هيئة الأمم المتحدة ما لها وما عليها
إعداد الباحث : محمد جسن حامد شريف
تعد فكرة إنشاء منظمة دولية فكرة قديمة أقترحها الكتاب منهم الفرنسى" بيير دى بوا" الذى وضع مشروعا سنة 1305 لإنشاء هيئة دولية عامة . أيضا"جان جاك روسو" و "كانت" وغيرهم قدمو أفكار ومشروعات للتنظيم الدولى .
ولم تخرج فكرة إنشاء منظمة دولية إلى حيز التنفيذ إلا بعد الحرب العالمية الأولى .فنتيجة للدمار الذى سببته الحرب نادت الدول بضرورة إنشاء هيئة دولية اطلق عليها عصبة الأمم، إلا أنها لم تستطع تحقيق أهدافها ، وأدي ذلك إلي موتها كهيئة دائمة. وعقب الحرب العالمية الثانية اجتمعت الدول من جديد فى عام 1945 بمدينة سان فرانسيسكو وأتفقت على إنشاء منظمة دولية جديدة وهى منظمة الأمم المتحدة .
<!--ومن أهم أهدافها :
<!-- صيانة السلم والأمن الدوليين،
<!--وتنمية العلاقات الودية بين الأمم
<!--وتعزيز التقدم الاجتماعي، وتحقيق التّعاون الدولي لحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعيّة، والثقافيّة، والإنسانيّة .
<!--وتعزيز احترام حقوق الإنسان، والحريّات الأساسية للنّاس جميعاً دون تمييز بسبب الجنس أو اللّغة أو الدينيّة
.
ومن أهم أجهزتها :
<!--الأمانة العامة هى الهيئة الإدارية للأمم المتحدة ويرأسها أمين عام الجمعيّة العامة التي تتكّون من مندوبي جميع الدول الأعضاء وتصدر قراراتها في المسائل العامة بأغلبية ثلثي الأعضاء الحاضرين المشتركين في التصويت مثل: التوصيات الخاصة بحفظ السلم والأمن الدولي، وانتخاب أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين،وأعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي،
<!--مجلس الأمن ويتألف من خمسة عشر عضواً من الأمم المتحدة،منهم 5 لهم عضوية دائمة وهم: جمهورية الصين، وفرنسا، روسيا ،والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية. وتنتخب الجمعية العامة عشرة أعضاء آخرين من الأمم المتحدة ليكونوا أعضاء غير دائمين في المجلس ويختص مجلس الأمن بالعمل علي حفظ السلم والأمن الدولي وله أن يفحص أي نزاع أو أي موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي أو يعرض السلم والأمن الدولي للخطر كما ان له الحق في أن يوصي بما يراه ملائماً من الإجراءات وطرق التسوية وذلك في أية مرحلة من مراحل نزاع.
<!--المجلس الاقتصادي والاجتماعي : يتألّف من: أربعة وخمسين عضواً، تنتخبهم الجمعية العامة لمدّة ثلاث سنوات، ومن مهامه :
<!--النهوض بعوامل التّطور والتّقدم الاقتصادي والاجتماعي، وتقديم الحلول لها.
<!--تعزيز التّعاون الدولي في أمور الثّقافة والتّعليم.
<!--احترام حقوق الإنسان والحرّيات الأساسيّة في العالم.
<!--محكمة العدل الدوليّة : تعتبر هذه المحكمة الجهاز القضائي الرّئيسي للأمم المتّحدة، ومقرّها لاهاي في هولندا .
هذا و يتبع لهيئة الأمم المتّحدة عدّة منظمات تعمل في مجال الاقتصاد، والاجتماع، والثّقافة، والتّعليم والصّحة منها:
<!--منظمة العمل الدولية: مقرّها جنيف، وهدفها تحقيق العدّالة الاجتماعيّة، وتحسين شروط العمل، وحق العمال في تشكيل النقابات العمّاليّة، وتحقيق الضّمان الاجتماعي .
<!--منظمة الأغذيّة والزّراعة (الفاو): مقرّها روما، وهدفها رفع مستويات التّغذيّة والمعيشيّة للشعوب .
<!--منظمة الأمم المتّحدة للتّربيّة والعلوم والثّقافة (اليونسكو): مقرّها باريس، وهدفها الإسهام في الحفاظ على السّلم والأمن الدوليين عن طريق التّربيّة والتعليم والثّقافة .
<!--منظمة الصّحة العالميّة: مقرّها جنيف، وتهدف إلى تحسين المستوى الصّحي للشعوب، وتشجيع الأبحاث الطّبية، ومنع تفشّي الأمراض المعدّية ومكافحتها .
<!--وكالة الأمم المتّحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا): هي هيئة أنشأتها الأمم المتّحدة عام 1949م، للإشراف على مشروعات إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين الذين هجّروا عن أراضيهم عام 1948م، وتعمل بالتّعاون مع الدول العربيّة المضيفة للاجئين.
<!--صندوق إغاثة الأطفال (اليونسيف): ومقرّه نيويورك، وتأسّست عام 1946م تحت مسمّى صندوق الأمم المتّحدة لرعاية الأطفال
ولا ننكر ان هيئة الأمم المتّحدة حققت عدد من الإنجّازات منها علي سبيل المثال :
<!--المجال السّياسي: نجحت الأمم المتّحدة في حل بعض القضايا السّياسّية في العالم، وأسهمت في استقلال عدد من الدول العربيّة، وبخاصّة في الوطن العربي، ومنها: سوريا، ولبنان، ومراكش، والجزائر، وتونس، ووصلا لإيجاد تسوية سلميّة للنّزاع الأندوسي - الهولندي عام1947م، ونتج عن ذلك إقامة الجمهوريّة الأندونيسيّة كدولة مستقلة ذات سيادة.
<!--المجال الاقتصادي: قدّمت لحكومات الدول النّاميّة معونات من أجل إعداد خطط شاملة للتّنميّة، واستغلال الموارد الطّبيعيّة، والتّخطيط بعيد المدى للنّمو الاقتصادي والاجتماعي، وتدريب الفنّيين.
<!--وتقديم المساعدات الفنيّة إلى الدول النّامية كالخبراء، والمنح، والمعدات، وإعداد الحلقات الدّراسية والتّدريبيّة في مختلف الموضوعات، وأصدرت الجمعيّة العامة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان دون تمييز بسبب الجنس، أو اللّون، أو اللغة، أو الدّين.
<!--نشر قوات دوليّة على الحدود لحفظ الأمن والسّلم الدولي وبعثات المراقبة لتحقيق هذا الهدف.
<!-- وتقديم المعونات الإنسانيّة للاجئين الفلسطينين من خلال وكالة الغوث لإغاثة وتشغيل اللاجئيين (الأونروا).
ورغم هذه الإنجازات إلي أنها أخفقت في عدة مجالات منها :
<!--إخفاقها في القضاء على الحرب الباردة بين المعسكر الشّرقي والغربي.
<!--فشلت في إحلال السّلام وفي القضاء على بعض الحروب الإقليميّة.
<!--إسرافها في حق نقض الفيتو أدّى إلى عجز مجلس الأمن في القيام بدوره في قضايا عالقة خاصّة في الشّأن الفلسطيني الإسرائيلي.
<!--أطلقت الكثير من القرارات في صالح القضيّة الفلسطينية لكنّها عجزت على إجبار إسرائيل على تنفيذها، مثل قرار وقف الاستيطان في القدس، جميع الدول الأعضاء وافقت عليه لكنّ الولايات المتّحدة اعترضت عليه.
<!--فشلت في إيجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينين بعد تهجرهم بسبب احتلال إسرائيل لفلسطين، كونها تتضارب فيها مصالحها مع إسرائيل.
<!--حالة الفشل الكبرى للولايات المتحدة كما وصفها الأمين العام السّابق للأمم (كوفي عنان) في مذكرّاته "تدّخلات" لبعض أخطاء الأمم المتّحدة، في حفظ السّلام في الصومال والبوسنّة، وفشلها في حل الأزمة السّوريّة الحاليّة والتي زادت عن أربع سنوات.
لا شكّ أنّ هيئة الأمم لقد خطت شوطاً كبيراً في نشر الأمن والسّلم الدوليين وما قدّمته من بعض المساعدات للدول النّامية، ولكن هي مطالبة بالقيام بأكثر من ذلك تجاه القضايا العالقة، وليس غريباً أن نرى بعض الدول تطالب الأمم المتّحدة بضرورة حدوث إصلاحات جذريّة لجميع مؤسسات الأمم المتّحدة، بحيث تكون لقراراته المصداقيّة بعيداً عن هيمنة بعض الدول، وأن يكون لها دور أكبر في إنهاء ويلات الحروب والمجاعات والسّير نحو عالم أفضل .