نظرية التفكير في التفكير 50 -50 

(( راحة البال ليست بكثرة المال )) 

البروفيسور الدكتور علي مهران هشام

يحكى أنه كان هناك أمير يحكم إمارة وكان لديه حكيم ذكي ..
وكان هذا الأمير يحلم براحة البال وأن يبقى دوماً شاباً قوياً وأن لا تصله الشيخوخة .
فطلب من حكيمه أن يأتيه بدواء يطيل في العمر ووعده بأن يعطيه أي شيء يطلبه إن جاء له بطلبه .

فذهب الحكيم يبحث في المدن والقرى عن دواء يريح البال ويطيل العمر ويبقي الإنسان في مرحلة الشباب .

ولكنه كلما مَرَّ بقرية وسأل أهلها عن عشبة أو أكلة تطيل العمر نصحه أهل تلك القرية أن يذهب إلى أعلى الجبل حيث يسكن هناك أخوان وربما يجد عندهما ما يريد .

ذهب الحكيم إلى حيث يعيش هذان الأخوان ووصل إلى هناك قبل الغروب بقليل فذهب الي البيت الثاني قبل الاول

كان البيت صغيراً والأشياء من حوله مبعثرة ، وأمام باب البيت يجلس رجل شاب ملئ بالحيوية والصحة .. فسلم عليه الحكيم فرد عليه السلام ورحب به .

ثم طلب الحكيم من الرجل أن يضيفه و يسمح له بالمبيت عنده حتى الغد .

وقبل أن يتكلم الشاب
جاء صوت من داخل البيت فإذا هي زوجته لتقول : مرحبا بضيفك واهلا  بكم في دارنا  وندعو الله إلا تتضايقوا من فقر دارنا ولكن قلوبنا ثرية وعقولنا غنية والكرم شعار دارنا رغم ضيق يدنا نحمد الرب انا وزوجي
أن بعث لنا أخا يكون في اسرتنا الصغيرة كبيرا .. شكرهم الحكيم وقال ماسر شبابكما وسعادتكما رغم مااراه من ضيق العيش ... رد الشاب وزوجته في صوت واحد ... الرضا ...الرضا ....فسعادة الباطن لايضاهيا شئ حتي ولو كان ظاهرا ( قصور. أموال... مزارع.. مصانع ..متاجر.. او غيره )

نحن نكرم الضيف ونتصدق ولو بالكلمة ولاننام وفي قلوبنا شر أو حسد أو ضغينة أو كراهية لاحد حتي ولو ظلمنا ..

التسامح  طبعنا. .. انا وزوجتي نعيش بالحب ويسعد بعضنا بعضا ...لااغضبها ولاتغضبني. ..بالمعروف والرحمة نتعايش. .تدعوني لفعل الخير وادعوها للتقرب الي الله بالذكر والحمد والدعاء من الله بالعفو والرحمة
يأضيفنا.. واخانا. ..إذهب الي اخي الصغير والذي أكبره بعشرين عاما والذي أكل حقي وارثي من أبي وظلمني ...حتي داري طردني وزوجتي منها ....

ولكننا سامحناه ولم ندعو عليه بل ندعو له بالهداية ....هناك ستري سر شبابنا وصحتنا وسعادتنا. ...
فطأطأ الحكيم رأسه وتأسف من الشاب وزوجته وشكر حسن كرمها. ...

توجه الحكيم إلى البيت الآخر فإذا هو بيت في غاية الجمال والنظافة والترتيب وتحيط به أنواع الزهور والنباتات الجميلة بالإضافة إلى أصوات الطيور والبلابل . وينابيع المياه وتنسبق الأشجار ...والطيور تسبح والعصافير تغرد...

وإذا برجل عجوز قبيح الوجه ... أكل عليه الدهر وشرب ....

ورغم الملبس الجميل ... فان فقر الوجه وسوء البشرة يغلب عليه .... فطلب منه أن يضيفه فإذا بصوت من الداخل يملأ الجدران والفراغ ... صوت خشن يبدو أنه لزوجته ... يصدع ليس لدينا مكان لأحد .... أغرب عن دارنا ...انتم تحسدوننا... لم تترك وقت لزوجها ليتكلم ...قال الحكيم انا لست متسولا أو جئت لأحسد أحد ...هل كل ماانتم به من مال وقصور من صنع يدكم. .. أو نتيجة لعملكم. .. طاطا الرجل رأسه وقال هل زرت أخي الكبير .... قال الحكيم تقصد الشاب اليافع بشوش الوجه والقلب .... قال ليس شابا انا أكبر منه بعشرين عاما .... قال الحكيم هل لم تراه من زمن بعيد...قال نعم كان يريد اخذ ميراثي من أبي وظلمني. ...فكتم الحكيم السر واسرها في نفسه. .. وقال بل زرته وزوجه وضيفونني ... ويحبوكما. . ولايريدان شيئا منكم....افرحوا بقصوركم ...واراضيكم ... والله لن تغني عنكم من الله شيئا....انتم تظلمون وتكذبون....هل أنت مرناح النفس والضمير ؟ . ..

اصدقني القول ياأخي فقد لااراك مرة أخري ...

بكي الرجل وقال امراتي عاونتي علي ظلم اخي ولم تنصحني
لفعل الخير أو الصدقة وانا لم انتبه وغرتني الحياة الدنيا وزخرفها ..حتي اني لااستطيع التمتع بأي شئ حولي انا كثير الأوجاع والأمراض ... انا شقي لعلك انت الملاك الذي جاءني قبل الرحيل لإنقاذ سفينة حياتي انا اطلب منك شيئا أرجوك ان تاخذني لأخي ... فردت الزوجة ...ماذا تقول للضيف ... تذهب لأخيك ليقاسمنا ثروتنا... هل ترضي أن نصبح فقراء....
قال الرجل لزوجته انا اطعتك طوال حياتي .... انا سأترك لك القصور والأموال. .. واذهب لأخي لمقابلتة  لعله يصفح عما فعلته به ولم يتضجر. ..أيها الضيف الحكيم ...سامحني علي بخلي منك ....سامحني علي طاعتى لزوجتي في الظلم والبخل والشر مع الناس....خذ بيدي الي أخي. ... تعانق الرجل والحكيم وذهبا الي بيت أخيه الشاب الذي يكبره بعشرين عاما...... عندما رأي أخوه الأخ الأصغر العجوز الهيئة ارتمي الإخوان في أحضان بعضهما البعض ..... وقال الفقير للاخ الغني انت مازلت شابا ... حتي يأخذ بخاطره ( جبر الخواطر يقود الي الجنة ) ... لاتحزن يااخي انا لم أدعو عليك يوما بشر... وقبل أن يجلسا حضرت زوجة الأخ الأصغر البخيلة ...حمالة الشر والغضب وارتمت في حضن زوجة أخو زوجها وقالت... سامحيني... انا كنت وراء جحود زوجي لكما... لا المال ولا الحدائق كانت يوما سببا للسعادة ...مرضنا وهرمنا بسبب ظلمنا...لم نشعر بالرضا يوما...من اليوم نحن أسرة واحدة .... ولنفتح مضيفة لكل عابر سبيل ...ياحبيبتي دلونا علي سر شبابك وشباب زوجك...

بكي الحكيم وقال  كم أنا سعيد وسر سعادتي أنني جمعتكما علي الخير قبل فوات الأوان. ... سأعود الي الأمير واحكي له ماحدث ... فقد ظلم أخوته واخذ حقوقهم وطردهم من الحكم والامارة ..... وهو يظن أنه ذكي... وااسفاه. ... وربما تعود حكايتي له علي الامارة وشعبها بالخير والعدل ....نعم لعله يتعظ ويلحق بقطار النجاة قبل أن يتحرك ولايعود. ...

قال  الحكيم هذا هو سر السعادة والصحة والعمر الطويل ..

ولكن اكثر الناس .. تائهون  ... غافلون بل يجب ان  يعرفوا ويفقهوا ما لايعلمون.

والله المستعان،،،،

المصدر: من مقالات ومذكرات الدكتور علي مهران هشام - شبكة الانترنت
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 95 مشاهدة
نشرت فى 21 فبراير 2019 بواسطة drmahran2020

ساحة النقاش

د/على مهـران هشـام

drmahran2020
......بسم الله..... لمحة موجزة (C.V) 2021 البروفيسور الدكتور المهندس الشريف علي مهران هشام . Prof. Dr. Eng. Ali Mahran Hesham ## الدكتوراه من جامعة هوكايدو.. اليابان ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية... ألمانيا. 2012 ** حاصل علي الدكتوراه الفخرية - جامعة خاتم المرسلين العالمية - ، بريطانيا، فبراير 2021 ** »

ابحث

عدد زيارات الموقع

659,762