<!--
<!--<!--
العمل والبطالـة .... وعيـد العمـال
بقلـم :
د/علـى مهـران هشــام
دعت كل الشرائع السماوية إلى العمل وإعمار الأرض ، وذلك لأن العمل من الضروريات الهامة لأستمرار حياة الإنسان والكائنات الأخرى . وصدق الله العظيم : " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" ( سورة الملك ، الآية 15 ) بالعمل يحصل الإنسان على قوته ومتطلبات عيشه ، وإجنماعيا هو معيار لقيمة الإنسان ومكانته ، ووسيلة في الوقت نفسه للتفاعل الاجتماعي مع العديد من الأفراد والجماعات ، أما من الناحية النفسية فالعمل يضفى على حياة الإنسان معنى الراحة والرضا عن الذات . ورغم ذلك ، لا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات الإنسانية على مر العصور من وجود ظاهرة البطالة ، فالبطالة مشكلة قديمة وليست طارئة ، لها آثار مدمرة على إقتصاد المجتمع ونهضته ، إلا أن نسبة البطالة تختلف من مجتمع إلى آخر ، كما أن كيفية التعامل مع العاطلين عن العمل أخذت أساليب مختلفة من التجاهل التام لهم إلى الدعم الكلي أو الجزئي لوضعهم. والبطالة بإختصار ، الحالة التي يكون فيها الشخص قادراً على العمل وراغباً فيه ولكن لا يجد العمل والأجر المناسبين. والبطالة إما ظاهرة وتعنى أن الأفراد لا يجدون فرص العمل التي تتناسب مع قدراتهم وتخصصاتهم ومؤهلاتهم التي حصلوا عليها . وإما بطالة المقنعة وتظهر من خلال تعيين بعض الأشخاص في وظائف لا تعود بفائدة إنتاجية ملموسة على الأقتصاد ، فالعمل الذي يمكن أن ينجزه خمسة يوكل إلى عشرة ، أو خلق فرص عمل روتينية وهامشية لا يجد فيها الإنسان قدراته وخبراته . ولتدارك هذه القضية الشائكة والمتشابكة العناصر والمدخلات ، لابد من العمل وتوفير فرص حقيقية للناس تتناسب وتخصصاتهم وخبراتهم وقدراتهم وتفعيل منهج التدريب المستمر لرفع كفاءة العاملين وأن تواكب مناهج التعليم احتياجات سوق العمل وأن تتبنى الدولة منهج واستراتيجية الصناعات الصغيرة ( مهارات أقل – رأس مال صغير – الأسرة قد تكون مشروعها ) وأن توفر الدولة للصناعات الصغيرة التمويل والمتابعة لحل مشاكلهم وعمل الدعاية والتسويق لمنتجات العاملين فى هذه المهن ، والصناعات الصغيرة هى المدخل للصناعات المتوسطة وبالتوالى الصناعات الثقيلة والكبيرة التى تنهض بالأمم.
تعظيما لقيمة العمل والعمال خصص العالم الأول من مايو من كل عام للأحتفال بهم.
على الجانب الآخر، ينبغي تعميق وعي الناس بقدسية العمل الذي أقرته جميع الشرائع الدينية والقوانين المدنية، فبدون عمل تنتفي إنسانية وجودنا وقيم حياتنا، وبلا عمل نصبح عبيد للجهل والتخلف اللذين ينجمان عن التبطل والتبلد والعشوائية واللامبالاة الذي يصادر العقول، ويجعلنا مجرد حالات انفعالية تخضع لما يوجه لها من قيم سلبية مرضية ولمن يستغلها بلا إدراك لمصدر الاستغلال ( تسلب الإرادة – يغيب العقل – إدمان - جريمة – بلطجة ).
يشير الأول من مايو إلى العديد من الاحتفالات العمالية المختلفة كذكرى ورمز لاحياء النضال من أجل الثمان ساعات في اليوم. بدأت فكرة “يوم العمال” في أستراليا، عام 1856. ومع انتشار الفكرة في جميع أنحاء العالم، تم اختيار الأول من مايو ليصبح ذكرى للاحتفال العالمى بكفاح وتضحيات العمال لنيل حقوقهم المشروعة ( التخصص والعمل المناسب – العدالة – التأمين الصحى والأسرى – الدخل المناسب – ساعات العمل – عمل المرأة – عمل ذوى الإعاقة – عمل الطفل .... ألخ ) .
الحاضر والمستقبل يتطلب من العمال وأصحاب العمل والمؤسسات الرسمية ، التثقيف والتوعية وتهذيب السلوك العام وأحترام القوانين وعدالة التوزيع وأن ننظر ليوم العمال كيوم فرح وبهجة لتحقيق الأهداف وأنه أيضا يوم لذكرى زملاء لنا فى العمل والإنسانية ضحوا فى مكان ما ، وفى زمن ما ، بحياتهم لنيل هذه الحقوق وأن ندرك المعانى السامية لتنظيم أنفسنا في نقابات وجمعيات وروابط واتحادات وحركات مهنية وعمالية تدافع عن مصالح العمال والمهن بكافة صورها وتنوعاتها .
عموما، يتم الاحتفال بعيد العمال، كرمز لبداية فصل الصيف. وتعد العطلة غالباً كيوم للراحة ومراجعة الذات والمؤسسات وعمل المسيرات أو المواكب. والخطب التى تحث على العمل وتوعية العمال بواجباتهم وحقوقهم الدستورية والقانونية والمهنية وكيفية مكافحة البطالة وأهمية التدريب المستمر لزيادة المهارات الشخصية كما تشمل الاحتفالات أيضا المظاهرات السلمية والآمنة والرحلات الترويحية والتنزهات ، والحفلات الثقافية ، وعروض الألعاب النارية، والرياضات البدنية والمائية، والفعاليات الفنية العامة.
والله المستعـان ،،،،
http://kenanaonline.com/drmahran2020
ساحة النقاش