Dr. Maher Elsawaf

الطريق إلي التقدم والتنمية يقوم علي العلم والمعرفة وحرية التعبير

 

المشاركة المجتمعية وأهميتها  

أ.د. ماهر الصواف  

تشير دراسات البنك الدولي أن أحد اهم  أسباب عدم نجاح التنمية المحلية فى الدول النامية يرجع إلي ضعف المشاركة المجتمعية  . وتعرف  المشاركة المجتمعية سواء على المستوى القومى أو المحلى بأنها محصلة الجهود التى يقوم بها المواطنون ، لمساعدة السلطات الحكومية فى تنفيذ ونجاح المشروعات والأنشطة المختلفة داخل مجتمعاتهم سواء الريفية أو الحضرية. وأنها تعني تحديدا

<!--أن يكون لكل المواطنين رأى فى صنع وإتخاذ القرارات المحلية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وبدون أى تفرقة بينهم من أى نوع .

<!--وأن تسمع فيه أصوات أكثر الفئات ضعفاً وفقراً فيما يتعلق بتحديد الاحتياجات وأولوياتها وبتوزيع موارد التنمية على مشروعات التنمية .

<!--وأن يتم تفعيل مساهمات منظمات ومؤسسات المجتمع المدني الذي يعد الفاعل الاجتماعي الأهم لتمكين الفقراء .

 

ويجب الإشارة هنا أن عديد من فلاسفة الأوربيين أبدوا اهتماما خاصا للمشاركة المجتمعية وأكدوا أنها ترتبط بحرية الأفراد وأن إهمالها يعنى مصادرة للحرية وحقهم فى اختيار سبل الحياة والتخطيط لمستقبلهم.

يوضح روسو"( 1712- 1778 ) أن المشاركة المجتمعية تجعل الأفراد يشعرون ، وأيضا يرون أنفسهم جزءا من مجتمع يخدم فيه كل شخص حاجات وشئون الصالح العام، ومن ثم يخضع كل فرد مصالحه الخاصة للحاجات الأعم والأكبر للمجتمع. "

ويضيف كانط (Immanual Kant  ) 1724 -1804 أنه من الأهمية ألا نقيد الاستخدام العام للعقل ( والذى يمكن أن يطلق عليه العقل العام) لأنه يتيح للناس مناقشة مسائل مهمة، ومن خلاله يصبحون قادرين على توسيع معارفهم وإحراز التقدم فى التنوير العام. وعلى حق يشترط "كانط" لنجاح المناقشة وإعمال العقل العام ما يلى :

<!--ألا يكون الأفراد واقعين تحت سيطرة الآخرين الذين يفرضون عليهم أفكارهم ويجبروهم على تقبلها بدون مساءلة.

<!--أن يكون هناك إتفاق عام على التواصل مع الآخرين والإنصات لأرائهم  حتى يمكن إحراز منظور شامل عن القضية موضوع المناقشة

<!--والشرط الثالث هو الاعتياد على تقبل الرأي الآخر بل ويسعى الفرد لفهم وجهات نظر الآخرين والتواصل معهم بغرض إصدار الأحكام حول القضايا المشتركة

ويؤكد كانط أن إعطاء الفرصة للاستخدام العام للعقل ،رغم وجود هموم المصالح ألذاتيه ، تمكن الأفراد من أن يتعلموا تشكيل مشاوراتهم العامة ،وتسمح للناس أن يبحثوا مع بعضهم البعض عن حلول معقولة ومقبولة بصدد المشكلات العامة المشتركة.

أيضا يشير جون ستيوارت مل John Stuart Mill (1806 – 1872 ) أن إتاحة الفرصة للأفراد للقيام باختيارهم لسبل حياتهم تنمى لديهم القدرات الأساسية الخاصة بالإدراك والحكم على الأمور، والشعور التمييزي، والفاعلية الذهنية.. فالقوى العقلية والأخلاقية شأنها شأن القوى الجسمية لا تتطور إلا باستخدامها.

 ويؤكد "مل" إذا تعود الإنسان على عدم التفكير فى ما يسير شئونه من قرارات، فلن يتمكن من الوصول إلى أعلى القدرات لديه. فالمرء الذى يدع العالم أو الجزء من العالم الذى يعيش فيه يختار له خطة حياته، لن يكون فى حاجة إلى أية قدرة سوى المحاكاة كما تفعل النسانيس.

ويستخلص مما سبق أن المشاركة المجتمعيه تساعد علي تنمية قدرات الأفراد  علي الإبتكار ، ويجب دعم وتشجيع المواطنين للإسهام بدرجة أو بأخرى فى صنع السياسات المحلية ، سواء بجهودهم الذاتية أو بالتعاون مع المؤسسات الحكومية المركزية والمحلية". وذلك من شأنه أن يولد الإحساس لديهم بقيمتهم الخاصة ، وأن أفكارهم وآراءهم تحترم وتؤخذ فى الاعتبار، بل وقد تتحول إلى برامج عمل ومشروعات تعود على المجتمع بالخير.

 

 

 

Dr.maher elsawaf الأستاذ الدكتور محمد ماهر الصواف

drelsawaf
نشرالثقافة الإدارية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية »

عدد زيارات الموقع

325,489

ابحث