authentication required

<!--<!--<!--

((  عـالـم البيئـة  ) )

مكافحـة إدمـان المخـدرات

بقلـم    :        

   

د/علـى  مهــران  هشـام

-----------------------------------

الإنسان هو أداة  تعمير الأرض واستمرار الخليقة واستقرار الكون. إن أعمال الإنسان وأفعاله وسلوكه وأخلاقه  وأسلوب معيشته وتكوين شخصيته الفكرية والعلمية والعملية تنعكس دائما على الأسرة والمجتمع سواء بالسلب أو الإيجاب

لذلك كان الهدف الأسمى لأية خطة أو سياسة تنموية هي تقويم البشر وتطوير هذه الموارد البشرية الكامنة والهائلة وتوجيهها في اتجاه العمل النافع والطريق السليم القويم .

 الإدمان هو الحالة الناتجة عن استعمال مواد بصفة مستمرة (غالبا مواد مخدرة) بحيث يصبح الإنسان معتمدا عليها نفسيا وجسميا، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على نفس الأثر دائما، وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز حتى تصل لدرجة أنها   توقع أشد الضرر بالجسم والعقل فيفقد الشخص القدرة على القيام بأعماله وواجباته اليومية والانتاجية عند  غياب هذه المادة، وفي حالة التوقف عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى أعراض الانسحاب وقد تؤدي إلى الموت. والإدمان يمكن أن يكون إدمان المشروبات الروحية أو المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئة أو المنومة أو المنشطة .

يسبب الإدمان أضرارا  جسيمة مدمرة حيث يؤثر على كفاءة جميع وظائف الأعضاء بالجسم , إضافة إلى  تعرض المدمنين لعدد من الأمراض الخطيرة مثل:
سرطان الفم، والبلعوم، والحنجرة، والمريء ,
تلف و تليف  الكبد ,
الإصابات الجلدية نتيجة تكرار الحقن  الوريدية,
بطء الاستجابات وردود الفعل الحركية ,
ضعف مناعة الجسم ومقاومته للأمراض,
الإصابة بمرض الإيدز ومرض التهاب الكبد الوبائي نتيجة استعمال الحقن الملوثة واشتراك أكثر من شخص بها .
ومن ثم حدوث الوفاة نتيجة لتناوله الجرعات الزائدة.
أماّ تأثير الإدمان على الناحية النفسية فيؤدي إلى تقّلب المزاج ونقص التركيز والقلق والعصبية الزائدة والاكتئاب أو المرح الزائد  الزائف عن حده بالإضافة إلى إصابة بعض المدمنين بالاضطرابات العقلية كانفصام الشخصية والاضطرابات  والانحرافات السلوكية وهى صفة تلازم المدمنين نتيجة لحاجة المدمن للمال لتوفير المادة المخدرة فيلجأ للسرقة وارتكاب الجرائم ممّا يزعزع أمن المجتمع والأسرة على السواء ويهدد أستقرار البيئة ونهضة الأمم.
الإدمان هو مشكلة اقتصادية واجتماعية لأن الشخص المدمن على استعداد لدفع أضعاف قيمة المادة المدمنة لكي يحصل عليها، كما أنّ إنتاجية  هذا الشخص تقل وتتدهور المنشأة ممّا يؤدى أيضا إلى  فقدان وظيفته وضياع مصدر رزقه ونتيجة ذلك لا يستطيع القيام بالتزاماته العائلية فيؤدي إلى انهيار الأسرة وفقدان الأمن المادي والمعنوي لأفرادها  ممّا ينتج عنه  تفكك الأسرة وتشرد الأبناء. ترتفع أيضا نسبة الحوادث خاصة حوادث السير والمرور والانتحار لدى المدمنين.
عموما,

تظهر على المدمن علامات وظواهر غير طبيعية مثل
التغير المفاجئ بنمط الحياة كالغياب المتكرر والانقطاع عن العمل أو الدراسة.
    
وتدني المستوى الدراسي أو   تدنى أداؤه  في العمل.
الخروج من البيت لفترات طويلة والتأخر خارج البيت ليلا,
التعامل بسرية فيما يتعلق بخصوصياته,
تقلب المزاج وعدم الاهتمام بالمظهر,
الغضب  لأتفه الأسباب,
التهرب من تحمل المسؤولية واللامبالاة,
الإسراف دون حساب وزيادة الطلب على النقود.
تغيير مجموعة الأصدقاء والانضمام إلى شلة جديدة,
الميل إلى الانطواء والوحدة,
فقدان الوزن الملحوظ نتيجة لفقدان الشهية.

قد يكون الإنسان مدمنا دون أن يدرى لذلك نورد  أسباب الإدمان  فى التالى:

@     الجهل بمخاطر استعمال المخدر.
 @ ضعف الوازع الديني والتنشئة الدينية

 والاجتماعية غير السليمة.   
 @ التفكك الأسري.  
 @ الفقر المدقع والجهل والأمية.
 @ الثراء الفاحش والتبذير بدون حساب.
 @ انشغال الوالدين عن الأبناء وعدم وجود الرقابة والتوجيه.   
 @ عدم وجود الحوار بين أفراد العائلة .
 @ مجالسة أو مصاحبة رفاق السوء.  
 @ البطالة والفراغ.

 عدم طاعة الوالدين وعصيانهما.@

على كل حال, يمكن التخلص الآمن من الإدمان بأتباع التالى :

@ التنشئة الاجتماعية السليمة:  
التواصل والحوار المستمر مع الأبناء وتقوية الإيمان والوازع الديني والقدوة الحسنة من قبل الوالدين وأفراد الأسرة البالغين له التأثير الأكبر في تشكيل سلوك النشء مع الحرص على استخدام أسلوب الحزم والمودة والابتعاد عن التدليل والتسلط المفرطين .
@ المناخ الأسري :
إن الجو الأسري الآمن الذي يسوده المحبة والوئام الخالي من المشاحنات والمنازعات والبعيد عن التهديد يؤدي إلى تماسك الأسرة ويجعل كل فرد يحقق طموحاته ومستقبله.
@ تلبية احتياجات الشباب :
من الضروري تشجيع الشباب من الجنسين على ممارسة هوايات مفيدة والانخراط في مختلف الأنشطة الرياضية والترويحية الموجهة ممّا يملأ أوقات فراغهم ويبعدهم عن التفكير بممارسة العادات الضارة.
إن مشكلة تعاطي المخدرات ليس سببها الفرد فقط، بل يشترك في ذلك الأسرة والمجتمع.

@ التحلى بالأخلاق والقيم النبيلة ومراعاة الله  والخوف منه فى السر والعلانية

وطاعة الوالدين والتحلي بالسلوك القويم واحترام الآخر وعدم التسلط والعدوانية في القول والفعل.

@ إتباع القوانين والتشريعات واحترام العادات واللوائح المنظمة للمجتمع.

@ الانتماء وحب الوطن والعمل الجاد والجدية في رفعة شأن الوطن.

وخلاصة القول , المخدرات تهدد كوكب الأرض  والعالم كله وأضرارها ومخاطرها على البيئةو  الشباب والأسرة والمجتمع  تفوق  الخسائر التي أحدثتها الحرب العالمية الأولى والثانية والحروب الحديثة بل إن بعض المراقبين والباحثين  يؤكدون أن المخدرات هي أخطر ما تواجهه البشرية الآن . ويقع على وسائل الإعلام والنوادى والمساجد والكنائس ومراكز الشباب والمعاهد والجامعات والأزهـــر الشريف دور حيوى  ورئيسى فى توعية الأفراد والنشئ والشباب والفتيات بمخاطر هذه الآفات الملوثة للبشر والحجر وخاصة فى أوقات الأجازات, وضرورة توجيه الوقت نحو النافع والصالح من الأعمال.  ويلزم التأهيل الصحى والنفسى والروحى للمدمنين لدمجهم مرة أخرى فى المجتمع.   كما يجب أن تتعاون جميع دول العالم وبكافة الوسائل لاقتلاع تلك الآفة المهلكة من تربة الكرة الأرضية والقضاء عليها من أجل تحقيق الأمان النفسي والروحي والمجتمعي والرخاء المعيشي لكل الأمم . إن الإرادة القوية والعزم والإصرار على أن يكون الإنسان أداة فاعلة وشجرة مثمرة ضارب جذورها في باطن التربة النقية والصالحة سيثمر بكل تأكيد عن طلع طيب وزرع حلو المذاق جميل الشكل تفوح منه الروائح الذكية الجذابة .

والله المستعـان ,,,,

http://kenanaonline.com/drmahran2020

 

المصدر: * مجلة العلم , باب عالم البيئة للدكتور على مهران - عدد شهر يوليو - العدد رقم 429 - القاهرة - مصــــر 2012
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 125 مشاهدة
نشرت فى 1 يوليو 2012 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

650,602