<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
( عالـم البيئــة )
الأمـن الصنـاعى
بقلـم :
د/علـى مهـران هشــام
يعود مفهوم الأمن الصناعي إلى الثورة الصناعية التي شهدتها أوروبا وأمريكا، فقد ظهرت بوادر الثورة الصناعية في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر، و كان من أهم المتغيرات التي صاحبت ذلك هو إحلال الآلة محل الإنسان العامل.
وقد اعتبرت الصناعة النشاط الأكثر خطرا على الإنسان، وخسائرها في الأرواح و الجرحى تفوق بدرجة كبيرة خسائر ما تخلفه الحروب. أشار تقرير مكتب العمل الدولي عن الحوادث الصناعية في بريطانيا في الفترة من 1939 ـ1945 م ( فترة الحرب العالمية الثانية ( ان عدد ضحايا الحوادث الصناعية فاق عدد ضحايا الحرب العالمية نفسها. إضافة إلى ظهور الأمراض المهنية أي الأمراض التي تسببها الصناعة نفسها . لقد أنتجت الثورة الصناعية آثار ضارة على البيئة والإنسان، ففي سبيل زيادة الإنتاج كان لا بد من تدابير وإجراءات يجب اتخاذها من اجل حماية العنصر البشري من هذه الآثار والانعكاسات السلبية للآلة و هذا دعى للاهتمام بأمر الأمن والسلامة كتدابير علمية ضرورية حتى يمكن تفادي تلك الآثار الخطرة وغير الصحية .
عموما، يعرف الأمن الصناعي عالميا بأنه: ( الصحة و السلامة المهنية) حيث يعني الأمن الصناعي بتوفير ظروف العمل الآمنة و الصحية المناسبة في أماكن العمل . وذلك عن طريق الدراسة المسبقة لكافة المخاطر المتوقعة التي قد تنشأ في المراحل المختلفة التي تمر بها العملية الإنتاجية منذ البدء في التفكير في اختيار موقع المنشاة إلى آخر مرحلة من مراحل الإنتاج , إضافة إلى ، وضع تدابير السلامة الوقائية التي تستهدف بالدرجة الأولى منع وقوع هذه المخاطر والعمل على تطويقها والحد من انعكاساتها عند حدوثها ، فالهدف من كل هذه التدابير هو توفير الحماية الكاملة و الشاملة لكل عناصر الإنتاج وفي مقدمتها الإنسان الذي يعتبر بمثابة المحور الأساسي في العملية الصناعية والتنموية وبما يكفل تحقيق الكفاية الإنتاجية ويؤمن أسباب التقدم و الازدهار.
إن تأمين سلامة الأفراد و مواقع العمل من خلال الإجراءات والمعايير العلمية المتبعة للمحافظة على الأمن و السلامة داخل المنشآت و المؤسسات و المرافق التجارية والخدمية والزراعية والصناعية أصبح من أهم سياسات العمل والتنمية المستدامة في العصر الحديث. يهتم الأمن الصناعى بالحفاظ على سلامة الأيدي العاملة بتوفير بيئات عمل آمنة خالية من مسببات الحوادث والمخاطر والإصابات و الأمراض المهنية، و كذلك ضرورة استخدام إجراءات واتباع قواعد ونظم فنية محددة ضمن إطار المؤسسة بهدف الحفاظ على الإنسان من خطر الإصابة بالإضافة إلى الحفاظ على الممتلكات من خطر التلف و الضياع والتدهور. يتدخل الأمن الصناعي أيضا في كل مجالات الحياة مثل الكهرباء وعند قيادة السيارات و السير في الشوارع و في استعمال أدوات كيميائية أو استعمال أدوات الطاقة وأثناء إنشاء البنايات والمشروعات التنموية والعمرانية وعند تناول الطعام و الدواء وترشيد وتهذيب السلوك العام .... إلخ، لهذا أصبح من الطبيعي أن نولى الاهتمام بالأمن الصناعي داخل المصانع و المؤسسات المختلفة و المنشآت التعليمية.
على كل حال، تعرف الحادثة بمعناها الواسع بأنها كل ما يحدث دون أن يكون متوقع الحدوث مما ينجم عنه في العادة ضرر للناس أو الأشياء أو المنقولات , فلو ترتب عليها إصابة أحد من الناس سميت إصابة .
و قد جرى العرف في قياس الأمن الصناعي على أن تقتصر الإصابات على تلك التي تقعد العامل المصاب عن العمل أكثر من يوم واحد أو أكثر .يمكن تصنيف حوادث العمل بطرق مختلفة:
1ـ من حيث نوعها إلى حوادث مرور أو حوادث مناجم أو حوادث طائرات أو حوادث خطيرة و أخرى غير خطيرة .
2ـ من حيث نتائجها إلى حوادث تتلف الآلات أو المنتجات أو تصيب الأشخاص بإصابات مختلفة كالحروق و الكسور و فقد الحواس أو الأعضاء أو التشويهات المختلفة أو الموت .
3ـ من حيث خطورتها إلى حوادث مميتة و حوادث تؤدي إلى عجز جزئى أو كلي دائم كفقد العينين أو اليدين و أخرى تؤدي إلى عجز دائم كفقد عين واحدة أو يدا واحدة و حوادث تؤدي الى عجز كلي مؤقت أي يمنع العامل من العمل لفترة معينة و أخرى تحتاج إلى إسعافات أولية .
4ـ من حيث أسبابها الى حوادث ترجع في المقام الأول إلى عوامل بشرية كإهمال العامل او شرود ذهنه أو ضعف ذكائه أو قلة خبرته أو عجزه عن ضبط نفسه , و حوادث ترجع في المقام الأول إلى عوامل مادية أو ميكانيكية كسقوط أشياء على العامل أو أنفجار بعض المواد أو تلف مفاجئ بعض المواد أو إلى تلف مفاجئ في بعض الآلات و قد وجد أن حوادث الصنف الأول تتراوح نسبتها من 80 إلى 90 % و أن حوادث الصنف الثاني تتراوح بين 10 و 20 % من حوادث الصناعة وهذا يشير إلى أهمية العامل الإنساني و رجحانه في وقوع الحوادث .
أما الأسباب الخارجية للحوادث فتشمل ظروف العمل السيئة سواء بيئيا أو وظيفيا إضافة إلى، أجهزة وأدوات ووسائل العمل ذاته مثل عدم العناية بتخزين المواد الكيماوية و القابلة للاشتعال .
وعدم تنظيم أماكن العمل و نظافتها وتكدس أماكن العمل بالآلات.
إن المراقبة الذاتية للإنسان وتعزيز القيم النبيلة والإخلاق الرفيعة فى العمل أو فى أى منحى من مناحى الحياة وكذلك إحياء الضمير الوطنى والمجتمعى والبيئى يعد من أهم وسائل الأمان والسلامة والصحة العامة والتنميـة المستدامة للفرد والمجتمع.
والله المستعـان ،،،،
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش