*المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد بالاسكندرية

** المعمل المركزى لبحوث الثروة السمكية ـ مركز البحوث الزراعية

المقدمة

تعد بحيرة السد العالى ( ناصر ) إحدى البحيرات الصناعية الكبرى فى العالم وهى ثانى بحيرة صناعية فى القارة الافريقية ،تقع جنوب مدينة أسوان جنوب جمهورية مصر العربية ، تقدر مساحتها بحوالى 5250 كم2 يقدر طولها بحوالى 500 كم منها حواى 350 كم داخل الحدود المصرية فى مساحة تقدر بحوالى 1.25 مليون فدان ، يصل أقصى عمق للبحيرة حوالى 130 مترا ، ومتوسط العمق 25 مترا ومتوسط العرض حوالى 18 كم وذلك عند منسوب 180 مترا فوق سطح البحر فى حين تقدر المساحة  داخل الحدود السودانية بحوالى 150 كم ، يطلق عليها اسم بحيرة النوبة وتتميز البحيرة بحكم تواجدها فى منطقة صحراوية ( شبه جرداء ) عن غيرها من البحيرات الصناعية الأخرى بعدم وجود الغابات التى تعيق عمليات الصيد والملاحة فضلاً عما تتميز به من ظروف جغرافية وبيئية وبيولوجية مناسبة لنمو وتكاثر الاسماك ، علاوة على وجود الخيران التى تنتشر على ضفتى البحيرة والتى يبلغ عددها حوالى 85 خوراً منها 48 على الشاطىء الشرقى و37 على الشاطىء الغربى وهى تزيد فى مساحتها عن المساحة السطحية للبحيرة وتعد الخيرات هامة جدا فى تنمية الثروة السمكية نظراً لهدوء مياهها وقلة التيارات المائية بها الامر الذى يجعلها بيئية مناسبة لتكاثر ونمو الهائمات النباتية والحيوانية واستغلالها كمرابى سمكية طبيعية .

المشكله البحثية

 على الرغم من أن مساحة بحيرة ناصر تفوق مساحة جميع البحيرات الطبيعية الموجودة فى مصر إلا أن إنتاجها السمكى لا يمثل سوى 1.3 % من الانتاج السمكى المصرى حيث بلغ حوالى 18.7 ألف طن اجمالى الانتاج السمكى المصرى والمقدر بحوالى 1.45 مليون طن وفقا لتقديرات عام 2013 . بالإضافة الى تعرض البحيرة للعديد من العواب الطبيعية التى أثرت على إنتاج بعض الأصناف مما ادى الى تدهور الصيد الجائر واستخدام حرف الصيد غير القانونية وعدم تعويض البحيرة بالزريعة اللازمة لتنميتها الأمر الذى ترتب عليه عدم تناسب حجم المصيد الحالى مع الإمكانيات الهائلة للبحيرة والتى تتمثل فى المساحة المائية والقاعدة الغذائية بجانب الإمكانات الإدارية والفنية والبحثية التى تتميز بها البحيرة .

الهدف من البحث

أستهدف هذا البحث إلقاء الضوء على الوضع الراهن لمصايد بحيرة ناصر خلال الفترة من ( 1995 ـ 2013 ) وذلك من خلال :

1 ـ التعرف على الخصائص الطبيعية لمصايد بحيرة ناصر ومواردها السمكية .

2 ـ دراسة تطور المصيد السمكى والأهمية النسبية للاصناف السمكية بمصايد البحيرة .

3 ـ التعرف على طرق تسويق المصيد السمكى للبحيرة .

4 ـ دراسة الخصائص الاقتصادية والاجتماعية لمجتمع الصيادين فى البحيرة خلال فترة الدراسة .

5 ـ التعرف على المشاكل والمعوقات التى تواجه تنمية مصايد بحيرة ناصر .

6 ـ دراسة محاور تنمية مصايد بحيرة ناصر ( التوصيات ) .

الطريقة البيحثية ومصادر البيانات

اعتمد البحث فى تحقيق أهدافه على كل من طرق التحليل الأحصائى الوصفى والأستنباطى التى تخدم أغراض البحث ، فقد تم استخدام نماذج الاتجاه العام وأسلوب تحليل التباين وتقدير العلاقات الانحدارية البسيطة والمتعددة الخطية واللوغارتمية ، وقد اعتمد البحث على البيانات المنشورة فى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء ، وبيانات وزارة الزراعة والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية ، بالإضافة الى بيانات الهيئة العامة لتنمية بحيرة السد العالى ، ومركز المعلومات بمحافظة أسوان ، وكذلك البيانات الأولية والزيارات الميدانية والمقابلات الشخصية للصيادين وأصحاب لنشات النقل والمشرفين على موانى الصيد فى البحيرة وذلك لاستيفاء البيانات الخاصة بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية لمجتمع الصيادين .

الخصائص الاجتماعية والاقتصادية لمجتمع الصيادين فى بحيرة ناصر :

لاشك أن مجال الدراسات الاقتصادية والاجتماعية لمصايد بحيرة ناصر من المجالات التى لم تحظى بنصيب وافر من قبل الباحثين والمهتمين بشئون القطاع السمكى فى مصر ، وهذا يرجع إلى عدم توافر البيانات والاحصاءات الدقيقة التى يمكن الاعتماد عليها فى إجراء دراسات وافيه يمكن الاعتماد عليها فى وضع الخطط وبرامج التنمية للتغلب على المحددات التى تواجه عملية التنمية المستدامة لمصايد البحيرة ، وذلك نظرا لتعدد جهات الإشراف و الادارة وتضارب البيانات الاحصائية ووجود فروق كبيرة بين البيانات الصادرة من كل جهة ، وتعدد المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية لمجتمع الصيادين بمصايد بحيرة ناصر مفتاح الادارة البيولوجية لمصايد البحيرة ، حيث أوضحت الدراسة الميدانية لمصايد البحيرة الخصائص الاقتصادية والاجتماعية للمبحوثين وفقا لنماذج الاستبيان .

الخصائص الاجتماعية

عمر الصياد : لاشك ان التعرف على أعمار الصيادين يرتبط بمدى نشاطهم وحيويتهم ومدى قدرتهم على اكتساب المهارات والمعارف فى مجال الصيد ، وبدراسة التركيب العمرى للمبحوثين بمصايد بحيرة ناصر ان اعمار الصيادين تتراوح ما بين 20ـ 60 سنه وان عمالة الصيد مابين 30ـ60 سنة تمثل حوالى 75.2 % من اجمالى اعداد الصيادين وهى من المراحل العمرية التى تتميز بالحيوية والنشاط ، والقدرة على العطاء واكتساب المهارات المهنية وهذا له مردور إيجابى على التنمية وزيادة المصيد السمكى بمصايد البحيرة ، فى حين بلغت نسبة الصيادين الذين تتراوح اعمارهم من 20 ـ 30 سنه حوالى 18.5 % وهذا دليل على أن مهنة الصيد لاتجذب اجيال جديدة نظرا لتدنى دخول الصيادين وظروف العمل القاسية .

الحالة التعليمية : بدراسة الحالة التعليمية للمبحوثين تبين ان نسبة الامية بين عمالة الصيد تمثل حوالى 73.2 % وهى نسبة مرتفعة تدل على عدم الاستعداد لتلقى المعارف والأساليب الحديثة فى مجال الصيد ، وهذا يمثل اكبر عقبه فى مجال الارشاد السمكى والتوعية بقرارات وقوانين الصيد ، حيث ان ارتفاع مستوى التعليم عند الفرد يزيد من احتمال تقبله لتطبيق المعارف والاساليب الحديثة فى مجال العمل .

الحالة الاجتماعية : تبين من نتائج الاستبيان ان نسبة المتزوجين ويعولون فى مجتمع الصيادين فى بحيرة ناصر مرتفة حيث تبلغ حوالى 85.6% فى حين بلغت نسبة غير المتزوجين (الاعزب ) حوالى 14.4% هذا يؤكد ان مجتمع الصيادين يعانى من الامي وانتشار ظاهرة الزواج المبكر والرغبة فى تكوين اسر .

كما اوضحت النتائج ان حوالى 54% من مفردات عينه الدراسة كانت من النوع المركب ( بمعنى وجود اكثر من اسرة فى المنزل ) وهذا ما كان سائدا فى الماضى ، وان حوالى 46% من المبحوثين اسر مستقله من النوع البسيط مما يدل على زيادة اتجاه الصيادين الشباب نحو تكوين اسر مستقله ، فى حين تبين ان حجم الأسرة للصيادين تتراوح ما بين (2ـ14 فرد ) بمتوسط 6 أفراد لكل اسرة ، ويمثل ذلك نحو 83.5& من المبحوثين وهذا بدورة يعكس مدى معاناه هذه المجتمعات .

وبالنسبة للحالة المعيشية فقد تبين من نتائج الاستبيان ان حوالى 54% من المبحوثين يعيشون فى منازل مكونه من حجرتين وصاله حثى ثلاث حجرات وبالتالى فإن معدل الازدحام (شخص / حجرة ) بالمنزل بلغ حوالى 2.5 وان نسبه 64% من المبحوثين يعيشون وفقا لهذا المعدل ، وفيما يختص بمعدل الخصوبة ( طفل /زوجه) فقد باغ حوالى 4 افراد وهو معدل يفوق المعدل القومى ، وان نسبة 79% من اجمالى مفردات عينه الدراسة تقع عند هذا المعدل ، وهذا مؤشر لانتشار الامية وانخفاض مستوى المعيشة فى مجتمع الصيادين .

الحالة الصحية : بدراسة الحالة الصحية فقد تبين نتائج الاستبيان ان حوالى 68% من المبحوثين لايعانون من امراض ان حالتهم الصحية جيده وان حوالى 32% من المبحو ثين يعانون من امراض كالامراض الجلدية والصدرية والتهاب العظام والروماتيزم وهذا دليل على عدم وجود تلوث بيئي بمصايد البحيرة ، وان هذه الامراض ناتجة من التعرض لاشعة الشمس صيفا والبرد القارص فى الشتاء .

إعداد ومراجعة/ آية سيد ممدوح

 

 

المصدر: المجلة المصرية للاستزراع المائى المجلد 5 العدد (3) صابر مصطفى محمد / محمود خليفة احمد / ابراهيم عوض الكريونى / ثروت اسماعيل على داود

ساحة النقاش

الادارة العامة للتطوير والارشاد

developguid
هى إحدى الادارات التابعة للهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية للمشاركة يرجى الاتصال على : 22620118 (147,208) mail: [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

481,258