أمراض وصحة أسماك المفرخات
يعتبر الإستزراع السمكى أحد دعائم الاقتصاد القومي في الكثير من دول العالم وهو شريك فاعل في حل ازمة نقص البروتين الحيواني في الوطن العربي وخاصة بعد الازمات المتلاحقة لقطاع الدواجن والإنتاج الحيوانى من اللحوم البيضاء والحمراء الآمنة و الذى يمكن بإستخدام الأساليب العلمية فيه من التحكم فى انتاجيـــته وتوفير الأسماك على مدار العام فى صورة مناسبة و صالحة للإستهلاك الآدمى، إلى جانب توفير مئات الملايين من زريعة الأسماك التى تلقى فى المجارى المائية الطبيعية بهدف زيادة الأنتاج السمكى من هذه المصادر الطبيعة إلى جانب تعويض المخزون السمكى الناتج عن الصيد الجائر ، إلا أن مشاريع الانتاج السمكى سوء للأسماك أو القشريات غالباً ما يقابلها العديد من الصعوبات و التى تتمثل فى ارتفاع معدلات التلوث بوجه عام و التلوث المائى بوجه خاص، بالإضافة إلى استخدام بعض الطرق و الأساليب التى لا تتفق مع الوسائل العلمية الحديثة لتحقيق أعلى قدر من الاستفادة فى هذا المجال.
وقد لعب البحث العلمى دوره الهام و الحيوى فى هذا المجال بهدف تقييم و تحديد الأساليب التى يجب إستخدامها فى مجال الأنتاج السمكى ، إلى جانب الطرق و الأساليب العلمية التى ينبغى إتخاذها لإنتاج منتج حيوانى صحى و آمن للإستهلاك الآدمى وقد استهدفت الأبحاث العلمية إستخدام التقنيات الحديثة فيما يلى :
- تقييم جودة المياه المستخدمة فى الإستزراع السمكى بهدف السيطرةعلي العوائل الوسيطة والتحكم فيها لتقليل معدلات الاصابة الطفيلية.
- تقييم الطرق العلمية المختلفة و الآمنة لإنتاج الأسماك الجيدة والمرغوبة للمستهلك.
- الدراسة الوافية والعلمية المتقدمة لدراسة المسببات المرضية فى البيئة المائية ووسائل تشخيصها و الأمراض المختلفة فى الأسماك بهدف تحديد الوسائل العلمية المناسبة لمنع ظهور هذه الأمراض وإنتاج أسماك آمنة صالحة للإستهلاك الآدمى.
- إستخدام الطرق الحديثة للمقاومة البيولوجية للأمراض الشائعة فى الأسماك.
- العمل على انتاج لقاحات لبعض الامراض الطفيلية.
و يرجع أهمية دراسة وفهم أمراض الأسماك إلى تأثيرها المباشر على الإنتاج السمكى والمتمثل فى الفقد الكامل لإنتاجية المزارع السمكية خاصة من الأمراض الطفيلية التى تتميز بنفوق جماعى للأسماك قد يصل إلى 80% من أسماك القطيع نتيجة العدوي الثانوية البكتيرية والفطرية أو أمراض التسمم البيئى والتلوث فى الأسماك التى تؤدى إلى نفس المردود الإقتصادى والخسارة الفادحة لمشاريع الإنتاج السمكى ، بالإضافة إلى التأثير على الصحة العامة و المخاطر المرضية التى يمكن أن تنتقل للإنسان سواء عن طريق التعامل الخارجى مع الأسماك المصابة أو عن طريق تناول هذه الأسماك المصابة بدون طهى كامل أو تمليح جيد.
ولعل أهم النقاط التى يمكن من خلالها التعرف على اهم الامراض الطفيلية فى الأسماك بالمزارع السمكية وطرق التعرف عليها لإمكانية الحد منها والقضاء عليها ما يلى:
ا
تعتبرالبيئة المائية هي الوسط الذى تعيش و تتكاثر و تنمو فيه الأسماك و يحتوى هذا الوسط المائى على العديد من الطفيليات والعوائل الوسيطة الضارية للأسماك و التى تختلف و تتباين فى أنواعها بإختلاف نوعية الوسط المائى نفسه و ما يشتمل عليه من عوامل فيزيائية وكيميائية وبيولوجية.
وتحتوى البيئة المائية على العديد من العوامل المثبطة والمجهدة لمقاومة الأسماك الطبيعية غالباً ما يكون المسبب لتواجدها العنصر البشرى من خلال الرعاية الغير ملائمة لأسماك المزارع السمكية الموجودة تحت الأسر والمعرضة لمياه الصرف الزراعي أو الصناعى أو الصحى ، الأمر الذى ينتهى غالباً بظهور الأمراض فى الأسماك خاصة الطفيلية منها .
وتتنوع الأمراض الطفيلية بين أسماك المزارع السمكية تبعاً لدرجة الحرارة ونوعية البيئة المائية وجغرافية المكان.
فمثلاً نجد أن الأمراض الطفيلية غالباً ما تأخذ المركز الأول والنسبة الكبيرة فى الحدوث نظراً لتوافر درجات حرارة المياه المناسبة (20 درجة فأكثر) مع زيادة تركيز المادة العضوية بهذه المياه ، وعليه فسوف نتناول سلسلة من التقارير العلمية في هذا الشأن شاركونا بالقراءة في الأجزاء الأخرى لهذه المحاضرة ..... للتعرف على اهم واخطر الأمراض التي تصيب اسماك المزارع السمكية وكيفية علاجها .
اعد التقرير
ولاء عبد الحي
مادة علمية
ا.د احمد اسماعيل نور الدين
أستاذ أمراض الأسماك و رعايتها
الشعبة البيطرية - بحوث الاحياء المائية
مراجعة
الإدارة العامة للتطوير والإرشاد
ساحة النقاش