قراءة فى كتاب "If the Oceans Were Ink" للصحفية الأمريكية كارلا باور

(الحلقة 2) د. أكرم ندوى (2 - 2)
بقلم د. إبراهيم عوض

 

كذلك أنا مع د. ندوى فى دعوته الملحة لطلابه الذين يعقد لهم دروسا  خاصة يعلمهم فيها أمور دينهم والذين يفدون عليه رجالا ونساء وشبانا وفتيات من كل أنحاء بريطانيا بالاعتماد على أنفسهم فى التفكير والتحليل والتفسير والرجوع مباشرة إلى القرآن والحديث ذاتهما دون أن يتركوا أقاويل الفقهاء والمفسرين تتدخل بينهم وبين هذين المصدرين فتعرقلهم عن تشغيل عقولهم. وأنا فى محاضراتى أحاول محاولات مضنية تحريك عقول طلابى وطالباتى، الذين تعودوا على الدروس الخصوصية فى المنازل والمراكز التعليمية حيث يحفظِّهم المدرس الخصوصى الفتات الضئيل الذى لا يعرف هو نفسه غيره تقريبا، فيحفظونه ويرددونه كما هو دون تفكير بل دون فهم فى كثير من الأحيان وينجحون فى الامتحان محرزين درجات عليا لم نكن نحن نحصل عليها رغم أننا كنا أفضل تعليما وأعكف على العلم وأقرأ للكتب حتى إن أوائل الجمهورية فى القسم الأدبى فى امتحان التوجيهية على أيامى مثلا كانوا لا يتجاوزون منتصف الثمانين بالمائة على حين يقتربون الآن من النهاية الكبرى فى الدرجة، وحتى إنى أنا الذى أحرزت المركز الأول فى مادة اللغة العربية فى التوجيهية فى منتصف ستينات القرن الماضى لم أحصل على أكثر من 46 درجة من خمسين بينما نظيرى الحالى كفيل بالحصول على الدرجة النهائية.
والمؤلم أن طلبتى عموما يكرهون هذا الاتجاه ولا يُقْبِلون على المحاضرات كما أتوقع رغم تصفيقى لمن أشعر أن عنده شيئا مهما ضؤل، ومكافأتى بالحلوى والشيكولاتة والكيك والفلوس من يشارك فى  المحاضرة بالسؤال والجواب على ما أطرحه من أسئلة والثناء الجم عليه، وتكريرى القول بأنى أستفيد من كل طالب وأتعلم منه ومن أسئلته وأن كثيرا من كتبى قد تم تأليفها انطلاقا مما يثار فى المحاضرات وأننى لست سوى طالب علم مثلهم رغم ما قرأته من آلاف الكتب وألّفته من عشراتها ورغم سنوات عمرى التى تشارف السبعين. بل إن بعضهم يقول لى بصراحة تامه كلما حدثتهم عن وجوب القراءة خارج الملخصات والرجوع بأنفسهم إلى الكتاب الذى ألفتُه لهم والذهاب إلى المكتبة للاستزادة من العلم: إنهم يكرهون القراءة ويصيبهم الصداع كلما فتحوا كتابا. وعبثا أُفْهِمهم أنه لا تحضر ولا تقدم ولا قوة ولا سعادة حقيقية بدون القراءة. وعبثا أقص عليهم آيات القرآن وأحاديث الرسول حول أهمية القراءة وتحصيل العلم فى الإسلام من مثل وضع الملائكة أجنحتها لطالب العلم تواضعا وإكراما، واستغفار الأسماك فى البحار له، وإعلاء شأنه على العابد، ومساواته بالمجاهد فى سبيل الله. كما أننى أجتهد بكل طاقتى فى تشجيعهم على التفكير  المستقل، لكن دون أن يهملوا ما قاله علماؤنا القدامى بل لا بد من عودتهم إليه وقتله بحثا وتقليبا ثم التفكير بعقولهم هم بعد أن تكون قاماتهم قد طالت جراء وقوفهم فوق جهود أولئك العلماء العباقرة الذين دائما ما أقول لطلابى إننى على استعداد لأن أجلس فى تواضع تام عند أقدامهم وتقبيلها مع احتفاظى بفكرى مستقلا تمام الاستقلال رغم هذا.
ولعل هذه نقطة الخلاف الوحيدة بينى وبين د. الندوى، فهو يريد من طلابه، كما فهمت من كلام كارلا باور الصحفية الأمريكية التى ترجمت له، أن يقصدوا إلى القرآن رأسا دون التعريج على  ما قاله العلماء، مهملين تلك الغنيمة الباردة التى أتتهم جاهزة لمعونتهم، فكأنه يريدهم أن يبدأوا من نقطة الصفر مع أن العلم ككل شىء فى  الدنيا هو تراكمات وطبقات: كل طبقة منه تضيف شيئا. ومن شأن الاطلاع على تلك التراكمات، التى صنعتها هذه العقول الكبيرة، أن يزيد علمك بالنص القرآنى غنى، وشعورك بقدرتك على الفهم اتساعا وعمقا، وحريتك على الانتقاء والاختيار قوة واستحصادا. ثم أنت بعد ذلك بالخيار: تستطيع أن تختار أحد الآراء أو أن تؤلف بين هذا أو ذاك أو ذلك منها أو أن تختط طريقا جديدا. وسوف يساعدك على هذا تحققك بنفسك من خلال هذه الخطوة أن الآراء كثيرا ما تختلف وتتفاوت فى تفسير النص القرآنى بما يعزز عندك ميلك إلى الاستقلال ما دام ذلك النص لا يعرف تفسيرا واحدا لا غير. أما البدء فى كل من مرة من  جديد دون الاطلاع على ما قاله السابقون فيجردك من هذه الفرصة العظيمة ويوقفك وحيدا أمام النص دون معونة من أحد. ونحن نعرف أن النص القرآنى نص ثرى ذو جوانب متعددة  وأبعاد عميقة. فكيف تواتى الإنسانَ نفسُه على إدارة ظهره لهذا كله؟ وإذا كنا نحن الأساتذة بسننا الكبيرة وتجربتنا الطويلة ولغتنا العربية التى تَعَمَّقْنا وتخصَّصْنا فيها نحرص، عند دراسة القرآن، أشد الحرص على الاطلاع على أكبر قدر من التفاسير فما أحرى الطلاب أن يفعلوا ذلك حتى لا يضلوا أو على الأقل: حتى لا تفوتهم تلك الفوائد العظيمة. وإذا كان محمد عبده، كما قال هو نفسه، قد رجع إلى عدد من كتب التفاسير ليتبين له وجه الصواب فى أن السفر مطلقا يجيز للمسلم أن يتيمم حتى لو توافر الماء، فما بالنا بطلابنا بصغر سنهم وقلة اطلاعهم، وبخاصة إذا كانوا طلابا غير عرب كما هو الحال مع طلاب د.  ندوى؟ ولكن ثمرة كلامى مع طلابى، فيما أرى، ضئيلة مزعجة الضآلة بوجه عام. وعبثا أُفْهِمهم أن الحساب سيكون عسيرا يوم القيامة على كل من كان فى استطاعته أن يقرأ ويتثقف ولم يفعل. فإذا صح ما تقوله الكاتبة عن تحمس طلاب أكرم ندوى لطريقته وانطلاقهم فى القراءة والاستقلال الفكرى تبعا لتوجيهاته فإن د. الندوى أفضل حظا منى رغم أنى أجد طريقتى أحرى بأن تقودنا، لو طبقناها، إلى ما لا يستطيع الإنسان وحده أن يلتقطه من جواهر الأفكار، إذ إن طلابه يثنون عليه وعلى منهجه فى التدريس كثيرا أمامها. أما أنا فالذين يحبون محاضراتى من طلابى قلة.
لكن لا ينبغى أن ننسى الفارق الكبير بين بريطانيا ومصر فى الفترة الحالية التعيسة من تاريخ العرب والمسلمين. ولا ننس أيضا أن د. الندوى، من خلال ما فهمتُه من ترجمة الكاتبة له، أطول بالا منى وأصبر وأهدأ طبعا وأقل عصبية. صحيح أن من طلابى من يقول لك عنى: إن طريقة تعليم هذا الدكتور لنا طريقة ممتازة، وإننا قد صرنا نقرأ بفضل استحثاثه إيانا ونخسه لنا، لكنهم فيما أتصور قليلون جدا. ولكن قرائى على المشباك (النت) كثيرون، أو بالأحرى: كانوا كثيرين، وإن تقلصوا بعد ثورات الربيع العربى، التى فشلت كلها تقريبا حتى الآن. لقد فهمت من كلام كارلا باور أن طلابه وطالباته الخصوصيين فى بريطانيا هم بلديوه وبلدياته، أى من جنوب قارة آسيا، بيد أنه لا ينبغى أن يغيب لحظة واحدة عن الخاطر رغم هذا أنهم يعيشون فى بريطانيا، فضلا عن أنهم قد حصلوا على شهادات جامعية، فهم خريجون لا طلاب ليسانس وبكالوريوس صغار قليلو الخبرة والتجربة والثقافة. كما أنهم يقبلون على دروس الدكتور الدينية برغبة شخصية منهم، فهم محبون لما يسمعون. أما عندنا فحين أدخل قاعة المحاضرة فى الجامعة فكأنى قد أقبلت على عشة فراخ هيصة وزمبليطة ومشيا فوق البنشات وأوراقا وأكياسا فارغة، فضلا عن تناثر علب المشروبات ولفائف الساندويتشات الفارغة فى كل مكان، وبخاصة فوق البنشات، مما يضيِّق صدرى رغم ما أردده بينى وبين نفسى وأنا فى طريقى إلى القاعة من وجوب التحلى معهم بالصبر وطول البال، فأجدنى غصبا عنى أنفعل وأصر على تنظيف المكان ولو ظاهريا. المهم أن يبدو لى مكان الدرس وكأنه نظيف حتى لو اكتفَوْا بإزاحة الزبالة من فوق البنشات إلى ما تحت أقدامهم بعيدا عن عينى فقط. ناهيك عن سرعة مللهم ونفورهم من أى شىء جاد وانصرافهم فى أول فرصة عن متابعة ما نقول عبثًا بالمحمول أو مسارَّةً مع زملائهم أو سرحانهم مع لاشىء.
إلا أننى لا أفهم موقف د. ندوى من الأمر التالى، فقد اتصلت به أسرة مسلمة فى بريطانيا فزعة أشد الفزع لاكتشافهم أن ابنتهم العَزَبَة حامل، فكان رأيه أن الله هو الذى يحاسب الخطاة فى الآخرة (إلى هنا ولا خلاف بيننا)، وأن الأهل عليهم مساندة ابنتهم لا الحكم عليها (الجزء الأول من هذا الكلام أفهمه وأتقبله، ولكن الجزء الأخير غير واضح، إذ ما معنى الحكم عليها هنا؟ إذا كان يقصد حكم الأسرة عليها بالقتل وتنفيذ هذا القتل كما نسمع أحيانا عن بعض المسلمين المقيمين بأوربا غسلا للشرف الملطخ فأنا أيضا معه لأن هذه مهمة السلطات لا الأهل. أما إذا كان يقصد ألا تحكم الأسرة عليها بأنها آثمة فهذا ما لا أوافقه عليه. لقد أثمت البنت فعلا، وإن لم يعن هذا أن الله سوف يعاقبها فى الآخرة بالضرورة، فقد يتوب عليها ويردينا نحن فى النار لدواعٍ يعلمها هو وحده). لكن أكرم ندوى صمت عن الحد الذى يطبق فى هذه الحالة ولم يقل لنا: كيف نتصرف؟ فبدا الأمر وكأنه لا يعتقد فى الحدود.
لا أقصد أن الأسرة يجب عليها إخبار السلطات حتى تطبق على ابنتهم العقوبة التى حددها الدين؟ وهذا إن كانوا فى بلد مسلم يطبق الشريعة، وهو ما لا يتوافر فى حالتنا هذه، إذ البنت وأهلها يعيشون فى بريطانيا حيث لا شريعة ولا يحزنون، بل حيث الحرية الكاملة تقريبا فى أمور الجنس من كل نوع بعد البلوغ. بل إنى أحبذ الأخذ فى هذا الموضوع بما قاله الرسول لرجل رأى زانيين فجاء متحمسا يخبره بما شاهد، فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن قال له: هلا سترتَهما بثوبك؟ وجاءه ذات مرة أحد المسلمين يقر بانه زنى، فأخذ يسأله: لعلك قبَّلتَ؟ لعلك فاخَذْتَ؟ هل أنت مجنون؟ وهو ما أفهم منه أنه عليه الصلاة والسلام يومئ من طرف خفى أن ينصرف الشاب ويتوب إلى الله وينتهى الأمر عند هذا الحد بدلا من توقيع الحد، والحد شديد. وهناك واقعة أخرى، إذ جاءته صلى الله عليه وسلم امرأة تعترف بأنها اجترحت الزنا، فكان أن أجل الكلام فى أمرها إلى أن تضع  حملها، فلما وضعت عادت إليه فكان أن طلب منها أن تذهب فترضع وليدها إلى أن يحين وقت فطامه. والملاحظ أنه لم يقل لها مثلا: "لا تَنْسَىْ أن تأتى حتى أوقع بك الحد" أو يكلف أحدا ممن حوله بمتابعة موضوعها واستدعائها حين تفطم وليدها كى يُحِدّها، بل اكتفى بصرفها من حضرته، فكانت تعود هى من تلقاء نفسها فى كل مرة بغية تلقى العقاب، وهنا لم يجد صلى الله عليه وسلم فى نهاية الأمر بدا من الأمر بحدها قائلا ما معناه أنها قد تابت توبة تكفى أهل الأرض جميعا. ولا أظنه كان يطلبها لو لم تأت من تلقاء نفسها. كما أن عُمَر رضى الله عنه قد هدد أسرة كانت لها ابنة عملت ما عملته هذه الفتاة وحُدَّت فى الإثم الذى اجترحته، ثم تقدم شاب لخِطْبَتها فارتبكت الأسرة وفكرت فى أن تخبر الخاطب بما حصل، لكنهم قبل تنفيذ ما اعتزموه أرادوا أن يستشيروا عمر، فكان أن أمرهم بالستر على الفتاة وتزويجها زواج المحصنة مهددا إياهم بالعقاب لو خالفوا عن هذا.
فكان ينبغى أن يتطرق د. ندوى إلى هذه الجوانب بدلا من الاكتفاء بما يُفْهَم منه أنه لا يوجد فى أمر تلك الفتاة إلا العقوبة الأخروية. وكان الله يحب المحسنين! ثم شىء آخر شديد الأهمية والخطر. ألا وهو: ما مصير الجنين الذى فى بطن الفتاة؟ ماذا سيفعلون به؟ أسيتركونه حتى ينزل؟ أم هل سيجهضون الفتاة؟ وإذا كان إجهاض أفليس هذا إثما أشنع؟ وإذا تركوه حتى يرى نور الحياة فإلى من سينسبونه؟ هل سيرضى الشاب الذى زنا بالبنت أن يتزوجها ولو مؤقتا فيُعْزَى إليه المولود وتنحل المشكلة الخاصة بالولد؟ أم هل سيكون نذلا جبانا كما يحدث كثيرا فى مثل تلك الحالة ويرفض إصلاح غلطته تاركا شريكته المسكينة لمصيرها التعيس؟ لقد ترك د. أكرم كل ذلك وحصر نفسه فى أن الأسرة لا ينبغى أن تحكم على البنت وأن عقاب الآثمة الصغيرة سيكون فقط فى الآخرة. ربما لم يكن فى ذهن الدكتور سوى المجتمع البريطانى حيث لا يجد الشعب ولا السلطات ولا القانون أى ضير فى زنا فتاة أو إجهاضها لنفسها أو فى تسمية الولد الذى سيأتى. لكن هل الدنيا كلها بريطانيا؟ وماذا عن الجالية الهندية أو الباكستانية المسلمة  هناك؟ كيف ستواجهها البنت دون شعور بالعار والشنار بسبب الولد الذى ستضعه دون أن يُعْزَى إلى أبيه؟ وماذا سيكون موقفهم من الولد، وبخاصة حين يكبر ويريد أن يتزوج إحدى بناتهم مثلا؟
ومما أجدنى لا أتفق معه فيه أيضا قوله إن المسلمين الذين يشغلون الرأى العام بما تكتبه الصحف عنهم، يقصد النشطاء والمتشددين الإسلاميين وأمثالهم، يركزون على الرسول كزعيم سياسى، أما بالنسبة إليه هو فمحمد عليه السلام فى المقام الأول معلم يتحدث عن الجحيم وكيف ننقذ الناس منه، ولم يكن يدعو الناس إلى حيازة السلطة أو لإنشاء حكومة إسلامية، بل كان يعلم الناس شيئا واحدا هو كيفية نجاتهم من النار بالتزامهم الخطة التى وضعها الله لهم. كما أنه عليه السلام لم يُكْرِه أحدا على تغيير معتقده، بل كان التعلم عنده يقوم على الفهم والاقتناع لا الإجبار. كما كان يعرف حدوده كزوج فلم يُمْلِ على أية من زوجاته كيف تتصرف. وبالمثل كان يعرف حدوده مع الآخرين فلم يكن يتدسس إلى قلوبهم ليطلع على ما فيها ولا كان يسمح للآخرين بأن يفعلوا ذلك. ولا شك أن الرسول مأمور فى  القرآن مرارا وتكرارا بألا يتدخل بين ضمير الشخص وربه، فهو ليس بحفيظ ولا مسيطر ولا وكيل على أحد، بل مجرد بشير ونذير لا نذير فقط كما هوواضح من كلام أكرم ندوى. وهذا فى الفترة المكية، أما فى المدينة فقد اختلف الوضع، إذ صارت هناك دولة تعمل على تطبيق الإسلام حتى لا يبقى مجرد دعوة فى الهواء لا يأخذها الناس مأخذ الجد، وأصبحت هناك علاقات سياسية مع غير المسلمين تنظمها المعاهدات والاتفاقيات، وأضحت هناك معارك وحروب داخلية وخارجية، وأمست هناك مؤسسات إدارية تنظم حياة المسلمين الشخصية والاجتماعية والأخلاقية طبقا لأوامر القرآن ونواهيه. فقول د. ندوى إن الرسول فى كل أطوار حياته لم يكن سوى معلم يعمل على إنقاذ الناس من النار فى الآخرة هو كلام غير دقيق ولا منضبط ولا مقبول. والقرآن، حتى فى مكة حيث لم يكن هناك سوى الدعوة والدعوة وحدها، لم يصفه بأنه نذير فحسب، بل قال: "بشيرا ونذيرا". أما إن كانت هناك بعض الآيات التى يقول فيها صلى الله عليه وسلم عن نفسه: "إنما أنا نذير مبين" فهناك آيات أخرى تركز فقط على التبشير. وكيف يكون النبى مجرد نذير، والقرآن والحديث مفعمان بالكلام عن الجنة أيضا وأوصافها وما فيها من وجوه النعيم المختلفة؟ كما أن الله غفور رحيم أكثر منه معاقبا جبارا، ورحمته سبقت غضبه، والحسنة فى الإسلام هى بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة بينما السيئة بمثلها لا غير، بل كثيرا ما تُمْحَى فلا تُذْكَر يوم الحساب. لكل هذا وغيره أجدنى مستغربا ما قاله أكرم ندوى فى هذا المضمار استغرابا بعيدا وشديدا. الواقع أن كلام د.  ندوى فى هذا الصدد لا يعنى سوى أن الرسول لم يكن يجد أمامه طوال الوقت أينما اتجه غير المشركين والمنافقين واليهود والنصارى، ولهذا كان كلامه كله إنذارا، وكأنه لم يكن هناك مؤمنون على الإطلاق يستحقون الطمأنة والتبشير. ترى هل هذا معقول؟ ثم من يا ترى كان يرفع الشعار التالى: "بَشِّروا ولا تنفِّروا" ويوصى أتباعه به دائما؟ أليس هو الرسول صلى الله عليه وسلم؟
وقد سبق أن قالت كارلا باور إن لشخصية الرسول عليه السلام جوانب مختلفة، وكل واحد من الذين كتبوا عنه ركز على الجانب الذى يرضيه أو يهمه: فهو رب أسرة، وهو زعيم سياسى، وهو قائد عسكرى... إلخ. فلو قال د. ندوى إنه يركز على الرسول كمعلم، ولكن دون أن يخرج الجوانب الأخرى من الاعتبار، لفهمت موقفه، لكن كلامه يعنى أنه ينكر قيام الرسول بإنشاء حكومة إسلامية أصلا. أفلم يكن الرسول هو حاكم دولة المدينة أولا ثم العرب جميعا بعد ذلك فى آخر حياته؟ ألم يكتب صحيفة المدينة كى ينظم علاقة طوائفها بعضها ببعض بوصفهم مواطنى الدولة الجديدة التى كان هو حاكمها؟ ألم يكن يقوم بالقضاء بين مواطنى تلك الدولة؟ ألم يكن يجّيش الجيوش ويقود المعارك؟ ألم يكن يقوم بتوزيع الغنائم والأنفال والصدقات؟ ألم يستقبل وفود العرب فى العام التاسع للهجرة؟ ألم يرسل الولاة والعمال لتدبير شؤون المناطق البعيدة عن المدينة من بلاد العرب؟ ألم يبعث بسفرائه إلى الملوك من حوله يدعوهم إلى الإسلام؟ ألم يبشر المسلمين بفتح فارس والروم والاستيلاء على القسطنطينية والانتصار على الأديان جميعا مع تحذيرهم فى ذات الوقت مخاطر الترف والانشغال الضار بالدنيا؟ أم تراه صلى الله عليه وسلم قد أخطأ حين أقام دولة تحت رئاسته ولم يتنبه أحد منا إلى ذلك الخطإ حتى جاء د. ندوى فنبهنا إليه؟ ألم يسر الصحابة على نهج الرسول فيحافظوا على الدولة التى أنشأها ثم زادوا فمدوا حدودها شرقا وغربا وشمالا؟ أم تراهم هم أيضا قد أخطأوا كما أخطأ الرسول؟ ثم إذا لم يُقِم المسلمون حكومة إسلامية فكيف يأمنون على أنفسهم وعلى دينهم فى دولة لا يحكمونها هم؟ ومن يضمن لهم أنهم لن يُمْنَعوا من ممارسة دينهم أو يُعْتَقَلوا أو يُقَتَّلوا أو يُعَذَّبوا؟ ولو لم يكن الرسول حاكما فى المدينة وكان عليها ابن أبى بن سلول مثلا، ثم أراد هذا المنافق سجن الرسول أو طرده من المدينة فماذا كان الرسول فاعلا؟
لقد كان اليثربيون على وشك تقليد ابن سلول المُلْك على مدينتهم لولا هجرة الرسول إليهم وتحول القيادة السياسية إليه. فأنا، حين قلت ما قلت عما كان هذا الرجل حريا أن يصنعه حين يكون الرسول واحدا من رعاياه، لا أفترض شيئا مستبعدا بل شيئا محتملا. ولقد ترك الرسول مكة هو وأتباعه حين وجد ألا مستقبل لهم هناك نظرا للتضييق البشع الذى كان يضيِّقه عليهم أهلها، فهل كان المفروض أن يظل عليه السلام متنقلا فى بلاد العالم مهاجرا من وجه الإجرام والطغيان بدلا من أن يفكر فى الحل الناجع الشافى الذى يمكن أن يضع نهاية لكل تلك المتاعب، وهو إقامة دولة إسلامية؟ ونحن نعرف أن الإسلام ليس مجرد نظام أخلاقى كالنصرانية مثلا يمكنه أن يتعايش مع الأوضاع السائدة فى المجتمع دون أن يعنى نفسه بتغييرها، بل هو دين شامل أتى بأنظمة مختلفة فى السياسة والاقتصاد والأخلاق والعبادات لا بد أن تطبَّق. فماذا كان الرسول فاعلا لو لم تكن للإسلام دولة؟ وأخيرا فكلام د. ندوى هنا يذكرنا بما جاء فى كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ الأزهرى على عبد الرازق، ذلك الكتاب الذى أقام العالم الإسلامى ولم يقعده من يوم صدر منذ نحو قرن حتى الآن، والذى يقول بعض من كتبوا عنه إن صاحبه قد عاد عن رأيه الذى عرضه فى هذا الكتاب قبل وفاته، وبعض آخر إنه ليس مؤلفه الحقيقى بل شخصا آخر أراد أن يتخفى وراء شيخ معمم حتى يكون لوقع كلامه فى العقول والنفوس تأثير كبير.
على أن هذا شىء، وانتهاج البعض سياسة العنف فى سبيل الوصول إلى سدة الحكم شىء آخر مختلف تماما، ودون أن يكون هؤلاء المتحمسون مستعدين للقيام بمهام الحكم مكتفين بما هم عليه من غشم وسذاجة وجهل سياسى ينتهى دائما بهم نهايات مأساوية، إن لم تكن غاية كثير منهم هى التسيد والتسلط والتجبر باسم الإسلام، والإسلام منهم براء. لقد ظل الرسول يدعو قومه فى مكة بالحسنى حتى أمسى طريق الدعوة مسدودا انسدادا مؤلما، فهاجر إلى المدينة حيث وجد استقبالا كريما، وترحيبا من أهلها نبيلا، واستعدادا للعمل تحت رئاسته زعيما سياسيا، وقائدا عسكريا، وقاضيا شرعيا. ولو كانت الانقلابات وسيلة مقبولة إسلاميا لانتهجها الرسول والمسلمون فى أم القرى بدلا من هجر مراتع صباهم وممتلكاتهم وأموالهم وأقاربهم ومغانى ذكرياتهم بكل ما يعنيه هذا من إيلام نفسى شديد وخسارة مالية فظيعة. أما فى المدينة فاختلف الأمر. ولو وجد صلى الله عليه وسلم الجو فى يثرب مثله فى مكة تلبدا وغيوما  وانسداد أفق لهاجر منها كما هاجر من مسقط رأسه ولما فكر البتة فى إكراه أهلها على قوله حاكما. فيمكنك القول، وأنت مطمئن، إن الرسول قد حاز زعامته السياسية والدينية بما يشبه الديمقراطية، إذحين رفضه المكيون ترك لهم البلد مهاجرا إلى يثرب، التى قبلها أهلها زعيما وقائدا بملء حريتهم وإرادتهم.
ثم ما العمل أمام قوله تعالى فى النصوص التالية: "وأنِ احكم بينهم بما أنزل الله، ولا تتبع أهواءهم، واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك"، "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكِّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيتَ ويسلِّموا تسليما"، "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، "يسألونك عن الأنفال. قل: الأنفال لله والرسول"، "وإنْ جَنَحُوا للسَّلْم فاجْنَحْ لها وتَوَكَّلْ على الله. إنه هو السميع العليم * وإن يريدوا أن  يخدعوك فإنَّ حَسْبَكَ اللهُ. هو الذى أيَّدك بنصره وبالمؤمنين"، "يا أيها النبى، حَرِّض المؤمنين على القتال"، "يا أيها النبى، جاهِدِ الكفارَ والمنافقين واغْلُظْ عليهم"، "براءةٌ من الله ورسوله إلى الناس يوم الحجِّ الأكبر أن اللهَ برىءٌ من المشركين ورسولُه"، "كيف يكون للمشركين عهدٌ عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام؟ فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم"، "ما كان للمشركين أن يَعْمُروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر"، "يا أيها الذين آمنوا، إنما المشركون نَجَسٌ، فلا يقرَبوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا. وإن خفتم عَيْلَةً فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء"، "خذ من أموالهم صدقةً تطهِّرهم وتزكيهم بها"، "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضةً من الله"، "فبما رحمةٍ من الله لِنْتَ لهم. ولو كنتَ فظا غليظ القلب لانفضُّوا من حولك. فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر. فإذا عزمتَ فتوكل على الله"، "وأطيعوا الله واطيعوا الرسول"، "من يطع الرسول فقد أطاع الله"، "وإن حكمتَ فاحكم بينهم بالقسط"... إلخ؟ ولا داعى للاستشهاد فى هذا المجال بأحاديث النبى، فهى كثيرة ومعروفة.
 ومن بين ما قالته كارلا باور أيضا فى كتابها الذى نحن بصدده والذى تترجم فيه د.أكرم ندوى إن التاريخ ليس نسخة واحدة بمعنى أنه إنما يعتمد على من يرويه، ومن ثم تتعدد رواياته بتعدد أصحابها حسب اتجاه كل واحد منهم. إلى هنا أنا معها، وإن كان هناك دائما من يحرصون على أن يذكروا الحقيقة كما بلغتهم مهم كلفهم ذكرها من أثمان وتضحيات. ثم ضربتْ مثلا على ما تقول من النساء المحدِّثات اللاتى كشف عنهن د. أكرم الحجاب فى عمله الضخم المكون من أربعين مجلدا بعدما ظللن وقتا طويلا بعيدات عن الأعين والآذان لا يحس بهن ولا بوجودهن أحد، وكأنما لم يعرف تاريخ الإسلام أن هناك نساء محدِّثات بالألوف، مضيفة أن ذلك كان كذلك لأن التاريخ الإسلامى إنما رواه الرجال. وهنا أحب أن أعترض على طريقة تفكير الكاتبة المعوجة، إذ كيف تتهم الرجالَ بإخفاء دور النساء فى مجال علم الحديث، والرجال هم، وهم وحدهم، الذين كتبوا عنهن وترجموا لهن ومدحوهن وأكبروا من شأنهن وذكروا ما لهن من فضل على الرجال وأبرزوا تلمذة كثير من الرجال لهن، إذ لا أعرف معجما أو موسوعة فى القديم كتبتها امرأة عن بنات جنسها من المحدِّثات أو من غير المحدِّثات؟ وأكرم ندوى، الذى كشف الحجاب عن هؤلاء النسوة كما تقول، أليس رجلا من الرجال؟
وقد فات الكاتبة أيضا أن السبب الذى منع هؤلاء النسوة من الاشتهار شهرة المحدِّثين الرجال كمالك والبخارى ومسلم والتزمذى مثلا أنهن لم يتركن وراءهن كتبا حديثية كالتى تركها هؤلاء المحدِّثون، فضلا عن أن هناك من الرجال المحدِّثين آلافا مجهولين لا يعرفهم أحد مثلما أن هؤلاء النسوة غير معروفات لأنهم لم يتركوا خلفهم كتبا تخلدهم كما فعلت كتب الصحاح والمسانيد وغيرها مع أصحابها. فهل نقول إن أمهاتهم أوزوجاتهم أو أخواتهم أو بناتهم هن المسؤولات عن هذا؟ كما فات المؤلفة كذلك أن أولئك النسوة المحدثات قد تلقين تشجيعا ودعما من آبائهن أو أزواجهن أو إخوتهن، وإلا لما استطعن، اللهم إلا فى حالات نادرة أو شاذة، أن يطلبن الحديث فيتعلمنه ويُعَلِّمْنه بدورهن للرجال والنساء.
وهنا أيضا مجال للكلام عن التقاطع بين جهود الرجل العلمية وما بذلته أنا كذلك من جهود فى إبراز دور المرأة فى مجال العمل العقلى، وإن كان تقاطعا صغيرا هذه المرة. لقد أعد د. الندوى موسوعة من أربعين مجلدا رصد فيها آلاف النساء المحدِّثات عبر التاريخ الإسلامى. وهنا أذكر أننى، وأنا بالدوحة أعمل بجامعتها فى أوائل القرن الحالى، قد أُسْنِد إلىَّ تدريس مقرر النثر العربى الحديث، فحاولت فى الفصل الأول من الكتاب الذى عكفت أوانذاك على إعداده أن أتحدث عن الجديد الذى انفرد به هذا النثر عن نظيره القديم، فوجدت ضمن ما وجدت أن المرأة العربية الحديثة قد دخلت ذلك الميدان، الذى لم أجد فى حدود علمى واجتهادى أنها قد ولجته قديما رغم أنه كان هناك محدِّثات كثيرات، وفقيهات وشاعرات أيضا. وقد أنفقت أياما وليالى أقرأ تراجم النساء المسلمات فى كل ما وجدته فى مكتبة جامعة قطر من موسوعات ومعاجم، فلاحظت أن كثيرات منهن كن محدثات، وكان هذا من الوضوح البارز بمكان مكين. وهو ما رصده د. الندوى أيضا. وللأسف لم أعلم وقتها بصنيع د. الندوى بل ولا بالندوى نفسه، وإلا لأشرت إليه ولو إشارة عابرة كما صنعت بعد ذلك فى بعض كتبى حين علمت بإنجاز الرجل.
وهذا ما سجلته عن هذا الموضوع فى الكتاب المذكور، وهو بعنوان "المرأة ناثرة": "ويدخل فى مظاهر التطور الذى لحق بالنثر العربى الحديث أيضا مشاركة المرأة فى الكتابة النثرية. لقد كان بين نساء العرب القدماء شاعرات منذ الجاهلية، وإن كان عددهن وإنتاجهن قليلا جدا بالنسبة للرجال وأشعارهم، إذ كانت المرأة لا تزيد فى شعرها عادة عن بعض الأبيات أو المقطوعات والقصائد، ولم يمر بى فى قراءاتى فى أدبنا القديم أنه كان لامرأة ديوان شعرى كامل حاشا الخنساء. لقد كان هناك مثلا جليلة بنت مُرّة وليلى الأَخْيَلِيّة ورابعة العدوية ونَزْهُون الغرناطية وولاّدة بنت المستكفى، إلا أن ما وصلنا عنهن من الشعر قليل قليل قليل. أما فى النثر فقد حاولت أن أستعرض ما فى ذهني من أسماء الجنس اللطيف، غير أنى لم أوفَّق إلى تذكر شىء. لقد كانت هناك محدِّثات وفقيهات مثلا، أما أديبات يكتبن النثر رسالةً أو مقامةً أو حكايةً فلا. لكن الوضع قد اختلف فى العصر الحديث، الذى سمع منذ فترة مبكرة انطلاق أصوات المصلحين الداعين إلى تحرير المرأة من قيودها والعناية بتعليمها. بدأ هذا رفاعة الطهطاوى رائد النهضة الثقافية الحديثة. وفى بداية القرن العشرين أصدر قاسم أمين كتابيه: "تحرير المرأة" و"المرأة الجديدة"، اللذين أقاما الدنيا ولم يقعداها منذ ذلك الحين. وكانت هناك أصوات أخرى فى مصر وفى غير مصر كلُّها تعطف على المرأة وتدعو إلى احترام إنسانيتها وإعطائها نفس الفرص التى يتمتع بها الرجال.
وكان من ثمرة هذا أنْ دخلت المرأة المدرسة ثم الجامعة بعد ذلك، وخرجت إلى الدنيا ولم تعد قعيدة المنزل، وعملت مع الرجل فى كل المؤسسات والمصالح، وأصبحت هناك نساء كاتبات مثلما هناك رجال كتّاب، فرأينا عائشة التيمورية الشاعرة المعروفة تكتب الرواية، ومَلَك حفنى ناصف تدبّج المقالات وتلقى الخطب، ومىّ زيادة تخطب وتكتب نثرا وجدانيا مجنَّحا وتتبادل الرسائل مع بعض مشاهير الأدباء كالعقاد وجبران، وبنت الشاطىء تمارس الكتابة الإصلاحية والنقد الأدبى والإبداع القصصى والترجمة الذاتية والغيرية وتلقى المحاضرات فى الجامعة، ومثلها فى ذلك سهير القلماوى، وكذلك نعمات أحمد فؤاد ولطيفة الزيات ورضوى عاشور. وهذا الكلام يصدق على البلاد العربية الأخرى كفلسطين، التي يمكن أن نذكر منها كلثوم عودة وسلمى النصر ونجوى قعوار وأسمى طوبى ووداد سكاكينى وعنبرة سلام الخالدى وفدوى طوقان وسميرة أبو غزالة وامتثال جويدي وثريا ملحس، وسوريا ولبنان حيث ظهرت وردة اليازجية ونديمة المنقارى وألفت إدلبى وسلمى الكزبرى وضياء قصبجى ونجاح العطار وبثينة شعبان ومارى عجمى ونازك بيهم وروز غريب وليلى البعلبكى وغادة السمان وليلى عسيران، والعراق، ومنها بولينا حسون ومليحة إسحاق ونازك الملائكة وعاتكة الخزرجى ولميعة عمارة وديزى الأمير وسليمة خضر وسهيلة الحسينى. كما نستطيع أن نضيف إلى هذه الأسماء ليلى أمين دياب وآسيا جبار وزهور ونيسى (من الجزائر)، وباحثة الحاضرة (ملكة الفاسى) وفتاة تطوان وآمنة اللوة وفاطمة الراوى وخناتة بنونة (من المغرب)، وزينب الكعاك وناجية ثامر وعروسية النالوتى وهند عزوز وحياة بنت الشيخ (من تونس)، وزعيمة البارونى وحميدة العنبرى وجميلة الزمرلى (من ليبيا)، وزينب الكردى وشرقية الراوى ودُرَر (من السودان)، وخديجة السقاف ورقية الشبيب ولطيفة السالم و سميرة بنت الجزيرة العربية وصفية عنبر (من السعودية)، وزهرة المالكى ودلال خليفة وكلثم جبر وهدى النعيمى وشمة الكوارى (من قطر)، وخولة القزوينى ومنيرة الفاضل ومعصومة المطاوعة (من البحرين)، وسلمى مطر سيف وليلى أحمد ومريم فرج وأمنية بو شهاب (من الإمارات)، وأمل عبد الله وشفيقة زوقرى ورمزية الأريانى وأمل اللوزى وبلقيس الحضرانى (من اليمن)، وزكية بنت سالم العلوى وبدرية الوهيبى (من عمان). بل لقد أصدرت المرأة العربية المجلات ورأست تحريرها، وأورد أنيس المقدسى فى كتابه: "الاتجاهات الأدبية فى العالم العربى الحديث" بضع عشرات من المجلات التى كان يتولاها عدد من النساء العربيات فى مصر والشام وأمريكا فقط حتى عام 1955 فحسب".

 

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 37 مشاهدة
نشرت فى 17 ديسمبر 2015 بواسطة dribrahimawad

عدد زيارات الموقع

29,299