مراقبون اعتبروا «فيون» ترمب أوروبا
فرنسا تجنج لـ «اليمين».. ومعاهدة «ماستريخت» في خطر
عهود مكرم (بون)
اعتبر مراقبون أوروبيون أن فوز المرشح الفرنسي المحافظ فرانسوا فيون صاحب التوجهات المحافظة والبرنامج الاقتصادي المتطور بمثابة الرد الفرنسي على نجاح الجمهوري دونالد ترمب، الذي أثبت صعود اليمين في أمريكا بوصوله إلى البيت الأبيض. وتوقع استطلاع لمؤسسة «هاريس انترأكتيف» أن يهزم فيون بسهولة اليمينية المتطرفة مارين لوبان في انتخابات الرئاسة العام القادم.
وقال الاستطلاع الذي أجري في اليوم الذي فاز فيه فيون بترشيح حزبه في انتخابات الرئاسة إن فيون سيفوز على لوبان بحصوله على 67 % من الأصوات مقابل 33 % للوبان. وأظهر الاستطلاع أن الرئيس الاشتراكي
فرانسوا أولوند لن يحصل في الجولة الأولى إلا على 9 % من الأصوات. وسيحصل رئيس وزرائه مانويل فالس إذا ترشح بدلا من أولوند على 9 % فقط.
ويأتي فوز فيون بمثابة تأكيد على أن منافسه من يمين الوسط الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي لم ينجح في إقناع الفرنسيين بتصريحات شعبوية باتجاه اللاجئين والمسلمين في فرنسا، الأمر الذي دعاه إلى الانسحاب من الساحة السياسية وترك المسرح للمعتدل المحافظ الذي على ما يبدو أطلق ثورة محافظة في فرنسا.
ورغم الخبرة السياسية التي يتمتع بها آلان جوبيه المقرب من التيار السياسي للرئيس السابق شارل ديغول فإنه لم يتمكن من الصمود أمام فيون الذي يرفع شعار يمين الوسط المحافظ في توجه لاحتواء الأحزاب الشعبوية واليمين المتطرف والجبهة القومية التي تتزعمها ماريان لوبان.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية وعلاقات فرنسا مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي والموقف من روسيا وإيران والأزمة السورية، فهناك العديد من علامات الاستفهام حول برنامج فيون الذي صوت ضد اتفاقية ماستريخت عام 1992.
ورغم مواقف فيون السياسية، خصوصا الخارجية منها، فإن هناك توجها لاحتواء الأحزاب الشعبوية ووقف ما يطلق عليه «ترمب الأوروبي» ويصب في هذا الاتجاه ترشيح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لمقعد المستشارية في انتخابات سبتمبر عام 2017 للمرة الرابعة على التوالي.