الإستفتاء الدستوري وأهميته ؟
أ.د. ماهر الصواف
أن حرية التعبير والرأى من أهم حقوق الإنسان التى نصت عليها المواثيق الدولية والإقليمية كما أكدت الدساتير احترامها وإذا تنازل الفرد عن هذا الحق فإنه يهدر بذلك انسانيته، فالعقل دون حرية الرأى والتعبير هو عقل ملغى ومعطل. لذا فإنه من المفترض ان مشاركة افراد المجتمع سواء بالموافقة او بالرفض للتعديلات الدستورية المقترحة تحقق له شئ من الإحساس بالقيمة وبدوره المجتمعى . فحرية التعبير والرأي متلازمة مع الذات الإنسانية ، لذا يجب علي كل انسان الإفصاح عن رأيه لإثبات أنه كائن عاقل يملك القدرة علي الفكر والمشاركة في تقديم الآراء التي تساهم في تحديد المسيرة السياسية لنظام الحكم.
أن المشاركة في الإستفتاء والتعبير عن الرأي في التعديلات المقترحة تساعد المواطن علي الإسهام الحر والواعى المنظم فى صياغة نمط الحياة السياسية للمجتمع ، كما يعد تفعيلا لدوره وتحويله إلى قوة مؤثرة في الحياة السياسية والمجتمعية وتنمي لدية الإحساس بالمسئولية الإجتماعية والشعور بالهوية والإنتماء الوطنى ،
ويجب ان نسلم أن المشاركة في الإستفتاء الدستوري بالقبول او الرفض يساعد في تحديد نسبة المؤيدين والرافضين للتعديلات المقترحة من المواطنين ، لذا فهي تعد ألية من أليات الرقابة الشعبية المشروعة التى تلقي الضوء عن مستوي رضاء المجتمع وتوجهاته بالنسبة للشأن العام في الدولة، ومن ثم قد يساعد ذلك في إعادة النظر في بعض السياسات العامة في المستقبل حتي تلقي التأييد والقبول من المجتمع.
وعموما يمكن القول أن المشاركة بإبداء الرأئ في التعديلات الدستورية السياسية تساعد علي تزايد تماسك المجتمع وقبول الرأى الأخر، وتدعم ترابطه وتجعله ابعد ما يكون عن التفكك . إن مساهمة الأفراد في مثل هذه الإستفتاءات تعد تمكينا لهم وتدعيم للديمقراطية بالمجتمع وتقبّل قيمها .
إن المشاركة في الاستفتاء هدف ووسيلة فهي هدف لأن الحياة الديمقراطية السليمة ترتكز على اشتراك المواطنين في تقديم الرأي في كل ما هو متعلق بالشأن العام، وهي وسيلة ديمقراطية عن طريقها يشعر النـاس بمدى أهميتها ويمارسون أساليبها، وتتأصـل فـيهم عاداتهـا وتصـبح جـزء مـن سـلوكهم وثقافتهم، فضلا عن أن مساهمة الشباب في المشاركة السياسية تساعد علي توجيه حياته ونمو إحساسه بكيانه الشخصي .
لذا نعتقد انه من الأهمية ان يشارك كل منا في عملية الاستفتاء وان يكون شجاعا في تحديد اختياراته إذ ان تخلفه عن ذلك يشكل نوعا من السلبية الضارة لمجتمعة ويعد تعبيرا عن رفض الديمقراطية وتفعيل حرية الرأي بالطرق السلمية. فبدون المشاركة لا يصبح هنالك معنى للديمقراطية وقد يؤدي إلى الانعزال والسلبية.