لعل ذنبك هو سبب مرضك الذي لم تجد له علاجا منذ سنوات فهذا سر من أسرار أسباب الأمراض الذي لم يدرسه الأطباء في الجامعات لأن الطب الغربي لا يعرف الله عزوجل ،ولا يعرف أن الله عزوجل يقول في كتابه :
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ [الشورى : 30]
من أسباب انتشار الأمراض المستعصية كثرة الذنوب جميعها دون استثناء فتجد الواحد يرتكب جميع الكبائر :الربا،شربالخمر،عقوق الوالدين،الظلم بجميع أنواعه فتجد جسده يحمل خمسة أمراض لا يجد لها حلا عند الأطباء ،وينسى المسكين أن العلاج بيده ألا وهو التوبة من جميع الذنوب بدون استثناء
هذه قصة حصلت في عيادتي منذ 15سنة
مرة جاءتني مريضة لجلسة نفسية بسبب الوسواس القهري الذي تعاني منه منذ سنوات وتشرب جرعات خيالية من الأدوية .......وبعد انتهاء الجلسة شعرت بسر في حياتها هو سبب المرض
فقلت لها إن كان عندك ذنب فعودي الى البيت وحاسبي نفسك وتوبي الى الله
سيرفع عنك الله هذا البلاء بإذن الله
وبعد مرور أسبوع على الجلسة عادت إلى العيادة لنكمل الجلسة الثانية فقالت لي أقول لك الحقيقة نعم عندي ذنب عظيم :إنني سرقت مجوهرات لأمراة في عرس أحد أقاربي والآن أريد أن أتوب لكنني لا أعرف أين أجد هذه المرأة لاعيد لها مجوهراتها.
فهذه المرأة سارقة لها عقوبة شرعية ينبغي ان تقام عليها فلما غابت هذه العقوبة نزلت العقوبة القدرية
تأمل ماذا قال ابن القيم :
وعقوبات الذنوب نوعان : شرعية ، وقدرية ، فإذا أقيمت الشرعية رفعت العقوبة القدرية وخففتها ، ولا يكاد الرب تعالى يجمع على العبد بين العقوبتين إلا إذا لم يف أحدهما برفع موجب الذنب ، ولم يكف في زوال دائه ، وإذا عطلت العقوبات الشرعية استحالت قدرية ، وربما كانت أشد من الشرعية ، وربما كانت دونها ، ولكنها تعم ، والشرعية تخص ، فإن الرب تبارك وتعالى لا يعاقب شرعا إلا من باشر الجناية أو تسبب إليها .
وأما العقوبة القدرية فإنها تقع عامة وخاصة ، فإن المعصية إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها ، وإذا أعلنت ضرت الخاصة والعامة ، وإذا رأى الناس المنكر فتركوا إنكاره أوشك أن يعمهم الله بعقابه .
وستكون سلسلة حول عقوبات المعاصي في الدنيا قبل الآخرة
لما غابت هذه الآية عن الأطباء،بل ينكرون هذا السبب في الأمراض ضلوا ،وأضلوا مرضاهم فتعسر الوصول إلى الشفاء فأصبح المرضى ينتقلون من طبيب إلى عشرة أطباء ،ويسافرون ،ويذهبون إلى الرقاة والمشعوذين
نحن في عصر التيه عن الحق
لذلك كانت سلسلة :اسرار وكنوز سورة العصر فهي المنهاج الغائب عن المجتمع لعلنا نعود.
الدكتورة :ف
طبيبة وباحثة
لكن هنا المفسر إقتصر على المصائب الدنيوية ،وهناك مصائب أعظم من هذه وهي المصيبة في الدين
وهذا ما تناوله الشيخ العثيمين في تفسير هذه الآية
قال الشيخ العثيمين في تفسير هذه الآية :
وقوله: ﴿مِنْ مُصِيبَةٍ﴾ قال: (بلية وشدة)، ويشمل المصائب الدينية والمصائب الدنيوية، وأيهما أعظم؟ المصائب الدينية؛ فإنها أعظم من المصائب الدنيوية، فإذا قدر أن أحدًا أصيب بانتكاسة والعياذ بالله فهو أشد من أن يهلك أهله وماله؛ فإن المصائب الدينية أعظم بكثير من المصائب الدنيوية؛ إذ إن المصائب الدنيوية تزول وتُنسَى، كما قال بعضهم: إما أن تصبر صبر الكرام وإما أن تسلوا سلو البهائم؛ لا بد أن تزول، المصائب الدينية والعياذ بالله خسارة في الدنيا والآخرة.
فإن قال قائل: ما هو الدليل على أن الإعراض من المصائب؟ فالدليل قول الله تبارك وتعالى: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ﴾ [المائدة ٤٩]،
فتأمل أن الذنوب صارت سببًا لإعراضهم، والإعراض مصيبة عظيمة. المهم أن قوله: ﴿مِنْ مُصِيبَةٍ﴾ يشمل مصائب الدنيا؛ كتلف المال، وموت الأحبة، والخوف والفقر وما أشبه ذلك، مصائب الدين كالمعاصي والبدع، وكراهة الحق، وكراهة أهل الحق وما أشبه هذا كله
﴿فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾، والمراد: بما كسبتم؛ لأنه قد يكون الكسب باليد، ويكون الكسب بالرجل، ويكون الكسب بالعين، ويكون الكسب بالشم، ويكون الكسب باللسان، لكن عبَّر بالأيدي عن الكل؛ لأن أكثر ما تزاوَل الأعمال باليد
انتهى كلام الشيخ العثيمين
تأملوا وتدبروا ما قاله الشيخ العثيمين:أن كراهة الحق وكراهة أهل الحق تعد من المصائب
فكم من إطارات جامعية من أطباء ،وأساتذة و....و..... يكرهون من يلتزم بالدين ويعمل به في حياته اليومية والمهنية ،فهذا مسكين مصاب بمصيبة وهو لا يدري ....
ستكون سلسلة خاصة حول ٱثار المعاصي من القرٱن والسنة على حياة الإنسان :الصحية،الاجتماعية ،الإقتصادية ،وعلى الأمم عبر التاريخ .
حتى نستطيع أن نفهم ما يحصل لنا ،وما يجري حولنا من الأحداث
هذه قصة واقعية ٱية من ٱيات الله في الكون كيف يعاقب كل من عصاه وظلم وتجبر ،وأعرف قصص كثيرة في حياتي منها ما حصل لي شخصيا.
وهذه القصص ليعتبر بها الناس لعلها تذكرهم بذنوبهم فيتوبوا إلى الله توبة نصوحا
ويقول ابن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير :
إن من المصائب التي تصيب الناس في الدنيا ما سلَّطه الله عليهم؛ جزاءً على سوء أعمالهم، وإذا كان ذلك ثابتًا بالنسبة لأناس معيَّنين، كان فيه نذارة وتحذير لغيرهم ممن يفعل من جنس أفعالهم أن تحل بهم مصائب في الدنيا جزاء على أعمالهم؛ زيادة في التنكيل بهم، إلا أن هذا الجزاء لا يطَّرد، فقد يُجازي الله قومًا على أعمالهم جزاءً في الدنيا مع جزاء الآخرة، وقد يترك قومًا إلى جزاء الآخرة
ساحة النقاش