من هو موسولينى والفاشية

                              د. محمد ماهر الصواف

برغم أن إيطاليا كانت إحدى الدول المنتصرة فى  الحرب العالمية الأولى إلا أنها واجهت  أزمة اقتصادية واجتماعية ونفسية حادة، وشعر الإيطاليون أنهم تعرضوا للخديعة وأن النصر  لم يحقق لهم أية مكاسب، وعجزت الحكومات المتعاقبة عن مواجهة هذه الأزمة وفقدت الدولة هيبتها.

وظهر فى هذا الوقت الإيطالى بينيتو موسولينى وكان يعمل مدرساُ ابتدائياً وعضواً فى حزب الاشتراكيين القدماء وأسس فى مارس عام 1919م رابطة الكفاح الفاشية. ويرجع اختياره لهذا الإسم هو المعنى اللغوى لكلمة الفاشية ( (Fascismفهى تعنى العصبة أوالاتحاد، وكانت تستخدم كرمزا وتعبيرا عن قوة الدولة الرومانية القديمة، واشتهرت هذه الحركة فى أنحاء العالم  تحت اسم الفاشية .

وكان موسولينى يتمتع بشخصية قوية واكتسب شعبية جماهيرية واسعة نظرا لتبنية الدعوة إلى تأسيس دولة إيطالية قوية،  وما كان يوجهه من نقد لاتفاقيات السلام الدولية مستغلا  خيبة الأمل التى إنتابت الإيطاليين بسبب مؤتمر فرساى الذى لم يعطهم نصيباً وافراً للمستعمرات. كما أنه أهتم فى سياسته الداخلية بدعم رجال الأعمال والإقطاعيين، الذين كان الاشتراكيون يطالبون بنزع ملكياتهم، فإستطاع بذلك أن يحظى بالقبول والتقدير لدى الطبقات العليا أيضاً.

وفى عام 1922م ازدادت قوة ونفوذ موسولينى، واستولى على السلطة على إثر اضطرابات عمالية حاول فيها العمال الإستيلاء على عناصر الإنتاج. وفعلاً قاموا بالاستيلاء على بعض المصانع ومنها مصانع شركة فيات للسيارات مما أدى إلى شل حركة السوق الاقتصادية، وأوشكت البلاد أن تنهار، وعلى أثر ذلك قام موسولينى بتأييد من جماعات كبيرة وأعاد النظام إلى نصابه وتولى الحكم وتوجه إلى روما مع أنصاره الذين اتخذوا من الملابس السوداء زياً عسكرياً لهم وأصبح موسولينى رئيسا للوزراء، ومنذ ذلك الحين اقترنت الفاشية باسمه.

وفى خلال سنوات قليلة ، أقام موسولينى نظام حكم دكتاتورى وكان شعاره الذى يروج له دائما بين الجماهير هو " الاقتناع ، والطاعة ، والقتال " واستطاع ان يغزو دول حوض البحر الأبيض المتوسط وفى افريقيا وألبانيا وليبيا وأثيوبيا، فكان يهدف إلى استعادة أمجاد إيطاليا القديمة لتصبح من جديد خليفة الامبراطورية الرومانية القديمة ولكنه لم يتمكن من تحقيقه. وكان تحالفه مع الدكتاتور الألمانى هتلر واشتراكة فى الحرب العالمية الثانية مع المانيا سببا فى الهلاك ومقتله على يد جنود من الفدائيين الايطاليين فى عام 1945م .