Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

 

" البنت لو طلعت المريخ، آخرها للطبيخ" في عصر مشاركة المرأة 

فى الإقتصاد العالمى              د. هويدا ابو الغيط 

" البنت لو طلعت المريخ، آخرها للطبيخ"، يكفى هذا المثل الشعبى العربى تعبيراً عن نظرة المجتمع العربي للمرأة، فمع أن المرأة العربية قد شاركت فى الحياةِ السياسية والفنية والاقتصادية والاجتماعية، وكان لها أثراً بالغاً فى تقديم كلّ ما هو جديد، إلا أنها حتى يومنا هذا تُعتبر هى الفئة الثانية بعد الرجل، فوضع المرأة العربية فى كل بلد تابع لسياسة هذا البلد أكثر من تبعيته لدين أهل هذا البلد بفارق كبير. وبالرغم من أن دساتير معظم هذه الدول تنص على حقوق المرأة ومساواتها بالرجل،. إلا أن وضعها مازال متخاذلاً بسبب الموروث الثقافى المهين للمرأة وبسبب التمييز القانونى والفيزيائى لها .

فالمرأة العربية لازالت تناضل من أجل الحصول على حقوقها الإجتماعية، وعلى عكس ذلك تماماً، نجد أن وضع المرأة فى الدول المتقدمة يتجه إلى مزيد من الحرية والمشاركة الفاعلة لها،  حيث يعقد مؤتمر قمة المرأة العالمى فى الفترة من 9 إلى 11 يونيو تحت عنوان "النساء – بناء مجتمع شامل في عصر التقنية الرقمية" ، حيث تلتقى أكثر من 1000 سيدة ناجحة من أكثر من 70 بلدا، للتباحث حول مشاركة وحصة المرأة فى الاقتصاد العالمى ودفعها إلى الأمام، من خلال بناء شبكة علاقات متداخلة وتبادل الآراء حول استراتيجيات مبتكرة فى هذا المجال. إحدى هؤلاء هى الأستاذة والباحثة المتخصصة فى العلوم السياسية ألكسندرا بورشارت، وهي اليوم رئيسة جريدة "زود دويتشة" المرموقة. وهى تخشى أن تكون المرأة فى ألمانيا قد غفلت عن تحول المجتمع نحو التقنية الرقمية وعن المشاركة فى هذا التحول.وستقدم دراسة بعنوان " الفضاء التى تريد المرأة دوما أن تحصل على نصفه، يخضع الآن لتقسيم جديد"، وحسبما اشارت أن نسبة طالبات البرمجة والكومبيوتر والمعلوماتية في الجامعات ومعاهد التأهيل المهنى مازالت فى ألمانيا أقل بكثير من نسبة الطلاب الذكور، وذلك رغم كل جهود المدارس والجامعات الرامية إلى دعم وتشجيع تخصصات الرياضيات والعلوم الطبيعية والتخصصات التقنية.

وقد سبق لها وأن  تناولت موضوع مستقبل الإعلام فى العالم الرقمى أكتوبر 2015 حيث نشرت العنوان المثير للضجة: "الإنترنت بين الديكتاتورية والفوضوية : عشر نظريات من أجل ديمقراطية العالم الرقمى".

 أما كاترين آت فقد أمضت طفولتها كابنة دبلوماسى فى ثمان بلدان مختلفة، اليوم تعمل فى شركة دايملر وهى مسؤولة عن اختيار وتأهيل الجيل الجديد من خيرة المدراء. والتي أعلنت أن 14%  فقط من المناصب القيادية في شركة دايملر هى اليوم من حصة النساء. وتهدف الشركة للوصول إلى نسبة 20% على الأقل بحلول العام 2020. وتشارك فى مؤتمر وارسو من خلال موضوع "نمو المجتمع الفضى مع التقنية". يرافقها فى ذلك أورسولا شفارتسنبارت، العاملة أيضا في شركة دايملر ، والتى ستتحدث عن عدم المساواة في الرواتب بين المرأة والرجل، "فجوة الرواتب القائمة على الجنس". أيضا من الناشطات في هذا المجال ساندرا غوت-كارلباور، المديرة التنفيذية (CEO) لوحدة أعمال النقل الحضرى فى شركة سيمنز ، وهى المسؤولة عن إنتاج وتوزيع قطارات المترو وقطارات الشوارع وعربات قطارات النقل والسفر والباصات الكهربائية وسيارات النقل بدون سائق فى شتى أنحاء العالم. وهى ستتحدث عن "طرق زيادة عدد ونسبة النساء فى المهن التقنية".

وتسعى قمة المرأة العالمية بشكل رئيسى إلى توضيح وترسيخ فرص المرأة فى عالم الاقتصاد الرقمى، وضمان دخول الجيل الجديد من سيدات الأعمال ومشاركته فى السوق، وضمان ودفع عملية ترقى المرأة فى المناصب الإدارية والقيادية العليا فى القطاعات الاقتصادية وخلق مناخات وثقافة عمل صديقة للأسرة، سواء للمرأة أوللرجل، وخلق استدامة فى الاقتصاد تعمل على حماية الموارد المحدودة المتاحة.

ونأمل أن نجد مؤتمراً فى دولنا العربية يتناول قضايا حقوق المرأة بجدية وبمشاركة فعالة من الجهات والمنظمات المعنية بذلك للوقوف على موقع المرأة المصرية فى فى كافة مناحى الحياة، وتحديد العقبات التى تقف حائلاً دون مشاركتها الفاعلة وإيجاد حلول قابلة للتنفيذ . والله المستعان

 

 

 

المصدر: DW TV
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 385 مشاهدة

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

331,300

ابحث