التطرف يهدد الاسلام المعتدل فى السنغال
يتصف الإسلام في السنغال بانفتاحه على الآخر وبالتسامح متأثرا بالطرق الصوفية. إلا أن الإسلام التقليدى وهذه الطرق يتعرضون لضغوط متزايدة من جماعات جهادية متطرفة عابرة للحدود تتوغل فى المجتمع،
تشكل السنغال من الناحية الاجتماعية الثقافية امتدادا لدول المغرب ومنطقة جنوب الصحراء، وقد دخل الإسلام إلى السنغال في العصور الوسطى بشكل سلمي وعلى دفعات. واليوم يدين ما بين 90% إلى 95% من سكان السنغال بالإسلام وتنتشر الطرق الصوفية بينهم . ويمكن القول أن الإسلام بالنسبة لغالبية السنغاليين هو "دين السلام والتسامح والحوار"، إلا أن التطورات التي شهدها العالم العربي في السنوات الأخيرة ساهمت في انتشار الإسلام المتطرف والجماعات المتطرفة ، وتري تلك الجماعات أن الطرق الصوفية تقف عقبة أمام تطبيق "المجتمع الإسلامى الحقيقى".
ورغم قلة الجماعات المتطرفة بالسنغال إلا أن خطاب الدعوة للجهاد يجد مع ذلك آذانا صاغية بين أفراد من مختلف فئات المجتمع السنغالى وخاصة بين الشباب المهمشين المقيمين في أطراف المدن. ورويدا رويدا ينتشر التطرف الدينى. لكن غالبية السنغاليين لا يرون ذلك ويعتقدون أنه لا يمكن مقارنة بلادهم بدولة مالى، ويأملون أن تحميهم الطرق الصوفية من التطرف. وكثيرون يرون فيها حصنا منيعا ضد تأثير المتطرفين.
ومنذ ثمانينات القرن الماضى يوجد فى السنغال تيارات إسلامية متطرفة مثل الإخوان المسلمين والوهابية السلفية ، وكلاهما يرفض الطرق الصوفية ويعتبرها "تشويها للإسلام النقى"، الذى ينادون بتطبيقه. وهذا الموقف تؤمن به أيضا جماعات "التكفيريين"، الذين يعتقدون امتلاكهم للإسلام الصحيح ويعتبرون كل من ليسو مثلهم "منحرفين" و "كفار".
ويهاجم المتطرفون الجماعات غير إسلامية وكذلك مهاجمة كل ما يمت إلى الغرب بصلة أو مستوحى من الغرب. والدولة العلمانية تتحول إلى هدف لهجوم الخطاب الإسلامي المتطرف. وجود القواعد العسكرية الأجنبية والممثليات الدبلوماسية في البلاد هو سبب كاف كي تجد السنغال نفسها مهددة من الحركات الجهادية.
وما هو جدير بالذكر أنه منذ السبعينات نشأت فكرة "الوعى الإسلامى".. وكان الهدف هو تقوية شعور التضامن بين المسلمين ونشر الوعي بأن جميع المسلمين هم أمة واحدة عابرة للانتماءات القومية. إلا أن فكرة "الوعي الإسلامي" تحولت إلى تيار سياسي يشمل إيديولوجيا غريبة مثل السلفية والوهابية وحتى الجهادية أحيانا. وهذا التيار يجد أتباعا له حتى بين النخبة المثقفة، ويستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بذكاء لتحسين صورتها. إلا أنه يمكن القول أنه حاليا لا تزال الصوفية تلعب دور الحصن ضد أشكال التطرف الإسلامي.