم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 3 مايو 2016 بواسطة dsdsdsfffssff