Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

 

هل الإسلام يحتاج مصلحا دينيا مثل مارتن لوثر ؟  سؤال طرحته للنقاش قناة DW  الألمانية 

 تعقيب د. محمد ماهر الصواف

طرحت هيئة التحرير بالقناة الفضائية الألمانية   DW هذا التساؤل علي عدد من المفكرين العرب وجمعت بعض الآراء تتلخص فيما يلي:

يتفق الرأي الأول مع المقولة الشهيرة "إصلاح الإسلام، يعني نهاية الإسلام"، التي أطلقها اللورد كرومر، القنصل البريطاني العام في مصر، في العام 1880 ووفقا لهيئة التحرير بالقناة ذاتها يتفق أيضا المتشددون في العالم الإسلامي مع هذه المقولة، حيث يرون أن الإسلام ديناً كاملاً  لا يحتاج إلى إصلاح. 

ثم عرضت قناة   DW رأيا مختلفا  ينطلق من أن هذا الفهم الجامد للإسلام لا وجود له. لأن دين الإسلام  يتطور  وفقا  للسياق التاريخي والثقافي ,و من المدافعين عن هذا الرأي  المفكر الإيراني عبد الكريم شوروس، والمهتم بالإصلاح في الإسلام المعاصر والذي أكد مراراً  أن المعرفة الدينية تتغير وفق السياقات والحقب التاريخية. وعبر عن ذلك بالقول الآتي : "إني أقارن ذلك بنهر. والنبي هو منبع هذا النهر. وكل التقاليد الإسلامية هي بمثابة نهر يجري باتجاه الخلود. وما نحن سوى قطعة من النهر، والجيل القادم سيمثل قطعة أخرى منه. لا يتوجب علينا البتة أن نفهم الدين، كحوض ماء راكد، فالدين نهر متحرك".

ويضيف عبدالكريم شوروس : "ان مقولة ( إن إسلام خالص وكامل) تناقض واقع التاريخ الإسلامي، وحتى دراسات الشريعة الإسلامية على اختلاف اتجاهاتها، تظل وسيلة توظف لخدمة أهداف سياسية، كما تشكل انعكاساً لصراع القوى الدنيوية". ويوضح أيضا أن الفهم التقليدي للإسلام  الرافض للإصلاح يغفل حقيقة بديهه ، وهي أنه منذ ظهور الإسلام لم تتوقف محاولات علماء المسلمين لتجديد الخطاب الديني وتأويل مصادره بشكل يتوافق مع روح العصر، خاصة وأن القرآن يحث المؤمنين على إعمال العقل من أجل موافقة القيم الإسلامية مع إملاءات الواقع.

كما عرضت القناة الألمانية أيضا رأي محمد شحرور الذي يدعو المسلمين إلى تجاوز وصاية رجال الدين، والاحتكام إلى النص القرآني واعتباره معيارا للحقيقة الآلهية ، حيث ينطلق من أن القرآن يتضمن الحقيقة الإلهية المطلقة. لكنها حقيقة لا يمكن للبشر فهمها إلا بشكل نسبي. لذا يري أنه يتوجب على كل تصورات الإصلاح الانطلاق منها. حيث إنها تمثل حجر الأساس لكل المحاولات الإصلاحية، التي تتطلب أخذها مأخذ الجد.

ومن الآراء المؤيدة أيضا للإصلاح الديني كما جاء بتقرير قناة DW  رأي لؤي المدهون  مدير موقع قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي الذي يري أنه عقب كل عملية إرهابية يقوم بها متطرفون إسلاميون في أي منطقة في العالم، تتعالى الأصوات في الغرب الداعية إلى ضرورة إصلاح الإسلام. وهو أمر يمكن تفهمه. لكن تلك الدعوات تعوزها الواقعية، خصوصا وأن الصورة التي يتوجب أن يأخذها الإصلاح ليست واضحة ، ولا نعرف من يتوجب عليه أو تقع على عاتقه مسؤولية ذلك . ويضيف بأن " أغلب البلدان الإسلامية منشغلة بصراعات داخلية أو حروب بالوكالة، وليس بخطابات إصلاحية.  ويعتقد لؤي المدهون أنه  يظل الأمل معلقا بانطلاق شرارة الإصلاح الديني من المسلمين في أوروبا. فهم بإمكانهم ، وفي ظل تحررهم من كل أشكال القمع ، تطوير أفكار إصلاحية جديدة. وإن الإسلام لا يحتاج مصلحاً دينياً مثل مارتن لوثر، لكنه يحتاج إلى موائمة بين معاييره الأخلاقية والقيم والمؤسسات التي تقوم عليها دولة الحق والقانون الدستورية. وهذه مسؤولية منوطة بالمفكرين المسلمين النقديين، من أجل تطوير نماذج حلول وقراءات جديدة للإسلام تتماشى مع النظام السياسي الديمقراطي، كما أنه من واجب الدول الأوروبية أن تدعمهم في مسعاهم ".

ومن الافت للنظر أن القناة الفضائية لم تسعي  للتعرف علي رأي الأزهر الشريف ، إذ انه كان من الأفضل التعرف علي  رأي علماء الأزهر في هذا الحوار خاصة وأن القيادية السياسية في مصر نادت بضرورة إصلاح الخطاب الديني ، وكثر الحديث إعلاميا في الأونة الأخيرة حول الحاجة لمراجعة المناهج التعليمية بالمدارس الأزهرية  وتنقيتها من  كل ما يحض علي الإرهاب الفكري ، وتكفير كل من يتبنى عقيدة فكرية أو دينية مختلفة .

 

المصدر: قناة DW الألمانية و https://ar.qantara.de
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 284 مشاهدة

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

331,257

ابحث