نظرية التفكير في التفكير 42 - 42 ( الحنان يجلب الاحسان )
البروفيسور الدكتور علي مهران هشام التحلي بالأخلاق والتسامح ليس ضعفا كما أن المبادرة باللطف والقول الحسن من صفات الأقوياء فالشديد هو الذي يمسك نفسه عند الغضب ولكن التقنية الحديثة وتطور تلمجتمعات وثورة الاتصالات في اتجاه مختلف للقيم والفضيلة والأخلاق ولو في قطاع كبير من العالم جعل الفضائل من التراث القديم للأسف الشديد . العلو والرفعة تتطلب من الافراد والشعوب والمجتمعات أن تحافظ علي أخلاقها وتعزز القيم بين أفرادها وتجعل من التسامح والمحبة والتواضع وعدم تضخيم الذات والبدء بالحسنات والتسامح والصبر والرضا وتفعيل الضمير الإنساني يلزم أن تجسد الملامح الرئيسية لشخصية وهوية المجتمع الحضاري السوي . تقول الرواية أن فتاة تزوجت كما يحدث في جميع المجتمعات
وذهبت للعيش مع زوجها وحماتها في نفس السكن
.. وبعد وقت قصير اكتشفت الزوجة أنها لا تستطيع التعامل مع. حماتها ، فقد كانت الأخيرة تنتقدها و تثير غضبها.. ولم يتوقفا يوما عن الجدال والصراخ،
كان الزوج بدوره يعانى أحزاناً ومشقة.. ولم يعد في استطاعة الزوجة التحمل أكثر..
قررت أن تفعل شيئا .. فذهبت ( لصيدلي ). صديق عائلتها..شرحت له الوضع بالتفصيل وسألته أن يمدها ببعض العقاقير السامة حتى تتخلص من. حماتها إلى الأبد..
فكر الصيدلي ثم دخل غرفة التحضير دقائق ثم خرج ومعه زجاجة صغير مزودة بقطارة وقال : ليس من الحكمة أن تستخدمي سما سريعَ المفعول وإلا ثارت حولك الشكوك، لذا سأعطيك هذا العقار الذي يعمل تدريجيا وببطء ،
وعليك أن تجهزي لها كل يومين طعاما من الدجاج أو اللحم وتضعين عليه نقاط من هذا السم بالقطارة ، وفى هذه الأثناء عامليها بلطف وتودد ..
لا تتشاجري معها أبدا مهما كانت الظروف.. عامليها كما لو كانت امك حتى إذا انقضت أيام عمرها لم يشك فيك أحد..
سعدت الزوجة بهذا الحل وأسرعت إلى المنزل لتبدأ التنفيذ على الفور ..
مضت الأيام والشهور وهى تحرص على التنفيذ بكل دقة وتذكر دائما ما قاله الطبيب لعدم الاشتباه، فتحكمت في طباعها وأطاعت حماتها وعاملتها كما لو كانت أمها..
بعد ستة أشهر تغير جو الأسرة تماما، مارست الزوجة تحكمها في طباعها بقوة وإصرار، نشأ جو من الحب والصداقة بينها وبين حماتها التي تغيرت هي الأخرى وصارت كالأم الحنون لزوجة ابنها..أصبح الزوج سعيدا بما طرأ على جو الأسرة وهو يلاحظ كل ما يحدث..
بعد هذه المدة ذهبت الزوجة للصيدلي ولكن هذه المرة لتقول له: من فضلك ساعدني لأمنع السم من قتل حماتي ، فقد صارت جدا لطيفة وأنا أحبها الآن مثل أمي.، أرجوك لا أريدها أن تموت..
ابتسم الصيدلي وهز رأسه وقال يا بنيتي:
أنا لم أعطك سما قط ،
لقد كان المحلول الذي بالزجاجة ماء !
.أما السم الذى أوشك أن يقتلك فقد كان قابعا في عقلك ، والآن تأكدت والحمد لله أنك برئتِ منه !
عامل الناس بمثل ما تحب ان يعاملوك به ...وادفع بالتي هي أحسن..
وسايس الناس بالمعروف..
ولا تتسرع بالاحكام !
البعض يُفسر الأدب خوفاً !
لأنه لم يتربى على الأحترام بحياته
والبعض يفسر الطيبة غباء
لأنه لم يعتاد إلا على سواد القلب
ابدأ بالحسنات وقدم المعروف لأهله وغير أهله تنال راحة البال في الدنيا والثواب في الآخرة ... والله المستعان،،،،
ساحة النقاش