جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
( عالم البيئـة )
التـوظيف الأمثل للسيـول
بقلم:
د/علـى مهـران هشـام
الأمطار نعمة ينتظرها الالاف بل الملايين من سكان الأرض لأجل تعميرها ، الا انه بسبب عدم التوطيف الامثل لهذه الثروة و الموارد الطبيعية والتخبط الاداري وعدم التخطيط العلمي والمستقبلي الرشيد أصبحت تشكل هاجسا ورعبا وخطراً شديداً في الكثير من دول العالم وتهدد حياة البشر وممتلكاتهم ، وتنشط الأمطار والسيول والفيضانات خصوصاً في فصل الشتاء أو عند حدوث تغيرات مناخية في الأجواء ، مما يتوجب معه أخذ الحيطة والحذر في أوقات مواسم هطول الأمطار والسيول وعدم المجازفة ودخول المناطق المنخفضة أو عبور الأودية أثناء جريان السيول مع الأخذ بعين الاعتبار بأن بعض المناطق الطينية المبللة بالماء أو المغمورة بالسيول تعتبر مناطق لزجة خطيرة تلتصق بشدة بالأقدام أو بإطارات السيارات ولا يستطيع الإنسان التخلص منها بسهولة.
لذلك أصبح من الضروري الإدراك والوعي بوسائل السلامة والامان لتجنب الخسائر والمخاطر البشرية والمادية، ولسلامة الناس يلزم اختيار المكان المناسب لإقامة المسكن بحيث لايكون عرضة لمداهمة السيول والمدى المناسب لارتفاع السكن عن مجاري المياه ، واستخدام مواد البناء المناسبة والمقاومة لطبيعة أخطار الامطار والسيول والفيضانات.
علي كل حال، سنوجز هنا أهم الاحتياطات والمتطلبات اللازمة لتقليل المخاطر وتوفير معدلات الامان والسلامة:
-
لا بد من متابعة الأخبار ووسائل الإعلام عند ورود تحذيرات عن احتمالية هطول أمطار أو وجود سيول أو فيضانات.
-
يجب تحديد منطقة معروفة بالمنزل لجميع أفراد الأسرة توضع بها جميع احتياجاتهم من الأمتعة الهامة في حالة احتمالية وصول مياه الأمطار لداخل المنزل .
-
الاحتفاظ بمخزون مناسب من المواد التموينية والمياه النظيفة قدر الإمكان.
-
الاحتفاظ براديو مع بطارية لمعرفة المعلومات الصحيحة وعدم ترديد الاشاعات لان الامر يتعلق بحياة البشر .
-
الاحتفاظ بمواد إسعافيه أولية بالمنزل.
-
أحتفظ بسيارتك معبأة بالوقود حتى تتمكن من السير بها أثناء انقطاع التيار الكهربائي وتوقف محطات الوقود.
-
إذا كان هناك سيول غزيرة بالمنطقة واحتمال وصولها إلى داخل المنزل وكان هناك متسع من الوقت أنقل المنقولات الضرورية إلى الطابق العلوي وأعمل على قطع التيار الكهربائي والغاز عن المنزل.
-
كن ايجابيا ولا تتجاهل التحذيرات والإرشادات.
-
عدم تناول الطعام الذي أختلط بمياه السيول.
-
التأكد من المياه قبل شربها والتأكد من نظافتها.
-
عدم زيارة مناطق الكوارث لأن التواجد بها ربما يعيق عمليات الإنقاذ والطوارئ الأخرى.
-
لا تتعامل مع الأدوات الكهربائية المبللة حتى تتأكد من سلامتها وجفافها من الماء.
-
أستخدم الكشافات التي تعمل بالبطارية للرؤية.
-
الأبلاغ عن خطوط الخدمة العامة (الكهرباء، الماء، الغاز ، الهاتف) التالفة أو المعطلة إلى الجهات المعنية.
-
البقاء في المنزل ومتابعة الاستماع للنشرات الجوية والتعليمات التي تبين لك حجم الخطر.
-
عند التأكد من خطورة البقاء في المنزل بادر إلى إخلائه والبحث عن أقرب مكان آمن.
-
في حالة قيادة السيارة توجه بها بعيداً عن الأماكن المنخفضة وتجمعات المياه ومجاري السيول.
-
إذا تعطلت السيارة وغمرتها السيول أتركها وألجأ لأقرب مكان آمن .
-
ساعد الآخرين بالشكل الذي لا يشكل خطورة على حياتك وحياتهم .
-
لا تحاول لمس أو تحريك الأجسام الساقطة والأسلاك الكهربائية المتدلية.
-
لا تحاول السباحة في مياه الأمطار فهذا خطر يهدد الحياة.
-
إبعاد الأطفال عن مجاري الأودية والمستنقعات .
-
الابتعاد عن المناطق المنخفضة وبطون الأودية .
-
في حالة احتمالية وجود صواعق ابتعد عن المناطق المكشوفة .
-
لا تستخدم الراديو أو الهاتف النقال في المناطق المكشوفة في حالة احتمال وجود صواعق قريبة .
علي مل حال ، لتحقيق الامان يلزم عدم النظر في مجرى السيل من أعلى وعلى مقربة منه لأن ذلك يسبب الدوخة والدوار وفقدان القدرة على التركيز مما يسبب السقوط ومن ثم الغرق( لاقدر الله )، كما أن اجتياز المستنقع أو مجرى السيل يعتبر مخاطره كبيره سواء كانت بالسيارة أو مشياَ على الأقدام ، وكذلك أهمية مراقبة الأطفال وعدم تركهم يلعبون حول السيول أو السباحة فيها لأن الماء يغري الأطفال وهم لايعلمون مدى خطورة هذا الفعل . ان أبسط الإرشادات تتمحور حول الأخذ بأسباب السلامة والتي منها المعرفة بأن أصوات الرعد والبرق تنذر بسقوط أمطار غزيره فيجب في هذه الحالة الابتعاد عن قنوات ومسارات السيول ومنحدراتها وتجنب السكن في بطون الأودية ومجاري السيول والسير على الأقدام خاصة إذا كان مستوى الماء فوق مستوى الركبة لأنه كلما زاد منسوب الماء زادت قوة التيار وانجرافه . و في كل الأحوال الاستماع والإنصات للإذاعة ووسائل الاعلام من اجل الحصول على المعلومات اللازمة والارشاات الصحيحة.
وخلاصة القول ، للحد من مخاطرالأمطار الغزيرة والسيول يلزم التالي:
-*- التحليل الدقيق للمعلومات من أجل التوقع بحدوث السيول وفترات تكرارها، أمر مهم للحد من أو تخفيف مخاطر السيول .
-*- توافر المعلومات المناخية الدقيقة من خلال إنشاء شبكة من محطات قياس الأمطار والسيول لتسجيل شدة الأمطار والسيول، والاستفادة من السجلات والإحصاءات المتوفرة عن كميات الأمطار لدى بعض الجهات المعنية.
- *- إعداد خرائط هندسية دقيقة توضح مسارات مجاري المياه ومناسيبها، إضافة إلى المناطق التي تكون معرضة للسيول، ومنع البناء في المسارات الخطرة.
- *- مراعاة انحدار وحجم مسارات مجاري الأودية والشعب عند إنشاء مناطق سكنية، أو فتح طرق، أو إنشاء جسور، أو شوارع أو أنفاق وغيرها، لتسهيل جريان السيول عند هطول الأمطار.
- *- استخدام التقنيات البسيطة مثل بناء حواجز خرسانية في أعالي الأودية لتخفيف سرعة جريان مياه السيول والحد من حالات التدمير التي تحدثها.
- *- إطالة المجرى المائي من خلال عمل حواجز تحويلية للمياه، لتخفيف جريان المياه.
- *- توعية السكان بمخاطر السيول وخطورة البناء والإقامة في مجاري الأودية وتوضيح كيفية التعامل معها قبل وبعد وأثناء حدوثها.
-* - تحويل الأمطار والسيول من كونها مشكلة الي خير و نعمة عن طريق انشاء خزانات ضخمة سواء تحت الارض أو فوقها بحيث يعاد استخدامها في الزراعة وتنمية المشروعات عند الحاجة.
والله المستعـان،،،
المصدر: مجلة العلم - باب عالم البيئة بقلم الدكتور علي مهران هشام - القاهرة عدد شهر يناير 2019
ساحة النقاش