أنتقاء الكلمات يدعم التفاهم و الإتصالات الإنسانية
د. محمد ماهر الصواف
الكلمات والعبارات هي أبرز طرق التواصل مع الغير و نقل وتبادل المعلومات التي على أساسها يتوحد الفكر ، وتـتفق المفاهيم ، وتتخذ القرارات ، كما انها تساعد علي تبادل الحقائق او الأفكار او الآراء او المشاعر من خلال الإرسال والاستقبال، لكن وكغيرها من الوسائل إن لم نحسن استخدامها فإننا سوف نكون قد أوصلنا رسالة بمضمون آخر غير تلك الرسالة التي نريدها.
ولا شك إن إختيارالكلمات المناسبة يختلف من مكان إلي أخر ، كما يختلف من حدث إلي أخر ، بمعني أوضح لا توجد كلمة واحدة تناسب جميع المواقف ، فمن الأهمية إنتقاء الكلمات التي تتفق مع الموقف والظروف التي يتحدث فيها الشخص، أيضا يجب إختيار الكلمات التي تتفق وثقافة المتلقين و المستمعين ونفسيّتهم وأحوالهم ، إذ أن ذلك يبني ويعمّر ويؤلّف بين القلوب، وعلى العكس تماماً فعندما يسيء البعض في اختيار كلماته في أثناء حديثه فإنّ هذه الألفاظ قد تولّد الإستياء وتؤدي الي توتر العلاقات و سوء الفهم من المتلقي او نفوره.
ولا يؤثر إنتقاء الكلمات فقط علي جودة نقل المعلومات والأفكار وإتفاق المفاهيم إنما تؤثر أيضا الأساليب الصوتية للمتحدث علي إثارة إنتباه المستمع والإستعداد للإنصات وتفهم المعني المقصود او العكس الشعور بالملل وإفتقاد الرغبة للإنصات. وتشير الأبحاث أنه كلما زادت براعة الشخص المتحدث في إنتقاء الأففاظ واستخدام اسلوبا مشوقا في الحديث ، ذادت قدرته علي الإقناع .
لهذا يتوجب علينا ان نرعى ونهتم ونحاول ان نطور من قدراتنا في اختيار الكلمات وطرق الحديث ، فقد أصبح إتقان الكلام، والقدرة على إيصال الرسائل بأفضل وجه، فناً من الفنون. وينصح الباحثون بمراعاة ما يلي :
<!--اختيار الكلمة ذات معني إيجابي
<!--كلّما كان الصوت هادئاً كان الحديث خفيفاً على الأسماع، وقريباً من القلوب.
<!--تجنب الصّوت العالي لفرض الرأي مهما إختلفت وجهات النظر.
<!--الكلمات المليئة بالمشاعر لها تأثير فعال وقوي.
<!--إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ، فهناك مواقف تتطلب منا الصمت وإعطاء فرصة للشخص الأخر كي يتحدث.