المهاجرين بألمانيا وظاهرة العنف ضد المرأة
د. ماهر الصواف
مع زيادة أعداد المهاجرين السوريين الي ألمانيا الإتحادية اثير جدل واسع علي المستوي السياسي وفي وسائل التواصل الاجتماعي بشأن كثرة حالات جرائم الشرف، والزواج القسري، العنف الاسرى، وعنف الذكور ضد النساء، وأشارت وزيرة الأسرة الألمانية بأن أرقام العنف المنزلي تعد "صادمة": فقد سجلت الشرطة العام الماضي ما يقرب من 140 ألف ضحية للعنف المنزلي، 82 في المائة منهم من النساء. كما تم ارتكاب عدد 147 جريمة قتل للنساء. ما يعني في المتوسط أن كل يومين ونصف اليوم تموت امرأة بفعل العنف من قبل زوج أو شريك أو شريك حياة سابق. واشارت الدراسة ان اغلب هذه الحالات بين المهاجرين السوريين.
كما اشارت وزيرة الأسرة ان عدد الحالات غير المبلغ عنها أكثر من ذلك بكثير. فواحدة من كل ثلاث نساء تعاني من العنف الجسدي أو الجنسي من قبل شريكها مرة واحدة على الأقل في حياتها، حسبما أثبتت دراسة حديثة تمت بتكليف من وزارة شؤون الأسرة، وقد طرح في هذه الدراسة التساؤل التالي : هل يرجع ذلك إلى الأصل العرقي أو إلى الدين (الإسلام)؟
ان العنف ضد المرأة ليس حكرا علي ثقافة معينه إنما هي ظاهرة اجتماعية إنسانية في تاريخ البشرية. فقد عانت المجتمعات الإنسانية كافة منها سواء أكانت متقدمة أو متخلفة، وهي تختلف باختلاف المجتمعات ودرجة تحضرها والوعي الثقافي السائدين، كما تختلف باختلاف الطبقات الاجتماعية وأنماط الحياة فيها.
وما يجب التأكيد علية إن الإسلام قد حفظ للمرأة حقوقها المادية والمعنوية، وقضى على كافة أشكال التمييز ضدها، واجه الإسلام كافة أشكال العنف الذي يمكن أن تتعرض له المرأة من عنف جسدى أو نفسى أو اجتماعى أو اقتصادى، كما أمر الله سبحانه وتعالى الرجال أن يعاشروا نساءهم بالمعروف فقال: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}،
كما أوصي النبي صلى الله عليه بحسن التعامل ومعاشرة المرأة في القول والفعل. وفقال: «استوصُوا بالنساءِ خيرًا؛ فإنهن عندَكم عَوانٌ، ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك»، وقال كذلك: «رفقًا ... بالقوارير» وقد أوصي النبي صلى الله عليه قبيل انتقاله إلى الرفيق الأعلى حيث قال: «أيها النَّاس، اتَّقوا الله في النِّساء، اتقوا الله فى النِّساء، أوصيكم بالنساء خيرًا».
