كيف بدأت معرفتى بالدكتور شوقى ضيف رحمه الله وكيف كانت علاقتى به؟
فقرات أخرى من كتابى: "من كتّاب الشيخ مرسى إلى جامعة أكسفورد - محطات على مسيرتى الروحية"
إبراهيم عوض
أما د. شوقى ضيف فلم أره إلا فى العام الثالث لى بالكلية، إذ كان معارا قبل ذلك إلى الأردن. وكنت قد تأخرت تلك السنة فى القرية، ولم أحضر فى أول الدراسة لبعض الظروف الخاصة، فأتانى خطاب من صديق لى بقسم اللغات الشرقية هو المرحوم سليمان سباق يستحثنى على القدوم قائلا: "أقبل أقبل يا إبراهيم، فقد أتانا أستاذ عظيم يحتاج وجوده أن يكون واحد مثلك بيننا"، أو كلاما بهذا المعنى. ففى الحال صح منى العزم على السفر إلى القاهرة. وفى أول محاضرة تقريبا خرجت وراءه فى الفسحة التى تفصل بين نصفى الدرس، وسألته عن الكيفية التى أتغلب بها على تشتت الحديث عن الشاعر الواحد فى عدة مجلدات من كتاب "الأغانى"، فوعدنى بأنه سوف يجيب على هذا السؤال حين يعود لاستكمال الدرس بعد دقائق الراحة. وحين عاد تناول الموضوع فعلا كما وعدنى، لكنه انتقدنى قائلا إنه من الواضح أن الطالب الذى سألنى قبل قليل فى كذا وكذا لم يقرأ كتاب "الأغانى" ولا يعرف أن المستشرقين قد ألحقوا به مجلدا كاملا يحتوى على الفهارس التى من شأنها تعريف القارئ بمواضع الحديث عن الشاعر المراد. فآلمتنى الملاحظة، ومكثت طوال كلامه وأنا قلق متوتر لا أدرى أأرد عليه أم أسكت حتى تنتهى المحاضرة ويصير لكل حادث حديث. وقد تغلب صوت الحكمة عندى هذه المرة على غير مألوف عادتى، فسكتُّ إلى أن انتهى الدرس وخرج الأستاذ، فخرجت وراءه سريعا حيث لحقت به فى الغرفة الملاصقة لقاعة المحاضرة.
وكان معى زميلتان، فتكلمتُ قائلا إننى أعرف جيدا كتاب "الأغانى" وأقرأ فيه، ولا يقلل من شأنى أنى لا أعرف فهارس المستشرقين، فالعبرة بأنى أقرأ وأتابع وأهتم. ثم أضفت قائلا فى حدة فنية لا أقصد بها تجاوز حدود اللياقة بل التدلل حتى يعرف أستاذى أننى غير راض عما قاله فى حقى: وإذا كنتم، يا أساتذتنا، قد وضعتم منا أصابعكم العشرة فى الشق فنحن قد وضعنا منكم أصابعنا العشرين: أصابع يدينا وأصابع قدمينا معا. ففغرت إحدى الزميلتين، وكانت من قسم اللغات الشرقية، فاها استغرابا واستنكارا لهذه الجرأة غير المعهودة. فأشرت إليها برفق أن تتركنى أتحدث على راحتى، وهو ما أَمَّن عليه الأستاذ الدكتور فى رقة وعطف.
ثم انتهى الموقف وعدت إلى المدينة الجامعية، وشيطان الفن يتنمر ويتقافز فوق كتفى تارة، وبين عينىَّ تارة أخرى، فلم أهدأ تلك الليلة حتى سطرت خطابا طويلا للدكتور شوقى ضيف أعنف من الكلام الذى تفوهت به فى اللقاء المذكور، ولم أنس أن أضمنه حكاية الأصابع العشرة والعشرين، وسلمته إياه فى غرفته، وانتظرت إلى المحاضرة التالية التى جئتها مبكرا وجلست فى الصف الأول على عادتى متحفزا بجوار الممر الذى يفصل بين نصفى القاعة. فلما دخل الأستاذ الدكتور كنت كُلِّى أعصابا مرهفة انتظارا لما سوف يكون عليه رد فعله. فما كان منه إلا أن تيممنى حيث أجلس وانحنى علىَّ هامسا بحنو جميل أنه قرأ رسالتى وأنه مسرور بها، وأنه سوف يهدينى كتابا من كتبه، وهو ما حدث، إذ وجدته يحضر لى نسخة من كتابه: "العصر العباسى الثانى" وقد كتب فيها إهداء جميلا نعتنى فيه بـ"الصديق السيد فلان".
الله أكبر. نعم هكذا ينبغى أن تسير الأمور، وإلا فلا. وقد أخذتُ منه رحمه الله تلك العادة، فلا أكاد ألمح طالبا نشيطا محبا للعلم والبحث حتى أشجعه بكل سبيل: بالكتب والمال والبسكويت والشيكولاتة والحديث الكثير عنه فى المحاضرة ومداعبته دائما أمام زملائه حتى أستفز قدراته ومواهبه وأُرْهِف اهتمامه بالعلم والثقافة لافتا إياه إلى خطر أمر العلم فى منظومة الحضارة وعند الله والرسول والملائكة، مبينا له أنه ما من دين يضع العلم فى ذات المكانة التى وضعه فيها الإسلام ولا تحدث عنه بنفس الحراراة والاهتمام كدين محمد. وبالمناسبة فالأستاذ الدكتور هو الذى اقترح علىَّ الكتابة عن محمود طاهر لاشين فى أطروحة الماجستير، وقد كتبتها تحت إشراف د. عبد القادر القط حين صرت معيدا بقسم اللغة العربية بآداب عين شمس، وإن كنت أنهيتها دون أن يرى الأستاذ المشرف شيئا مما كتبته فيها، وتمت مناقشتى ونجحت والحمد لله، وكانت لجنة المناقشة مكونة منه ومن د. عز الدين إسماعيل ود. أحمد كمال زكى. ولست أذكر أننى كنت خائفا أو قلقا فى ذلك الوقت ولا فى أكسفورد عندما انتهيت من أطروحة الدكتورية هناك وناقشنى فيها Dr. Derek Hopwood(الذى كان يقول مفاخرا على سبيل الدعابة إن اسمه مكون من كلمتى "حُبّ" و"وُدّ"، والذى سمعت أنه غير طبيعى، وإن لم الحظ شيئا من ذلك على الرجل، وبخاصة أنه كان له جيرل فرند تشتغل فى مكتبة مركز دراسات الشرق الأوسط معه. وكانت شخصيته بوجه عام ودودة) ود. محمد عبد الحليم الأستاذ بمدرسة اللغات الشرقية بلندن ومترجم القرآن إلى اللغة الإنجليزية. وقد تبين لى بعد ذلك فيما بعد، حين اطلعت على كتاب أستاذى د. شوقى ضيف: "معى"، أنه رحمه الله قد اتخذ من كتاب "الأغانى" موضوعا لأطروحته فى الماجستير، ففسر لى هذا الأمر سر تعليقه المنزعج على ما قلته عن الكتاب. إنه "يعرفه كظهر يده" كما يقول التعبير الإنجليزى، فكان يتوقع أن يعرفه الطلاب كما يعرفه هو.
ومنذ ذلك اللقاء الأول والخطاب الأول للدكتور شوقى ضيف قامت علاقة خاصة بينى وبينه، فكان يستقبلنى فى بيته متى ما زرته ويحمل لى بنفسه، كرما منه ولطفا، فنجان القهوة وقطعة الشكولاتة، فأشرب القهوة رغم أنى لست من شاربيها لا هى ولا الشاى، وأجد فيها لذة وسرورا لأنها من يد الدكتور، وآكل الشيكولاتة هَمّ يا مَمّ. وما أكثر المناقشات التى دارت بيننا فى تلك الزورات: ومنها مثلا أن همزة "أنَّ" بعد كلمة "حقا" تفتح ولا تكسر على أساس أنها واسمها وخبرها مصدر مؤول بالصريح فى محل رفع فاعل للفعل المقدر: "حَقَّ". كما أبديت أمامه ذات مرة ضيقى بنفسى لإحساسى أننى أقل ثقافة ومقدرة على التأليف من العقاد وطه حسين وأحمد أمين، فكانت إجابته أنْ ليس لى الحق فى هذا الضيق لأن المقارنة ظالمة، إذ يجب أن أقارن بينى وبينهم حين كانوا فى مثل سنى، لا بعدما صاروا كتابا مشهورين يكبروننى بعقود من السنين، فهدأت نفسى قليلا.
ومن تلك المناقشات أيضا المقارنة بين العقاد وطه حسين. وقد فوجئت به يفضل الأول على الثانى كثيرا، قائلا إن العقاد كان يبدو مترفعا فى ظاهر الأمر، لكنه كان شعبيا ديمقراطيا فى حياته وتصرفاته على عكس طه حسين، وإنه من ثم قد ألف كتابا كاملا عن العقاد (هو "مع العقاد"، الذى قرأته بعد انتهائى من المرحلة الإعدادية)، فى الوقت الذى لم يفكر فيه أن يضع كتابا عن أستاذه طه حسين. وقد سجلت ما دار فى هذا الحديث وأردت نشره فى إحدى المجلات ضمن مقال لى رسمت فيه صورة قلمية له، إلا أننى فكرت أولا أن أطلعه عليه حتى يبدى ما يراه من ملاحظات، فأشار علىَّ بأن أبقى على كلامه الخاص بالعقاد وأحذف ما قاله فى طه حسين حتى لا يتهمه الناس بالتنكر لأستاذه، أو كما قال. فانصعت لرغبته احتراما له ولما يراه، ونشرت المقال فى منتصف سبعينات القرن الفائت بملحق "الزهور" التابع لمجلة "الهلال" على أيام المرحوم صالح جودت فيما أذكر، وكان بعنوان "د. شوقى ضيف شيخ مؤرخى الأدب العربى- صورة قلمية". نشره لى الأستاذ نصر الدين عبد اللطيف، الذى لا أدرى ألا يزال حيا حتى الآن أم لا، وكان رقيقا مجاملا يشجعنا ويرحب على قدر وسعه بما أحمله إليه أنا وغيرى من مقالات. شكر الله له رقته ولطفه.
كما كتبتُ منذ عدة سنوات دراسة طويلة عن د. نصر أبو زيد بعنوان " نصر أبو زيد- أغلاط ومغالطات"، تناولت فيها، ضمن ما تناولت، النقد المجحف الذى وجهه د. جابر عصفور إلى أستاذه د. شوقى ضيف رحمه الله، واتهمه فيه بأنه لا يفهم شيئا فى البنيوية ولا التفكيكية ولا الهرمنيوطيقية، وأنه قد انسحب من اللجنة التى تم تشكيلها لقراءة إنتاج د. نصر أبوزيد العلمى للنظر فى مدى استحقاقه للترقية إلى رتبة الأستاذ، حتى يأخذ مكانه د. عبد الصبور شاهين، الذى كانت بينه وبين أبو زيد ثارات قديمة، مع أن د. جابر عصفور كان يمجد أستاذه د. شوقى ضيف دائما ولا يجرؤ أن يقول فيه أثناء حياته ولا واحدا على المليون من ذلك الكلام. وقد نشرتُ هذه الدراسة فى كتابى: "أفكار مارقة" شاغلة فصلا كاملا من فصول ذلك الكتاب. وفى هذه الدراسة يجد القارئ دفاعا عن أستاذى وأستاذ د. جابر عصفور يعتمد على الحقائق والعلم ولا يعرف الهلس ولا توجيه الاتهامات الزائفة الملفقة التى لا تستند إلى أى أساس ولا تستشهد بالموتى الذين انتقلوا إلى العالم الآخر ولم يعد بوسعهم أن ينطقوا ولا أن يقولوا إن ما ينسب إليهم من استشهادات إنما هو كلام باطل لم يتفوهوا بحرف واحد منه.
ومن الأساتذة الذين لا يمكن الصمت عنهم فى هذه اللمحات د. حسن حنفى، الذى حاضرنا عامين متتابعتين فى السنتين الأخيرتين لى بآداب القاهرة فى الفلسفة الإسلامية والتصوف الإسلامى على التوالى. ولم يكن له كتاب نرجع إليه، بل كان الطلاب يعتمدون على تسجيل ما يقوله فى المحاضرات: يقوله لا يمليه، إذ كان يتحدث بالإيقاع المعتاد فى الحديث ودون أى تنظيم. أما أنا فلم أكن أكتب شيئا مما أسمعه منه، بل كنت أعود إلى المراجع أقرؤها فى المكتبة. وكنت ألاحظ أن د. حنفى يعزو بعض الآراء الغريبة إلى هذا الفيلسوف المسلم أو ذاك حتى إذا ما ذهبتُ وقرأتُ ما كتبه الفيلسوف نفسه فى كتبه ألفيته شيئا مختلفا عما يقوله الدكتور، وقد يكون مناقضا له، فأعود فى المحاضرة التالية وأعلن هذا على رؤوس الطلاب دون جمجمة أو تردد. وكانت المناقشات كثيرا ما تحتد بينى وبين أستاذى. ولا أذكر أنه حاول إسكاتى أو الانتقام منى طوال العامين اللذين قضيتهما فى الاعتراض معظم الوقت على ما يقول والمقارنة بينه وبين ما يقوله الفلاسفة المسلمون فى مؤلفاتهم، واتهامه بأنه يلوى كلامهم وينسب إليهم ما لم يقولوه.
فمثلا كان ينسب إلى بعض الفلاسفة المسلمين القول بأن الله يعلم الكليات فقط دون الجزئيات أو أنهم ينكرون الحياة الآخرة. فرجعت مثلا إلى كتابى ابن رشد: "فصل المقال" و"مناهج الأدلة" لأجده يؤمن بالحياة الآخرة وأنه لا شىء يند عن علم الله. كل ما هنالك أنه قد عرض آراء المتكلمين المسلمين فى تصور البعث من قائل بأنه سيكون جسديا، ومن قائل بأنه سيكون روحيا، ومن قائل بأنه سيكون جسديا لكن بأجساد جديدة أو شىء قريب من هذا. وقد علمنى هذا شيئا مهما، وهو عدم تصديق ما يسمعه الشخص أو يقرؤه من الآخرين دون تمحيص. وكان من رأى الأستاذ الدكتور أن ابن رشد قد بث آراءه فى شرحه لفلسفة أرسطو، على حين كان رأى العبد لله أن شرحه لأرسطو إنما هو عرض لأفكار أرسطو لا يُسْأَل هو عن شىء منه، أما كتاباه الآنفا الذكر فهما مناط البحث عن آراءئه.
وأذكر أيضا أننى، فى إحدى المحاضرات وبعد انتهاء الدكتور حنفى من قول ما عنده وحلول ميعاد المناقشة، رفعت يدى طلبا للتعقيب، وكنت قريبا من آخر القاعة، فقال: سنبدأ من الصف الأول. فما كان منى إلا أن انتقلت من موضعى إلى الصف الأول كى أستطيع التعليق على ما قال قبل انتهاء المحاضرة. وكان معه قطعة من الطباشير فقذفها نحوى قائلا: ماذا تريد بانتقالك هذا؟ قلت له: أريد أن أتكلم قبل أن تنتهى المحاضرة. فقال: إذن تكلم، ولا تُطِلْ. فقلت ضاحكا، ولكن فى جد تام: بل سآخذ راحتى فى التعليق. فأجابنى حينئذ إلى طلبى دون تعسف. وقد حصلت فى المادتين اللتين حاضرَنا الأستاذ الدكتور فيهما خلال تَيْنِكَ السنتين على تقدير "ممتاز" و"جيد جدا" على التوالى. ولم يحصل أحد فى السنة الرابعة فى مادة "التصوف الإسلامى" على أعلى من "جيد جدا" بما يدل على أنه لم يكن كذلك الأستاذ الآخر الذى أعطانى فى مادتيه فى ذينك العامين أنفسهما أدنى درجة فى تقدير "الجيد". ولم أكن فى إجاباتى على أسئلة الدكتور حسن حنفى أستشهد بما يقول إلا على سبيل المناقشة له والاختلاف معه، ومع هذا لم يفكر الرجل فى طعن ظهرى فى الظلام. لكن لا بد من القول رغم ذلك بأننى حين أقرأ له شيئا الآن لا أستطيع إلا أن أتذكر طريقته فى عرض أفكاره أثناء المحاضرة، تلك الطريقة القائمة على الإتيان بنتائج خاطئة مبنية على مقدمات متهافتة. إلا أن هذه نقرة، وتلك نقرة أخرى! وقد تحدثت إلى د. شوقى ضيف ذات مرة عن آراء الدكتور حسن حنفى واختلافى مع ما يردده فى المحاضرات، فأبدى استغرابه لأنه، حسبما أخبرنى، كان عضوا فى جماعة الإخوان المسلمين!
وأمس (الأحد 17 مارس 2013م) ظهرا، وبعد أن كتبت ما كتبته هنا عن أستاذى د. حسن حنفى بعدة أيام، كنت فى المجلس الأعلى للجامعات لحضور انتخابات اللجنة العلمية الدائمة لترقيات أساتذة اللغة العربية، وفى طريقى للانصراف أنا وزميلى بآداب عين شمس د.محمد يونس عبد العال بعد انتهاء الجلسة وصلاتى الظهر ومقابلتنا الصديق فيصل بدير عون أستاذ الفلسفة الإسلامية بآداب عين شمس ومناقشاتنا الضاحكة حول أرسطو، وهل كان يصلى كصلاتى (التى صليتها أمامهم فى البهو) أو لا، لمحت شخصا يجلس على كرسى متحرك ويدفعه شخص آخر فى الممر المؤدى إلى غرف الاجتماعات بالطابق الثانى، فقلت فى نفسى: إننى أعرف هذا الوجه. ثم سرعان ما تنبهت إلى أنه أستاذى د. حسن حنفى، لا لأننى ما زلت أتذكر ملامحه الأولى أيام كان يحاضرنا وهو مدرس شاب، بل من صوره التى تنشرها له الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية، فعدت أدراجى وناديت وأنا أنحنى ناحيته: د. حسن حنفى؟ فأجاب: نعم يا أخى. قلت له: تلميذك المزعج فلان. فلم يبد عليه ما يدل على أنه تذكرنى، وبخاصة أنه لم يرنى منذ أكثر من أربعين عاما، فضلا عن المباغتة التى تم بها الأمر، ولكنه رحب بى كما هو الحال فى مثل تلك الظروف على الطائر، ثم افترقنا: أنا فى طريق الخروج، وهو فى طريق الدخول يدفعه الرجل الذى كان معه. وهذه أول مرة أقابله فيها أو أتحدث إليه بعد عشرات السنين.