ابن وراق ودعوى تلفيق القرآن
إبراهيم عوض


يقابل مستعمل المشباك والمواقع التى تهاجم الإسلام اسم "ابن ‏الوراق" كثيرا، وهو اسم حركى قرأت أن صاحبه‎ ‎مؤلف علمانى ذو ‏أصل هندى من مواليد 1946م، درس فى جامعة‎ ‎أدنبرة‎ ‎فى بريطانيا‎ ‎على ‏يد المستشرق‎ ‎مونتجمرى واط المشهور، وله عدة كتب تحدث فيها ‏مشككا عن أصل القرآن وحياة النبى محمد وداعيا إلى نشر العلمانية ‏فى أوساط المسلمين، ومنها كتابٌ اسمه "لماذا لست مسلما؟" عنوان ‏أول فصل فيه هو "مصادر الإسلام"، وهو الفصل الذى يشكك فيه ابن ‏الوراق فى إلهية المصدر القرآنى ويزعم، فيما يزعم، أنه مستمد من ‏التشريعات الجاهلية واليهودية والنصرانية والزرادشتية. وسوف أنقل ‏من الفصل المذكور النصوص التى تتناول ذلك الموضوع نصا بعد نص، ‏مُتْبِعًا كلَّ نص منها برَدِّى عليه. وقد اعتمدت بالدرجة الأولى على ‏ترجمة كلام ابن الوراق، التى قام بها من سمى نفسه: "ابن المقفع"، وهى ‏متاحة على بعض المواقع المشباكية، وإن كنت قد أصلحت بعض ‏الأخطاء الإملائية واللغوية وقومت عوج الأسلوب.‏
يقول ابن الوراق: "ليس هنالك من شك أنه فى فقرات عديدة من ‏القرآن "يكسو الطلاء الإسلامى بصورة رقيقة فقط أرضيةً وثنيةً". ‏فعلى سبيل المثال فى سورة "الفلق": بسم الله الرحمن الرحيم * قُلْ أَعُوذُ ‏بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَق * وََمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ ‏النَّفَّاثَاتِ فِى الْعُقَد * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ". ‏
هذا كلام ابن الوراق، ولكن أين الوثنية فى السورة؟ لقد أمر ‏القرآنُ النبىَّ محمدا عليه الصلاة والسلام فى هذا النص الكريم ‏بالاستعاذة بالله سبحانه وتعالى. فهل الاستعاذة بالله وثنية؟ فما ‏التوحيد إذن؟ أهو فى الاستعاذة بالبشر وعبادتهم وإشراكهم مع الله ‏سبحانه بل تقديمهم فى الاهتمام عليه جل وعلا كما يفعل ناس من ‏غير المسلمين؟ أم هل هو فى الاستعاذة بالأصنام أو بالكواكب مثلا؟ ‏واضح أن الكاتب يتحدث بلامبالاة متصورا أن هذا السخف التافه ‏يمكن أن يدخل عقول المسلمين.‏
فهذا عن المستعاذ به، وهو الله عز وجل، فماذا فى المستعاذ منه ‏فى الآيات الكريمات من وثنية؟ لقد أُمِر الرسول عليه السلام ‏بالاستعاذة من الشر الموجود فى الدنيا. فهل فى الاستعاذة من الشر ‏وثنية؟ هل يريد منا ابن الوراق أن نستعيذ بالله من الخير ونستكثر من ‏الشر؟ والله إن هذا لعجيب! كما أُمِر نبينا صلى الله عليه وسلم ‏بالاستعاذة من الغاسق عند وُقُوبِه، أى من الظلام عندما يلف الكونَ ‏ولا تعود الرؤية ممكنة. فماذا من الوثنية فى ذلك؟ بطبيعة الحال حين ‏ينام الإنسان فإنه يطفئ النور عادة. كما قد يحب المحزون أن يختلى ‏بنفسه فى الظلام حتى تهدأ أعصابه ويجمع شتات نفسه. لكن هذا ‏ليس هو المقصود لأنه لا شر فيه بل الخير كل الخير. إنما الاستعاذة هنا ‏من أخطار الظلام كأن يقع الإنسان فى بئر أو حفرة أو تنزلق قدمه ‏على قشرة موز مثلا لا يستطيع أن يراها فتكون الطامّة، وقد يموت ‏فيها، وما أكثر ما يحدث هذا. ومعروف أن حوادث السيارات تكثر ‏فى الظلام وتقلّ فى وضح النهار. كما قد يتربص بالواحد منا عدو له فى ‏الظلام ليضربه أو يقتله، فلا نستطيع أن نفعل إزاءه شيئا لأن الظلام ‏يستره عنها، فيأتى عدوانه علينا مباغتا لا يمكننا اتقاؤه. والملاحظ أن ‏اللصوص عادة ما يمارسون نشاطهم فى الظلام، فهم أيضا داخلون فى ‏المستعاذ منه. بل إننا نتكلف مالا فى الظلام لا نتكلفه بالنهار، إذ علينا ‏إضاءة المصابيح، والإضاءة لها كلفتها، بينما أنت تمارس حياتك فى ‏ضوء الشمس نهارا دون أن تدفع فى مقابل ذلك النور الربانى الباهر ‏مليما واحدا... وهكذا. فهل يصح أن يعترض الكاتب الجاهل على هذا؟
‏ أما النفاثات فى العقد فيفسرها محمد عبده بالنمامين ‏والنمامات، الذين يفسدون العلاقات الطيبة بين الناس. وقد شبههم ‏الله، كما يقول، بالسحرة المشعوذين الذين إذا أرادوا أن يحلوا عقدة ‏المحبة بين المرء وزوجه فيما يوهمون به العامة عقدوا عقدة ثم نفثوا ‏فيها وحَلُّوها ليكون ذلك حَلًّا للعقدة التى بين الزوجين. ثم يضيف ‏قائلا إن النميمة تشبه أن تكون لونا من ألوان السحر لأنها تحوّل ما ‏بين الصديقين من محبة إلى عداوة بوسيلة خفية كاذبة، وتضلل وجدان ‏الصَّدِيقَيْن كما يضلل الليلُ من يسير فى ظلمته. وعلى هذا فأين الوثنية ‏هنا؟
وحتى لو أخذنا الآية على الحقيقة وقلنا إنها...
(أكمل قراءة المقال على الرابط التالى: http://www.wata.cc/forums/showthread.php?106399-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%88%D8%AF%D8%B9%D9%88%D9%89-%D8%AA%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86)
ابن الوراق ودعوى تلفيق القرآن ‏إبراهيم عوض

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 62 مشاهدة
نشرت فى 6 مايو 2017 بواسطة dribrahimawad

عدد زيارات الموقع

33,962