أ.د/ صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي Prof. S.A. El-Safty

كلية الزراعة جامعة عين شمس- موقع علمي متخصص في علوم الدواجن - مقالات علمية وثقافية Faculty of Agric

تغذية الدجاج البياض Feeding of layers

د/صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي

 

 يُعتبر البند الخاص بتغذية القطيع البياض هو البند الأكثر تكلفة في العملية الإنتاجية، لهذا فإن المُربي الكُفء هو الذي يستخدم برنامج التغذية الذي يُحقق له أعلى ربحية مُمكنة. وبشكل عام فإنه لابد وأن توفر العليقة للدجاج البياض احتياجاته الأساسية والمتمثلة في:

1-             الطاقة اللازمة، والتي توفرها في العليقة المواد النشوية والدهون.

2-             البروتين اللازم (الأحماض الأمينية)، والذي يوفره في العليقة مصادر البروتين النباتي أو الحيواني.

3-             المعادن الضرورية، والذي يوفره مخلوط الأملاح المعدنية والفيتامينات المُضافة (بريمكس).

4-             الفيتامينات اللازمة، والذي يوفره مخلوط الأملاح المعدنية والفيتامينات المُضافة (بريمكس).

 وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن الدجاجات التي يتم استخدامها كقطعان أمهات تحتاج لكميات أكبر من الأملاح المعدنية والفيتامينات مقارنة بالدجاجات التي يتم استخدامها في إنتاج بيض المائدة. وبشكل عام فإن كثير من مُربي الدجاج البياض يقومون بشراء علائق الدجاج جاهزة التكوين من الشركات المُتخصصة لتصنيع أعلاف الدواجن، بينما القليل من المُربين يقومون بشراء مكونات العلائق المُختلفة ثم خلطها لتكوين علائقهم، ولكن عند إتباع ذلك لابد وأن يقوم بتلك العملية أشخاص لهم خبرات خاصة في هذا المجال نظراً لأن عملية خلط مكونات الأعلاف من العمليات المُعقدة لوجود بعض المكونات الدقيقة والتي يتم إضافتها بنسب مُعينة يجب الحفاظ عليها والتأكد من خلطها وتمازجها جيداً بالكمية الكلية المُصنّعة. وفي كل الأحوال فإنه يجب أن تكون العليقة التي يتم تغذية الطيور عليها تُناسب عُمره ومرحلته الإنتاجية من حيث المكونات والنسب.

 برامج التغذية Feeding programs

          يستخدم مُربي الدجاج البياض واحداً من الثلاث برامج الآتية في تغذية قطيعه: مسحوق العلف Mash، الحبوب والمسحوق Grain and Mash، الكافيتريا Cafeteria.

المسحوق Mash

          يُستخدم هذا الشكل من الغذاء على نطاق واسع عند تربية سلالات الدجاج التجارية، حيث يُقدم للطيور العلف في صورة وجبات وعلى شكل حبيبات متجانسة أو متماسكة مختلفة الأحجام، ويضمن هذا الشكل من التغذية الحصول نتائج مُرضية من مُعدلات الإنتاج، ويُعطي أيضاً تجانس كبير في ألوان صفار البيض في جميع البيض المُنتج. وعموماً تتراوح نسبة البروتين في مخلوط الدجاج البياض بين 14- 17% وهي النسبة الموصى بها في هذا الشكل من الغذاء.

 الحبوب والمسحوق Grain and Mash

          ويُستخدم في هذا النظام خليط من مسحوق العلف المُحتوي على نسبة بروتين تتراوح بين 20- 26% مع إضافة كميات من حبوب الغذاء والتي يتم نشرها على الفرشة كل صباح، ثم يتم رش حُبيبات الذرة كل مساء، وتتوقف النتائج المُتحصل عليها عند إتباع هذا النظام على مدى كفاءة المُربي في إدارة برنامج التغذية ومراقبة مُعدلات الإنتاج المُصاحبة.

 الكافيتريا Cafeteria

          يعتمد هذا النظام على إعطاء الطائر الفرصة في الاختيار بالقدر الذي يُحقق له حصوله على احتياجاته، حيث يتم توفير معالف تحتوي على الحبوب والذرة وأخرى تحتوي على أنواع أخرى من الحبوب مثل القمح والشوفان معاً أو منفصلين، مع إضافة مركزات بروتين يتراوح نسبة البروتين فيها بين 26- 32%. ولكن مع استخدام هذا النظام لابد من الحذر في حالة الدجاجات كبيرة العُمر، والتي قد تُفضل معالف الحبوب فقط وبالتالي سوف يؤدي ذلك لانخفاض مُعدلات إنتاج البيض، وبشكل عام فإن معالف الحبوب لابد وأن تُمثل نسبة ثُلثي أو ثلاثة أرباع المعالف الموجودة بالحظيرة، بينما تُمثل معالف المركزات بين ثُلث أو ربع المعالف الموجودة.

           في نظام التربية الأرضية لابد وأن لا تبعُد المساقي والمعالف عن كل طائر بمسافة تتراوح بين 10- 15 قدم، ويُتبع نفس المسافات عند توزيع بياضات وضع البيض. وعند تغذية الطيور من جانب واحد على مِجرى العلف فإن 15- 20 قدم على المِجرى تكفي 100 طائر، وتتضاعف المسافة عند التغذية من الجانبين، حيث تزيد المسافة لتصل إلى 30- 40 قدم طولي لكل 100 طائر. ولتجنب الفقد والإهدار في العلف أو الماء فإنه يجب رفع المساقي والمعالف حتى تبلغ ارتفاع كتف الطيور (حوالي 4 بوصة عن الأرض)، كما يجب ملء المعالف لثُلث عُمقها فقط. ويجب عدم استخدام المعالف التي يتم رفعها على أرجل ذات ارتفاع يصل إلى 18- 20 قدم، وذلك لآن تلك المعالف تُسبب زيادة ظاهرة الافتراس داخل القطيع كنتيجة لكشف الطيور بعضها البعض أثناء تناولهم الغذاء، وذلك نتيجة للارتفاع الكبير لتلك المعالف.

 يستهلك الدجاج البياض حوالي 2 رطل من المياه لكل رطل مُستهلك من الغذاء، ولكن في الأجواء الحارة تتضاعف كميات المياه المُستهلكة، حيث قد تصل كمية المياه المُستهلكة إلى 50 جالون لكل 1000 دجاجة يومياً. ولابد من إمداد الطيور بالمياه النظيفة الخالية من أي تلوث، حيث أظهر بعض الباحثين أن وجود البقع الدموية في بعض البيض المُنتج قد يكون نتيجة لتناول الطيور للمياه الملوثة، كما أن المياه النظيفة الخالية من أي مُسببات مرضية أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع مُعدلات إنتاج البيض في القطيع، وسوف يتم مناقشة تأثير مياه الشرب على أداء الدجاج البياض من خلال أحدث الدراسات في هذا الصدد في جزء لاحق من هذا الباب.

التحويل الغذائي (الكفاءة) Feed conversion (Efficiency)       

          يُقصد بالتحويل الغذائي في إنتاج البيض، هو الكمية من العلف اللازم بالجرام لإنتاج دستة من البيض، بغض النظر عن حجم البيض المُنتج (متوسط Medium، أو كبير Large، أو كبير جداً Jumbo)، ويُعتبر مُعدل إنتاج البيض من العوامل الهامة لقياس الكفاءة الإنتاجية، حيث يصل مُعدل التحويل إلى 3.2 خلال 10 شهور إنتاج، وعندما يصل هذا المُعدل إلى 5 فإنه يجب التأكد من مُعدلات الفقد في العليقة، ومُعدل الإنتاج، وحجم الدجاج البياض، ومكونات العليقة.

           يؤثر كل من نوع السلالة، وموسم الإنتاج، وإدارة القطيع، والإصابات المرضية، ونوعية الغذاء على الاستهلاك الغذائي الحقيقي للطيور. ويوضح جدول (1) الاستهلاك الغذائي المُقدّر لبدارى الاستبدال لقطيع بيض المائدة من عُمر أسبوع حتى 20 أسبوع. ويُظهر جدول (2) الاستهلاك الغذائي للدجاج البياض، متضمناً متوسط كمية الغذاء اللازمة في اليوم لكل دستة بيض مُنتجة من 100 دجاجة بياضة ذات أوزان جسم ومُعدلات بيض مختلفة. 

 جدول (1): الاستهلاك الغذائي لبدارى الدجاج البياض التجاري في الأقفاص.

العُمر (أسبوع)

الغذاء لكل 1000 دجاجة في اليوم (كجم)

الغذاء لكل 1000 دجاجة في الأسبوع (كجم)

الغذاء المتراكم لكل 1000 دجاجة (كجم)

1

11.7

82

-

2

16.2

114

195

3

23.4

164

359

4

32.5

227

586

5

35.7

250

836

6

39.0

273

1,109

7

44.1

309

1,418

8

49.4

345

1,764

9

53.2

373

2,136

10

57.1

400

2,536

11

61.7

432

2,968

12

68.2

477

3,445

13

72.0

505

3,950

14

74.0

518

4,468

15

77.9

545

5,014

16

77.9

545

5,559

17

78.5

550

6,109

18

79.2

555

6,664

19

79.9

559

7,223

20

83.1

582

7,805

                                                                                                                                   جدول (2): الاستهلاك الغذائي للدجاج البياض التجاري.

البيض لكل 100 دجاجة لكل يوم

الغذاء لدجاجات وزنها 1.8كجم

الغذاء لدجاجات وزنها 2 كجم

الغذاء لدجاجات وزنها 2.7كجم

الغذاء لدجاجات وزنها 3.2كجم

 

لكل يوم

لكل دستة بيض

لكل يوم

لكل دستة بيض

لكل يوم

لكل دستة بيض

لكل يوم

لكل دستة بيض

0

15.3

-

17.7

-

19.9

-

22.0

-

10

16.7

20.0

19.0

22.8

21.3

25.6

23.9

28.7

20

18.1

10.9

20.4

12.2

22.7

13.6

25.8

15.4

30

19.5

7.8

21.8

8.7

24.1

9.6

26.7

10.3

40

20.9

6.3

23.3

7.0

25.6

7.7

27.6

8.3

50

22.3

5.4

24.7

5.9

26.9

6.4

29.0

6.9

60

23.7

4.7

26.1

5.2

28.3

5.6

30.4

6.1

70

25.1

4.3

27.4

4.7

29.7

5.0

31.8

5.4

80

26.6

4.0

28.9

4.3

31.2

4.7

33.3

5.0

90

27.9

3.7

30.3

4.0

23.6

4.3

34.6

4.6

100

29.3

3.5

31.7

3.8

34.0

4.1

36.0

4.3

 

التغذية المرحلية Phase feeding

يُشير اصطلاح التغذية المرحلية إلى التغيرات التي تحدث في علائق الدجاج البياض خلال مراحله العُمرية، حيث يحدث ذلك بغرض:

1-     ضبط العُمر والحالة الإنتاجية للدجاجة.

2-     للتكيف مع الظروف الجوية وموسم الإنتاج.

3-     لاختلاف أوزان الجسم والاحتياجات الغذائية بين السلالات المختلفة.

4-     ربما تغيير واحد أو أكثر من مكونات العلف نتيجة لظروف اقتصادية أو لندرته.

 أظهرت الدراسات البحثية أن الاحتياجات الغذائية للدجاجة المُنتجة للبيض بمُعدل 60% تختلف عن قرينتها التي تُنتج بيض بمعدل 80%، كما تختلف احتياجات الدجاج في موسم الصيف عن موسم الشتاء، أيضاً الدجاج الذي يبلغ عُمره 24 أسبوع له احتياجاته المختلفة عن الدجاج الذي يبلغ عُمره 54 أسبوع. ولهذا فإن الهدف الرئيسي من اصطلاح التغذية المرحلية هو تقليل مُعدلات الفقد في العناصر الغذائية نتيجة لتغذية الدجاج على علائق تحتوي على قدراً أكبر من الاحتياجات الفعلية للطائر تحت الظروف المختلفة، وفي هذه الحالة تزداد الكفاءة الغذائية وتنخفض بالتبعية تكلفة إنتاج البيض المُنتج.

 في إطار التغذية المرحلية للدجاج البياض فإنه يُراعى أن ترتفع نسبة البروتين في العليقة التي يتم التغذية عليها منذ بداية الإنتاج وحتى خلال فترة قمة الإنتاج لتصل إلى 17- 18%، ثم تنخفض بعد ذلك نسبة البروتين لحوالي 16% لمدة 5- 6 شهور تالية، يتبعه انخفاض أخر في مستوى البروتين ليصل إلى 15% حتى نهاية الفترة الإنتاجية، حيث تأخذ تلك الخطة الغذائية عُمر الطائر في الاعتبار، ولكن من الأهمية أخذ كل العوامل التي تُحيط بالعملية الإنتاجية في الحسبان عند إتباع التغذية المرحلية للدجاج البياض. وعلى الرغم من المميزات سالفة الذكر لتغذية الدجاج البياض مرحلياً، فإن لها بعض الإشكاليات، فهي ذات آلية معقدة نسبياً، حيث يجب أن يكون مُربي الدجاج على دراية كافية لتطبيقها تطبيقاً سليماً، كما أنها تحتاج المزيد من حاويات ومخازن العلف والتأكد دائماً من جودة ومصدر العلف المُستخدم. وبشكل عام فإن التغذية المرحلية للدجاج البياض تعمل على خفض التكلفة الكلية للعملية الإنتاجية وزيادة الدخل الناتج عن بيع البيض المُنتج.

 

المصدر: صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي (2012)- الدليل في إنتاج الدواجن الزراعية- جامعة سبها- ليبيا

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,117,368