نظرية التفكير في التفكير 43 -43 ( القضاء عدالة وانسانية ) البروفيسور الدكتور علي مهران هشام من أروع جلسات المحاكمات في مصر
- قضية حقيقية ، محكمة جنوب بالقاهرة .
فى إحدي الجلسات عرضت علي القاضي الإنسان قضيه اهتزت لانسانيتها جنبات محكمة جنوب القاهره فى باب الخلق
حين نودى على اسم المتهمه ( وكان لا يضع النساء داخل القفص) وكانت تحاكم بجريمة تبديد لمبلغ فى ايصال امانه
ودخلت المتهمه على المنصه وكانت فى اواخر الاربيعينات من عمرها وكانت محبوسه ولم يفرج عنها لعدم سداد الكفاله
واللافت للنظر كان حالها الفقير وسالها القاضى انت يا ست ( فلانه ) مادفعتيش ال7000 جنيه ليه للسيد ( فلان )
وبصوت اقرب للبكاء الخائف والمرتعش اجابته المسكينه ان المبلغ ليس 7000 جنيه وانما فى حقيقة الامر هو 1000 كانت قد استدانت بهم نظير شراء بضاعه من السيد ( فلان) التاجر ووالد الاستاذه المحاميه اللى حاضره فى الجلسه وانها كانت بتديه 60 كل شهر لكن حصل لها ظروف منعتها من السداد والحاج مرضيش ينتظر ورفع عليها الايصال
.. القاضى التفت للمحاميه وسالها بادب وهدووء ..الكلام اللى الست بتقوله حقيقي ؟
انكرت المحاميه معرفتها بالحقيقه
فما كان من القاضى الا ان نظر الى المتهمه وسالها عن حالها وعلم انها ارمله وتعمل لتربية بناتها الثلاث فنظر لها وقال هاتتحل ان شاء الله
ورفع الجلسه وقبل ان يدخل المداوله
وجه كلامه للمحامين وقال انا اعلم انكم اصحاب فضل ومروءه ولن تتأخروا عن فعل المعروف واخرج منديل كان فى جيبه ووضعه على المنصه واشار الى الحاجب ثم اخرج من جيبه مبلغ وقال .. هذه 500 جنيه كل مامعى ولا ادرى من من الساده المستشارين سيشاركنى وهى اول مشاركه لسداد دين هذه السيده . وشكر الحاضرين ودخل القاعه ..وبدا المحامين فى التبارى فى الدفع بدأهم احدهم ب 1000 جنيه ثم توالى الباقين حتى تجمع فى المنديل ما يتجاوز ال8000 جنيه وقبل ذلك كانت المحامية ابنة صاحب الدين قد خرجت بسرعه الى خارج المحكمه لتتصل بوالدها وتخبره بما تم .
وعادت المحاميه ال القاعه ونودى عليها حين دخلت المتهمه غرفة المداولة .
وكان القاضى جالسا خلف مكتبه . واشار للمحاميه قائلا فيه 7000 جنيه موجوده فى المبلغ الموجود بالمنديل تقدرى تاخديه وتتصالحى للمتهمه ونمشيها
ثم اشار اليها باخذ الفلوس
ولكن المحاميه قالت ان ابها اخبرها بالا تأخذ اكثر من 500 جنيه قيمة الباقى .
شكرها القاضى وابتسم ناظرا للمحامين الذين ملؤا غرفة المداوله وقال اظن انها اخذت ال500 جنيه بتاعتى انا فضحك الجميع وقاطعهم قائلا واظنكم لاتريدون ان يحرمكم الله ثواب المشاركه .. وعلى صوت المحامين فى الغرفه بالتأييد
فنظر الى المتهمه ومد يده بالمنديل وباقى ال 8000 جنيه وقال ..وهذه من الله لك
وضجت غرفة المداوله بالتهليل والتكببر والذى سرى الى القاعة وهتف كل من فيها بانسانية القضاء وعدالته ...وهرول الحاضرون جميعهم فى المحكمه الى هذه القاعه ليعلموا ماذا حدث ثم يعلموا بان ماحدث كان وجود قاضى انسان عادل ،،، فالعدالة وروح القوانين هي الأصل. والله المستعان،،،،
ساحة النقاش