جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
نظرية التفكير في التفكير
66- 66
"" كن إنسانا حنونا .. وودع الكراهية وقسوة القلب ""
. انه خلال حفل زفاف، يذكر -1
شاهد أحد الحضور معلمه الذي كان يدرّسه في المرحلة الابتدائية قبل نحو 35 سنة.
أقبل الطالب بلهفة واشتياق على معلمه ب
كل تقدير واحترام، ثم قال له بشيء من الخجل والخزي: هل تتذكرني يا أستاذي؟
فقال المعلم العجوز: لا يا بني.
فقال الطالب بصوت خافت: كيف لا؟... فأنا ذلك التلميذ الذي سرق ساعة زميله في الصف، وبعد أن بدأ الطفل صاحب الساعة يبكي طلبت منا أن نقف جميعا ليتم تفتيش جيوبنا. أيقنت حينها أن أمري سينفضح أمام التلاميذ والمعلمين وسأبقى موضع سخرية وستتحطم شخصيتي الى الأبد.
أمرتنا أن نقق صفا وأن نوجه وجوهنا للحائط وأن نغمض أعيننا تماماً.
أخذت تفتش جيوبنا وعندما جاء دوري في التفتيش سحبت الساعة من جيبي وواصلت التفتيش الى أن فتشت آخر طالب.
وبعد ان أنتهيت طلبت منا الرجوع إلى مقاعدنا وأنا كنت مرتعبا من أنك ستفضحني أمام الجميع. ثم أظهرت الساعة وأعطيتها للتلميذ لكنك لم تَذْكر اسم الذي أخرجتها من جيبه!
وطوال سنوات الدراسة الابتدائية لم تحدثني أو تعاتبني ولم تحدث أحدا عني وعن سرقتي للساعة. ولذلك يا معلمي قررت منذ ذك الحين ألا أسرق أي شيء مهما كان صغيرا.
فكيف لا تذكرني يا أستاذي وأنا تلميذك وقصتي مؤلمة ولا يمكن أن تنساها أوتنساني. *
طبطب المعلم على ظهر تلميذه وابتسم قائلا:
بالطبع أتذكر تلك الواقعة يا بني... صحيح أنني تعمدت وقتها أن أفتشكم وأنتم مغمضي أعينكم كي لا ينفضح أمر السارق أمام زملائه... لكن ما لا تعلمه يا بني هو أنني أنا أيضا فتشتكم وأنا مغمض العينين ليكتمل الستر على من أخذ الساعة ولا يترسب في قلبي شيء ضده. 2 - من لسان وكلمات أستاذة طب الأعصاب الدكتورة ....انا
"بنت الزبال"؛ هكذا كان اسمي بالمدرسة وبشارع بيتنا وفي كل مكان. نسوا اسمي وأصبحوا يطلقون علي "بنت الزبال"!
أبي كان عامل في البلدية وكان بيتنا بسيط. لم نكن ناكل زبالة متل ما كان يعتقدون. كنا عائلة مثل اي عائلة، نطبخ ونسهر ونضحك معا
3 صبيان و 2 بنات وانا أكبرهم.
لم ينتبهوا لشطارتي وتفوقي في المدرسة؛ فقط لأني "بنت الزبال". في الفصل، القليل منهم من كان يكلمني والأغلبية كانوا يخجلوا يجلسون معي، أو يمكن كانوا يقرفون مني معتقدين أننا لا نتحمم و"ريحتي زبالة"!
ولما سألتني المعلمة ماهو حلمك عندما تكبري، جاوبتها طالبة "حلمها تلم الزبالة" وضحكوا كلهم علي ولكني بكيت بحرقة.
ضمتني معلمتي لصدرها وهمست بأذني لا تزعلي
و لا تخجلي من عمل والدك ، فوالدي كان يعمل حارس عمارة
و يشطف الدرج و يلم الثياب القديمة ونلبسها ونفرح فيها كمان . كوني قوية!
نعم، سوف أكون قوية؛ هكذا قررت. لن أضعف ولن أدع أحد يضحك علي!
اعلمت اخواتي أن يكونو أقوى مني، علمتهم انه يجب أن لا نضعف ولا نسمح للزمن أن يكسرنا.
مرت سنين طويلة ونجحت بالبكالوريا و تفوقت ودخلت كلية الطب. تغير الوضع وأصبح الجميع ينادون: جاءت الدكتورة و ذهبت الدكتورة .
شعرت أني أطير، فرحت بنفسي وكأني كسرت كل شي كان قاهرني .جميع من ضحك علي، احتاجوني والله يعلم اني لم أقصر بحق حدا منهم.
كبرت و كبرو اخواتي. تغيرت الأحوال و أبي لم يعد في حاجة الي العمل: غيرنا بيتنا الي بيت أكبر ونحن يد واحدة.
اخواتي الشباب اثنين منهم مهندسين والثالث يدرس طب أسنان واختي بكلية الصيدلة . تزوجت و أصبحت أم لولدين و اخواتي منهم خاطب ومنهم متزوج .الله يوفقهم ويسعدهم، ولكن مستحيل أن ننسى انه بيوم من الأيام كان اسمنا "ولاد الزبال"!
كانت هذه الكلمة تذبح والدي أكثر منا ولكننا لم ننسى فضله علينا وبعمرنا خجلنا من عمله؛ المهم ربانا عاللقمة الحلال.
علموا أولادكم أن يكونو حناين ولا يقسى قلوبهم إذا الزمن قاس. - 3 - يذكر أن زوجا ثريا إصطحب زوجته إلى محل للهدايا والمجوهرات ..
وقال لها : أريدك أن تختاري لأمي هدية قيمة حسب ذوقك ..
شعرت الزوجة بالغيرة بداخلها واختارت لها أقل هدية قيمة في المحل ..شكر الزوج زوجته
ودفع ثمنها وطلب من صاحب المحل تغليفها وفي المساء أتى إلى زوجته وقدم لها الهدية التي اشترتها ..
واخبرها أني أحببت أن تشترين هديتك بنفسك لتكون كما تحبينها ..
أصيبت الزوجة بإحباط وخجل شديد ..وجلد للذات ... لأنها لو أحبت لغيرها ماتحب لنفسها لكانت هديتها أجمل واغلي قيمة ..ولكن سوء النية والنفس الإمارة بالسوء من أسباب كل المحن والمخاطر سواء كانت مادية أو أدبية أو نفسية.
"وعلى نياتكم ترزقون" * كن علي يقين أن كل شيئ سيرحل .. إلا الخير والاثر
سيظل باقيا ومغروساً في النفوس الصافية والتربة والبيئة الصالحة الي يوم البعث .
هنيئاً لمن يزرع الخير بين الناس...فخير الناس انفعهم للناس .. إن طيبة ونقاء القلب ليس غباء كما يظن بعض الجهلاء والسفهاء ...بل هي فطرة سليمة يميز الله بها من يشاء و يحب من عباده... يا أيها الإنسان تحلي بالخلق الرفيع والتواضع ولا تنابذوا بالالقاب تحلي بالثقة في الله والنفس وحب الخير للآخر كما تحبه لنفسك وارضا بالقدر وبما قسمه الله لك تكن اسعد واغني الناس ، صافح وسامح.. ودع الخلق للخالق.. فنحن وهم راحلون.. إفعل الخير مهما استصغرته.. فإنك لا تدري أي حسنة تدخلك الجنة. .... والله المستعان.
<!--<!--<!--<!--
المصدر: من مقالات الدكتور علي مهران هشام - شبكة التواصل الاجتماعي - الانترنت
ساحة النقاش