نظريات التعلم المتعلقة باضطرابات اللغة الشفوية والمكتوبة
يقسم تاريخ صعوبات التعلم إلى 3 مراحل أساسية بدأت بملاحظات العالم (جال) عام 1800 وانتهت بتشكيل جمعية الأطفال ذوي صعوبات التعلم والتي تعرف الآن بــ (الجمعية الأمريكية لصعوبات التعلم). وبين هذين الحدثين حدث تطور مستمر في كل من الجانب النظري والإجراءات العلاجية للمشكلات المرتبة على اضطرابات الدماغ.
وبهدف التوضيح ، يمكن تصنيف إسهامات العلماء والمتخصصين في التنظير والتقييم والعلاج خلال هذه المرحلة وفق نمط الصعوبة التي اهتموا بدراستها إلى ثلاثة مجالات أساسية:
1- <!--[endif]-->عجز في اللغة المنطوقة وتشمل (الاستماع – الكلام).
2- <!--[endif]-->عجز في اللغة المكتوبة وتشمل (القراءة – الكتابة).
3- <!--[endif]-->عجز في العمليات الإدراكية – الحركية.
جدول رقم (1) يوضح مراحل تطور مجال صعوبات التعلم طبقا لنمط العجز
مراحل التطور |
مجالات العجز |
||
عجز في اللغة المنطوقة (استماع – كلام) |
عجز في اللغة المكتوبة (قراءة – كتابة) |
عجز في العمليات الإدراكية الحركية / النشاط الزائد |
|
مرحلة التأسيس الأولى 1800 - 1929 |
جال 1802 بروكا 1861 جاكسون 1864 ويرنيك 1881 هيد 1926 |
هنشلود 1917 |
|
مرحلة التأسيس المتأخرة 1930 – 1962 |
مايكلبست 1954 كيرك 1963
|
جلنجهام 1934 أورتن 1937 فيرنالد 1943 |
ستراوس 1933 كيفارت 1955 كروكشانك 1961 فروستج 1961
|
السنوات المبكرة من مرحلة صعوبات التعلم 1963 - الآن |
مجال صعوبات التعلم 1963 |
إسهامات العلماء في كل ميدان وهي على النحو التالي:
1) <!--[endif]-->إسهامات علم الأعصاب ودراساته للعجز اللغوي:
- <!--[endif]-->يعتبر المجال الطبي وخصوصا علم الأعصاب أول من اعتم باضطراب التعلم.
- <!--[endif]-->كان أخصائيو الأعصاب يحاولون تشخيص الحالات التي تكون فيها الإصابات المخية سواء كانت (كدمات – صدمات ...الخ) هي السبب في إحداث صعوبات في القراءة والكتابة والكلام والعمليات الرياضية.
- <!--[endif]-->من أبرز العلماء في هذا المجال ما يلي:-
أ) فرانسيس جال: أشار للعلاقة ما بين الإصابات المخية واضطرابات اللغة (الحبسة) حيث حاول تحديد موقع بعض الوظائف المسؤولة أو الرئيسية في الدماغ مثل: الذاكرة – الشخصية – الكلام – الذكاء.
ب) <!--[endif]-->بييربروكا: يؤمن بروكا أن هناك أجزاء معينة في المخ ترتبط بالعمليات والنماذج السلوكية الخاصة.
* أوضحت دراساته أن الشق الأيسر من الدماغ له وظائف تختلف عن الشق الأيمن من الدماغ.
* أوضح أيضا أن الجانب الأيسر من الفص الأمامي من الدماغ هو المسؤول عن اضطرابات النطق واللغة ، حيث مازال هذا الجزء من الدماغ يعرف باسم (منطقة بروكا) أو (الأفيزيا التعبيرية).
ج) كارل ويرنيك: استطاع تحديد منطقة في الفص الأيسر من الدماغ على أنها المسؤولة عن فهم الألفاظ والأصوات وربطها باللغة المكتوبة وكذلك الكتابة ، وتعرف هذه المنطقة (منطقة ويرنك) أو (الأفيزيا الاستقبالية).
* اكتشف نوع آخر من الأفيزيا وهي (أفيزيا التواصل) وهي الأفيزيا الخاصة باستخدام كلمات وألفاظ جديدة واستخدام كلمات غير نوعية أو متخصصة تنسق سياق الحديث. حيث وضح ويرنك إلى أن هذا النوع من الأفيزيا ينشأ من عطب أو فساد الارتباط بين منطقة بروكا ومنطقة ويرنك.
2) <!--[endif]-->إسهامات علماء نفس الأعصاب (الطب + المقاييس):
أ- صموئيل أورتن:
- <!--[endif]-->يعتبر أول من وضع تفسير عضوي لمشكلات اللغة والرائد الأول في مجال الديسلكسيا واضطرابات اللغة وعدم القدرة على التعلم.
- <!--[endif]-->أشار إلى أن عدم سيطرة أحد شقي الدماغ يؤدي إلى التأتأة وصعوبات القراءة أو الكتابة.
- <!--[endif]-->أوضح بأن أحد شقي الدماغ يعتبر مسيطرا عند الأفراد ، حيث أن الشق الأيسر هو المسيطر عند الأفراد الذين يستخدمون الجانب الأيمن.
فإذا كان أحد شقي الدماغ هو المسيطر فإن الشخص سوف يواجه صعوبة أقل في تعلم القراءة وميل أقل لعكس الحروف والكلمات. أما إذا لم يسيطر أحد شقي الدماغ فإن الطفل يميل إلى التأتأة وعكس الحروف والكلمات وبالتالي صعوبة في تعلم القراءة والكتابة.
توصل أورتن للآتي:
* العمى السحائي: يظهر بسبب تلف اللحاء حيث يسبب عدم إحساس بالؤيا أو الوعي بما يرى برغم سلامة العصب البصري.
* عمى العقل: يرى المريض الشيء ولكن لا يتذكر استخدامه.
* عمى الكلمة: لا يستطيع المريض أن يعرف معنى الكلمة المكتوبة أما المنطوقة وهو ما يسمى (بالأفيزيا الحسية).
3) <!--[endif]-->التربية العلاجية:
أ) <!--[endif]-->العالم إيتارد:
- <!--[endif]-->بدأت التربية العلاجية في فرنسا على يد (إيتارد) الذي حاول تدريب طفل متوحش عثر عليه في غابة (أفرون) 1799. كان عمر الطفل 11 سنة ولكنه يتصرف بطريقة وحشية حيث لم يكن قادرا على استخدام اللغة وكان يمشي كالحيوانات. اعتقد إيتارد أنه من الممكن وعن طريق (التدريب التربوي) أن نتغلب على المشكلات التي يعاني منها هذا الطفل.
- <!--[endif]-->التدريب التربوي من الممكن أن يشتمل : {إثارة الجانب الاجتماعي + إيقاظ الأحاسيس العصبية + زيادة المفاهيم والأفكار من خلال التزويد بمتطلبات واحتياجات جديدة + تطوير الكلام من خلال التقليد وعند الحاجة ...الخ}.
- <!--[endif]-->وقام إيتارد بحل مشكلاته الجسمية. يعتبر عمل إيتارد هذا مثال مبكر (للتربية الحسية).
- <!--[endif]-->التربية الحسية تعني: { يتم اكتساب التربية والمعرفة من خلال الحواس ، وعلى هذا يجب تنمية وتطوير الحواس بهدف تحسين القدرات العقلية}.
- <!--[endif]-->حاول إيتارد على تحسين التمييز السمعي والبصري والذاكرة والتعميم من أجل مساعدة الطفل على الانتباه للمثيرات الأكثر تعقيدا.
- <!--[endif]-->نجح إيتارد مع الطفل نجاحا محدودا ولكنه أثار سؤال هام وخصوصا في ميدان التخلف العقلي وصعوبات التعلم وهو: -
هل يمكن تدريب القدرات العقلية عن طريق تطوير الحواس من خلال التدريب الحسي؟
لا زلنا حتى وقتنا الحاضر نستخدم الكثير من أنشطة التدريب الإدراكية التي استخدمها إيتارد في أنشطة
الاستعداد القرائي (مرحلة التهيئة للقراءة) مع الطلاب العاديين والغير عاديين الذين يعانون من مشاكل تعليمية.
ب) الفرد بينيه:
- يعتبر هذا العالم كما عرفنا ذا شهرة كبيرة في مجال القياس وبالإضافة لذلك في مجال (التربية العلاجية). وعتبر الأب الروحي لحركة الاختبارات العقلية والتربية الخاصة لذوي التخلف العقلي.
- قام ببناء منهج للمتخلفين عقليا حاول فيه تدريب: (جوانب الانتباه + سرعة الاستجابة الحركية + المهارات الحركية + التعبير اللفظي + الذاكرة + التمييز ...الخ).
- أكد على أهمية الطالب ودوره الفعال في عملية التعلم ونادى بما يسمى ( بطريقة الاستكتشاف) في تدريس الطلاب الغير عاديين (استكشاف قدراتهم من خلال الخبرات).
استمر التركيز على ما يسمى بالتربية العلاجية ودورها الفعال في علاج وتنمية قدرات الأطفال وخصوصا الغير عاديين حيث تم تطوير سلسلة من الإجراءات الخاصة بالتربية العلاجية في الولايات المتحدة الأمريكية لأنواع مختلفة من مشكلات التعلم بما فيها صعوبات التعلم ومن الممكن أن نصنف هذه الإجراءات إلى ما يلي:
أ) <!--[endif]-->تربية علاجية لاضطرابات الإدراك – الحركي.
ب) <!--[endif]-->تربية علاجية لصعوبات القراءة.
ج) <!--[endif]-->تربية علاجية للأطفال المضطربين لغويا.