مولد يا دنيا
بقلم دكتور محمود وهيب السيد
الظن أنه لم يحظ موضوع كموضوع جزيرتى تيران وصنافير بمثل هذا الزحم الإعلامى الضخم ، فما يزال هو حديث الساعة في معظم برامج التوك شو في فضائياتنا المصرية المبروكه ، وما يزال هو القاسم المشترك الأعظم في كتابات كتابنا الصحفيين حتى اليوم ، وحاول بعض سياسينا الذين أطفئ عنهم نور وبريق الإعلام إشعال ثورة جديده أسموها يوم الأرض او العرض لا تصب إلا في مصلحة أعداء مصر والمتربصين بها ، ففشل بالطبع هذا اليوم وكان هذا بمثابة إستفتاء يؤكد مدى ضحالة شعبيتهم وضعف تأثيرهم بالساحة السياسية ، وذلك رغم أن معظم الفقهاء القانونيين والسياسيين القدامى ومن له درايه علمية أكد أن الجزيرتين سعوديتين في الأساس وقد تنازلت عن إدارتهما لمصر منذ عام 1950بمناسبة المتغيرات السياسية وقتئذ ، كما اكد مجلس الوزراء أن موضوع إعادة ترسيم الحدود بين مصر والسعوديه إستغرق الوقت الكافى جدا وإشترك فيه كل الخبراء من جميع التخصصات اللازمه قبيل توقيع الإتفاقية ، رغم ذلك ما يزال الهرى قائما لمن أراد ملئ ساعات بث ببرنامجه الفضائى أو عاموده الصحفى اليومى ، ولا ندرى متى ينتهى كل هذا ..
نوقن أنه وفق أحكام نص المادة 15 من الدستور المصرى القائم لن تصبح الإتفاقية نافذة وملزمة للجانب المصرى على الأقل إلا بعد تصديق مجلس النواب وإستفتاء الشعب عليها ، وهو ما سيحدث ، ومعظم الإعلاميين وكتابنا الصحفيين والرموز السياسية الفاشلة ، والتى ما تزال تلوك في هذا الموضوع هم ناصريين الهوى والفكر ، لذلك فقد كان لا بد أن تكون صورته وفكرة واحاديثه حاضرة في هذا المشهد ، ولعل هذا ما يدعونا للتساؤل عما إذا كان عبد الناصر هو من اتخذ هذا القرار أكان سيأخذ رأى أحد او يناقش الموضوع مع أحد قبل الإقدام عليه كما ينادى هؤلاء ؟ لقد امم عبد الناصر قناة السويس بدون عرض الامر على الشعب او استشارة احد ، ومن عارضه وحذره عزله ، ولم يعرض الامر حتى على أحد من أعضاء مجلس الثورة وقتها بل كان قرارا شخصيا ، وقد كان قراره هذا سببا فى عدوان 56 الثلاثى وما حدث لمصر وللجزر ، ثم اغلق بعد ذلك المضيق وطرد القوة الدولية واحتل الجزريتين فدخلنا حرب 67 وما وترتب عليها من ضياع سيناء وعودة اسرائيل احتلالها للجزريتين ، هل إستطاع أحد أن يحاسب او يعاتب او يقول له انت لم تأخذ رأي الشعب ولا مجلس الشعب ولا مجلس الوزراء ولم تعمل حسابا لشعبك .
ندرك أن ما ينادى به البعض من سياسينا الفشلة والذين يتخذون من موضوع الجزيرتين تكأة للهجوم لا يعدو أن يكون أملا في تحقيق مصالح شخصية لهم ، كما ندرك أن الزمان قد إختلف وأن التقدم الهائل الحادث الأن في وسائل الإتصال والتواصل قد احدث نوعا من السماوات المفتوحة غير مسبوق يصعب غلقه ، إلا أنه كان يمكن بسهوله الإحتجاج بما يحاك ضدنا من مؤامرة شرسه تستهدف تركيع مصر تمهيدا لتفتيتها وتقسيمها ، وتلك حقيقة مؤكده .
نثق كل الثقة في قياداتنا السياسية ومدى وطنيتها ، فلا يعرف معنى الأرض أكثر ممن حارب من أجلها ، لقد نشر الكثير عن خفايا إرجاع مصر للجزيرتين في هذا التوقيت ، وأن معظمها يصب في صالح مصر والسعودية والمنطقة ، ومعظمها يقترب من المنطق والتصديق ، فلماذا كل هذا اللغط ، أرحموا مصر ان كنتم عاقلون ..
المصدر: دكتور محمود وهيب السيد :مقال منشور بجريده الاهرام المسائى 23/4/2016
نشرت فى 23 إبريل 2016
بواسطة drelsawaf
Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »
عدد زيارات الموقع
325,562