تطوير التعليم بدولة مالزيا
د. هالة ضرغام
كان لمهاتير محمد دور رئيسي في تقدم ماليزيا بشكل كبير، فقد تحولت مالزيا من دولة زراعية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطاعي الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الاجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من اجمالي الصادرات، وتنتج 80% من السيارات التي تسير في الشوارع الماليزية. وكانت النتيجة الطبيعية لهذا التطور ان انخفضت نسبة السكان تحت خط الفقر من 52% من اجمالي السكان في عام 1970، أي أكثر من نصفهم، إلى 5% فقط في عام 2002، وارتفع متوسط دخل المواطن الماليزي لاكثر من سبعة امثال ما كان عليه منذ ثلاثين عاما، وانخفضت نسبة البطالة إلى 3% وهكذا أصبحت من أنجح البلدان في جنوب آسيا، بل وفي العالم الإسلامي بأكمله، وإذا نظرنا الي هذه المرحلة نجد أن الدكتور مهاتير محمد اولي أهتمام خاص بتطوير التعليم وكانت أهم السياسات التعليمية هي :
<!--رفع نسبة الاستثمار في التعليم والبحث العلمي. فالانفاق على التعليم فاق 20% من ميزانية ماليزيا ومثل 6% من الناتج المحلي الاجمالي وفاق الانفاق على وزارة الدفاع
<!--الإهتمام ببرامج التعليم فخفض المواد الادبية والتاريخية لصالح نشر العلوم والتكنولوجيا وبالتالي اتجه معظم الطلاب الى الكليات العملية. فقد ركز على علوم العصر لا سيما الرياضيات والعلوم بدلا من التركيز على المواد الادبية والتراثية التي تركت للاسرة والاندية الخاصة مهمة تعليمها
<!--تشجيع القطاع الخاص على استثمار جزء من أرباحه وموارده في التعليم والتدريب ودعم انشاء الجامعات الخاصة التي تستعين بخبراء اجانب داخل ماليزيا لدعم العملية التعليمية
<!--اعادة القوى العاملة المتخرجة الى المدارس لتحديث معارفها والتزود بما استجد عالميا في حقل تخصصها
<!--الإهتمام بتعليم اللغة الانجليزية باعتبارها لغة عالمية ووسيلة لنقل التكنولوجيا من العالم المتقدم ، علاوة علي أرسال البعثات الى الجامعات اليابانية والاوروبية
<!--تعليم الفئات المهمشة وتدريبهم على التكنولوجيا الحديثة مما يؤدي الى ادماجهم في النشاط الاقتصادي للدولة
<!--إنشاء مركزا لتطوير المناهج لمراجعة المناهج والتأكد أنها تهدف الى تنمية الفرد في المجالات المعرفية والتاثيرية والنفسية وغرس القيم الاخلاقية وزرع قيم المواطنة والضمير الحي تجاه الوطن وانتاج قوى عاملة مدربة وماهرة.
<!--نشر التعليم الفني وبمشاركة القطاع الخاص في تقديم برامج التعليم المهني حيث تقوم الشركات والمصانع بتنظيم برامج تدريبية في المدارس المهنية والكليات التقنية، مع عدم اغفال الاعداد النفسي والروحي للطالب.
<!--إعداد المعلمين فماليزيا تتبنى فلسفة قوامها انك اذا اعددت المعلم جيدا ووفرت سبل الراحة للابداع فانك تضمن نصف كفاءة العملية التعليمية. علي أن يتم مراجعة رواتب المعلمين بصورة دورية حتى يتمكن من اداء مهمته بعيدا عن ضغوط الحياة
هل ما اتخذه مهاتير محمد من اجراءات وقوانين صعبة التنفيذ؟ لقد قامت مصر بالعديد من الخطوات في الطريق الصحيح لاصلاح التعليم ولكن بلا جدوى. حتى التعليم الفني فقد كان هناك مبادرة مبارك كول فأين نتائج هذه المبادرة.