الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية
الإدارة العامة للتطوير والإرشاد
من هو الباحث؟
الباحث هو ذلك الشخص الذى يبحث عن الحقيقة فى موضوع معين أو قضية معينة فى مصادرها المختلفة ويتقصى تلك الحقيقة وينشرها على الناس للإستفادة منها فى مناحى الحياة المختلفة.
ولكى ينجح الباحث فى عمله يجب أن تتوفر لديه مقومات شخصية معينة تتمثل فى قدرات أولية ومهارات مكتسبة، أما القدرات الأولية فهى الاستعداد الشخصى والقدرة على البحث، وأما المهارات المكتسبة فهى التمسك بأخلاق الباحثين وإتباع الأساتذة الموجهين، وفيما يلى أهم السمات الشخصية التى يجب توفرها لدى الباحث.
السمات الشخصية للباحث:
<!--أن يكون الباحث محباً للحرية، معتزاً بأرائه، محترماً لأراء الأخرين.
<!--أن يتمتع الباحث بملكة التخيل، حتى يستطيع أن يتصور الأمور قبل تشكيلها، وينطلق من خلال تصوراته الخيالية إلى واقع الحقيقة فيحسدها فى عمل علمى منظم، فالبحث المنهجى عمل تركيبى لا يستغنى فيه عن الخيال.
<!--أن يكون الباحث ميالاً إلى التأمل والتحليل، دقيق الملاحظة، مهتماً بالتفاصيل والجزئيات.
<!--أن يكون صبوراً، فطريق البحث طويلة وشاقة وأن يكون دؤباً لا يمل من العزلة، ولا يضيق ذرعاً بحوار نفسه.
<!--أن يكون لديه الرغبة فى البحث، فإذا فرض عليه البحث فرضاً ضاق به ذرعاً وكان كالمضطهد، ويصعب فى هذه الحالة أن ينجح الباحث فى بحثه، ويرتبط بالرغبة الدافع للبحث فإذا لم يكن لدى الباحث دافع قوى للبحث لن يستطيع إتمام بحثه على الوجه الأكمل حتى لو كان باحثاً ممتاز بطبيعته، والدافع للبحث قد يكون دافعاً معنوياً (ترقية مثلاً) أو مادياً (بحث بمقابل) أو أخلاقياً (معالجة مشكلة اجتماعية) أو وطنياً (المشاركة فى قضية وطنية).
<!--حب القراءة والاطلاع على ما قيل وما يقال وكتب ويكتب وصدر ويصدر، والارتياح للإقامة فى دور الكتب مراجعاً هذا الكتاب ومتصفحاً ذلك، ومقتبساً ملاحظة من ذلك ، يضاف إلى ذلك أن يكون لديه الدراية بمصادر المعلومات والفهارس المكتبية وكيفية قراءاتها والتعرف على المراجع وكيفية الوصول إليها.
<!--القدرة على الكتابة: تعتبر الكتابة مشكلة المشاكل بالنسبة لكثير من الباحثين، حتى العلماء منهم، فالعلم شئ والقدرة على الكتابة شئ آخر، وكثيراً ما نقرأ لعماء كتباً غير مفهومة ليس بسب العلم ذاته وإنما لفشل الكاتب فى الكتابة بطريقة سلسلة ومرتبة ومنظمة ومنمقة ومترابطة وواضحة، إن الكاتب الناجح هو الذى يكتب ليقرأ الآخرون (من مستوى معين موجه إليه الكتاب أو البحث)، ويرتبط بالقدرة على الكتابة القدرة على التلخيص لما يقرأه والصياغة لما يكتبه.
<!--إجادة قواعد اللغة، ذلك لأن التمكن من اللغة يسهل عملية القراءة على الباحث (باللغتين العربية أو الأجنبية) كما أنه يساعده على الكتابة بشكل سليم ومقبول. وإذا أحس الباحث أنه ليس متمكناً من اللغة التى سوف يكتب بها بحثه فليس أقل من أن يسعى – بعد الإنتهاء من الكتابة – إلى من يثق فى إجادته لتلك اللغة، لكى يراجع البحث من الناحية اللغوية، ويصحح ما به من أخطاء لغوية.
<!--لا يكفى أن يكون الباحث متخصصاً – بقدر أو بآخر من التخصص – فى نفس المجال الذى يكتب فيه بحثه، بل يجب أن يتوفر لديه قدر كاف من الثقافة العامة فى المجالات المختلفة وإدراك ذاتى لنطاق تخصصه ومدى إشتراكه أو تداخله مع التخصصات الأخرى القريبة منه، فالباحث لن يستطيع الاستغناء عن بعض المعلومات الهامة فى المجالات العلمية الأخرى.
<!--أن يكون لدى الباحث الاستعداد للمناقشة والنقد مع غيره من الزملاء والأساتذة والخبراء وغيرهم فى الموضوعات المرتبطة ببحثه وأن يتقبل النقد دون تزمت كى يستفيد من كل الأراء فى تصحيح مسار بحثه إذا تطلب الأمر ذلك. فالمناقشة والنقد مصدران من مصادر الحصول على المعلومات مثلهما فى ذلك مثل الكتب والمراجع المختلفة فكيف يفقد الباحث مصدراً ممكناً من مصادر المعلومات.
<!--أن يكون لدى الباحث القدرة على التعامل مع الغير، فالباحث سيضطر للتعامل مع الآخرين فى بحثه، سواء فى المكتبة أو المعمل أو الجهات التى يجرى فيها دراساته الميدانية وغيرها. وإذا كان الباحث صاحب مصلحة فى إنهاء بحثه فإنه يجب أن تتوافر فيه القدرة على تكوين علاقات عامة جيدة مع الأطراف التى تهمه فى إجراء البحث والقدرة على التعامل معها بما يحقق مصلحته فى النهاية، وأبسط مؤشر للتدليل على ذلك ما يواجهه الباحثون من صعوبات فى جمع البيانات حتى بإتباع الإجراءات الرسمية المعتادة والمؤيدة للحصول على البيانات المطلوبة لصعوبات فى الإقناع وفى التعامل مع الغير وفى طريقة الحديث معهم والالتقاء بهم.
مقومات البحث العلمى السليم:
يكون البحث العلمى سليماً – كحد أدنى – إذا توافرت فيه (أولاً) الموضوعية والترتيب المنطقى والتناسب والوحدة، (وثانياً) الأمانة العلمية، (وثالثاً) الشكل واللغة والقواعد.
وفيما يلى تفصيل لهذا الإجمال:
أولاً: بالنسبة للموضوعية والترتيب المنطقى والتناسب والوحدة
يجب أ ن يتصف البحث بالموضوعية والترتيب المنطقى والتناسب والوحدة على الوجه التالى:
<!--أن يكون عنوان البحث معبراً بدقة عما يتم مناقشته فى البحث بدقة، فكثيراً ما يكون عنوان البحث مضلالاً للقضايا المطروح للبحث
<!--أن يكون هدف البحث محدداً وواضحاً بحيث يمكن تتبع البحث إلى نهايته.
<!--أن تكون النتائج التى توصل إليها الباحث مرتبطة تمام الارتباط بالدلائل التى قدمت دون تحيز ، ودون ترك معلومات مهمة ودون أخذ نصف الحقائق وترك النصف الآخر وهو ما يتطلب السيطرة ابتداء على كل ما كتب عن الموضوع.
<!--أن يراعى الترتيب المنطقى فى الأبواب والفصول والفقرات والجمل، بمعنى أن يكون النقل ممهداً بشكل منطقى – وليس مجرد استخدام كلمات ربط عارضة – من باب إلى باب ومن فصل إلى فصل ومن مبحث إلى مبحث ومن فكرة إلى فكرة ومن جملة إلى جملة. ويتطلب ذلك عدم حشو الفصول أوالفقرات بكلام لا لزوم له. إن الترتيب يجب أن يحكمه التصاعد الدرامى للأفكار ابتداء من "فرضيات" البحث حتى الوصول إلى النتائج.
<!--أن يكون هناك تناسب فى حجم الأبواب والفصول والمباحث بحيث لا يكون هناك باب أكبر كثيراً من باب آخر أو فصل أكبر كثيراً من فصل آخر، لأن معنى ذلك أن الباب الكبير أو الفصل الكبير أو حتى المبحث الكبير يحوى أفكاراً يمكن تجزئتها. فالمعتاد أن تكون الأبواب أو الفصول الأولى كبيرة حيث يجمع الباحث بيانات أكثر من اللازم عندما يكون متحمساً، فى حين يجمع بيانات أقل من اللازم فى نهاية البحث أو نهاية الفصل، بالرغم من ضرورة إعطاء اهتمام ملائم لكل جزء من البحث.
<!--أن يكون البحث فى مجموعه وحدة واحدة وليس مجرد بحثين أو أكثر من موضوعين مع بعضهما. إن البحث الذى يتضف بالوحدة هو البحث الذى يحكمه التصاعد الدرامى للأفكار ابتداء من "فرضيات" البحث حتى الوصول إلى النتائج.
ثانيا: بالنسبة للأمانة العلمية
يجب أن يتصف البحث العلمى بالأمانة العلمية وذلك بتجنب ما يعتبر سرقة علمية بأشكالها التالية:
<!--ذكر أفكار الغير دون الاعتراف بحق الشخص صاحب هذه الأفكار، بمعنى ضرورة الإشارة إلى صاحب أى فكرة أو أى رأى فى متن البحث فأخذ أفكار الغير دون الإشارة إليها سرقة علمية علنية.
<!--ذكر أسلوب الغير فى متن البحث عل أنه أسلوب الباحث نفسه دون الإشارة لهذا الغير ، لأن ذلك سرقة علمية علنية.
<!--ذكر أسلوب الغير بالنص الحرفى دون الإشارة إلى أن هذا النقل نقل حرفى: فهناك فرق بين نقل النصوص حرفياً وبين إعادة صياغة الأفكار، وأى خلط بينهما يوقع صاحبهما فى اتهام سرقة علنية، وعلى هذا يجب الالتزام بالتفرقة الدقيقة بين النقل الحرفى وبين إعادة صياغة أفكار الغير بأسلوب الباحث نفسه.
<!--إن التوثيق الذى لا يوضح اسم المؤلف واسم الكاتب ومكان النشر واسم الناشر وسنة النشر ورقم الصفحة توثيق مضلل.
<!--إن بتر النصوص أو الأفكار أو التحيز – سواء بقصد أو بدون قصد – عند النقل الحرفى أو عند نقل الأفكار ليس من الأمانة العلمية، فالذى يقول "ويل للمصلين" على إنها منقولة بالنص من القرآن شخص غير آمين (وأثم) لأنه بتر الآية، أى أنه لم يستكملها كلها، وتظهر أهمية الأمانة العلمية أيضاً عند فصل الفكرة من مجال ذكرها وأخذها بشكل مطلق دون ذكر الظروف والملابسات أو التحفظات التى وردت معها.
<!--ليس من لأمانة العلمية الاعتماد على مجموعة معينة من المؤلفي الذين لديهم ميول أو توجهات فكرية خاصة، أو مؤلفي مشهورين بعدم دقتهم وأمانتهم العلمية وكتاباتهم التى تتصف بالدعائية (والبروبوجندا)، إن ذلك معناه التحيز بالرغم من أنه يأخذ شكل الدراسة الموضوعية.
<!--عدم الاعتماد على مراجع قديمة أو مقالات تحت ظروف الحرب أو الاعتماد على تصريحات حزبية أو مقالات فى الجرائد مكتوبة (للاستهلاك المحلى) يضعف من الأمانة العلمية للبحث.
<!--ليس من الأمانة العلمية ذكر مرجع فى قائمة المراجع لم يتم الاستعانة به فى البحث حيث يجب أن تحوى قائمة المراجع تلك التى تم استخدامها فقط فى البحث، لآن وضع تلك المراجع التى لم تستخدم فى البحث فى قائمة المراجع فيه تضليل للقارئ، وذلك ليس من الأمانة العلمية.
ثالثاً: بالنسبة للشكل واللغة والقواعد
يجب أن يتصف البحث بمتطلبات الشكل واللغة والقواعد على الوجه الآتى:
<!--يجب أن يكون الشكل العام للصفحات نمطى من حيث المسافات أعلى وأسفل ويمين وشمال الصفحة الواحدة، ومن حيث شكل عنوان صفحة البحث وأولى صفحات الفصول، وطريقة ادخال النصوص الحرفية، وطريقة الإشارة فى الهامش وترقيم الجداول والأشكال وترتيب الصفحات ... الخ.
<!--يجب مراعاة الدقة فى اختيار الألفاظ بحيث تعبر عن المعنى المقصود فقط دون تهويل.
<!--يجب توافر الاتساق فى التراكيب اللغوية سواء فى متن البحث أو فى عناوين الأواب والفصول والمباحث والعناوين الجانبية.
<!--يجب عدم استخدام الضمائر الشخصية للباحث مثل (أنا ونحن) لأن ذلك يجعل البحث وجهة نظر شخصية خاصة فقط.
<!--يجب مراعاة عدم وجود أخطاء لغوية، أخطاء فى اللغة والقواعد والتراكيب اللغوية ، وليس هناك عذر فى إلقاء اللوم على من كتب البحث على الحاسب الآلى، إن المسئولية هنا هى مسئولية صاحب البحث.
ساحة النقاش