التنظيم الرأسي الاستشاري - المزايا والعيوب
أ. د. ماهر الصواف
التنظيم الرأسي كما اوضحنا في المقال السابق (https://kenanaonline.com/users/drelsawaf/posts/1075811 ) له عيوب عديدة ولا يحقق الكفاءة والفعالية للقرارات المتنوعة بالمنظمات العامة وكمحاولة لمعالجة ذلك تبنت الوزارات في الدول العربية التنظيم الرأسي الإستشاري ، فما هي ملامح وخصائص هذا النوع من التنظيم ؟ وما هي مزياه وعيوبه؟
التنظيم الرأسي الإستشاري مثله مثل التنظيم الرأسي تتمركز فيه سلطة صنع وإتخاذ القرارات الإدارية في القيادة العليا بالتنظيم ، إلا انه لتلافي نقص المعرفة بالنسبة للمسائل الفنية والتخصصية لدي الرئيس الأعلي في المنظمة ، والتي يترتب عليها ضعف جودة القرارات العليا ، يتم الإستعانة بعدد من الخبراء المتخصصين في الجوانب الفنية في نشاط المنظمة ، ويتم إلحاقهم بوحدة استشارية تتبع الرئيس الأعلي تنظيميا وإداريا . وهذه الوحدة تختص بدراسة المشكلات الفنية المتعددة وتقديم كافة البدائل الممكنة لحل هذه المشكلات وإقتراح افضل البدائل للرئيس الأعلي.
ويلاحظ أن هذه الوحدة الإستشارية لا تدخل في خطوط السلطة الرأسية وتقدم رأيها الفني بصفة اساسية للرؤس الأعلي ، وأحياننا يسمح للأقسام الإدارية داخل التنظيم مخاطبة هذه الوحدة لإستشارتها في بعض الأمور .
ويتميز هذا التنظيم بأنه يساعد علي تحسين عملية صنع القرارات مع احتفاظ الرئيس الأعلي بسلطته إلا انه قد يشوبه عدد من العيوب حيث قد اظهر التطبيق العملي عدم وجود تعاون بين التنفيذين بالأقسام الإدارية المختلفة وبين المستشارين ، فقد يتعمد التنفيذيون من اخفاء بعض المعلومات والمشكلات الواقعية والحقيقية عن المستشاريين لرغبتهم في التقرب للرئيس الأعلي والسعي لعرضها علي الرئيس الأعلي بأنفسهم ، كما انه يخشي من أن يتمكن الإستشاريين من السيطرة الفعلية على مصدر القرار ( السلطة الأعلى ) أو التأثير علي بعض القرارات لتحقيق أهداف لا تخدم بالضرورة المصلحة العامة.