<!--[endif]-->

الاستعداد القلبي والنفسي

لخطبة الجمعة  

<!--[if !mso]-->

<!--  

 

 

 

 

في جلسة أخوية إيمانية جميلة تظللها روح الحب في الله والشعور بالمسؤلية دار حوار شيق مفيد حول خطبة الجمعة وموضوعاتها وكان الحاضرون جميعهم خطباء منهم المبتدئ ومنهم المجرب فأحببت أن أنقل إلى إخواني الخطباء ثمرة هذه الجلسة  لعلها تصل الى من ينتفع بها ورب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه وليس بفقيه ولعل الله أن يجعلها في ميزان حسنات كل من شارك فيها

<!--عند عزمك أخي الخطيب على إعداد الخطبة فعليك أن تتهيأ قلبيًا لاختيار الموضوع لأن التوفيق في الخطبة سيبدأ من الاختيار الصحيح للموضوع .

<!--وحتى تتهيأ قلبيا للخطبة يوصيك إخوانك الخطباء بالآتي:

اللجوء إلى الله تعالى في اختيار الموضوع حتى لا يكلك إلى نفسك في الاختيار فالتوفيق أن يتولاك الله تعالى،  والخذلان أن يكلك إلى نفسك أي يتركك تواجه طبيعتك البشرية بما فيها من عيوب بلا توفيق ولاتسديد قال تعالى على لسان امرأة العزيز (إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيم}[يوسف:53]

<!--)وقال (وخلق الانسان عجولا ) وقال عن الانسان (  إنه كان ظلوما جهولا)

<!--أن تُذكِّر نفسك بأنك مُبلِّغ عن الله تعالى  فعليك أن تُبلغ ما يحبه الله عزوجل أن يبلغه لعباده في هذا الظرف الذي ستلقي فيه الخطبة. وهذا الاحساس يجعلك ترجع إلى الله تعالى بقلبك وكأنك تسأله سبحانه : يارب ماذا تحب أن أبلغ عبادك في هذه الخطبة؟.

     أو كأنك تدعوه سبحانه: اللهم ماتحب أن تبلغه لعبادك فاهدني إليه         ووفقني فيه وتقبله مني.

<!--الإخلاص لله تعالى والاحساس الذي ذكرناه سابقا يؤكد الاخلاص ويقويه ويجعل الخطيب متجردًا لله تعالى في الخطبة فالعبرة إذًا ليست بفصاحتك وبلاغتك وإعجاب الناس بالخطبة ولكن بما يكتبه الله لك من أجر الدعوة إلى هُدى، أو البيان لأمرٍ يخفى، أو التذكرة بأمرٍ يُنسى.

ومما يساعد على تحقيق الاخلاص تحديد الخطيب لثمرة خطبته وتذكره لفضل الدعوة حتى يرجو هذا الفضل  قبل أن يسارع الشيطان فيصور له ويزين له ثمرة خطبته ويجعلها أمامه كلما اختار عبارة منمقة أو كلمة مستغربة.

وإذا صوَّر الشيطان ثمرة العمل الصالح وذكَّر بها عامله فما ظنك أن تكون هذه الثمرة إلا ثمرة الرياء والفرح بمدح الناس واعجابهم وثنائهم على الخطبة ؟ وبئست الثمرة إذًا؟

ومما يساعد على الاخلاص لجوء الخطيب إلى الله ليعينه على الاخلاص ومن أعظم الأدعية في ذلك: اللهم اجعلني لك ،

ذكارًا لك ..

شكارا لك ..

منيبا إليك ...

إلى أخر الدعاء

والمراد هنا قوله: لك أي خالصًا لك،  عبدًا لك أي لك وحدك وليس لغيرك. فأنت وحدك الذي تكافئ على الجميل حق المكافأة فأنت تجازي على القليل لأنك أنت الشكور وأنت الذي تقبل من عبدك نيته الصالحة.. أما الناس فلا ينظرون إلا إلى الظاهر ولا يعرفون العذر وإذا عرفوا فقليلًا ما يقبلون، والناس لن يجتمعوا جميعًا على الثناء على شئ فقد يعجب بعضهم  الموضوع وقد يذمه الآخرون وقد يتطاولون فيما بينهم على الخطيب ويلومونه ومنهم المتحذلق ومنهم غير المنصف فكسب رضا الناس جميعًا تعب بلا فائدة وغاية لاتدرك.

(فاجعلني لك) فإني كلما راعيتهم وتعلق قلبي بهم فاصبحت لهم تعبت وتحيرت وتشتت

<!--عندما تعزم أخي الخطيب الحبيب على الخطبة هذا الأسبوع فلتحذر من اعتماد قلبك على نفسك فكثير من إخوانك الخطباء المجربون يقولون: مامن خطبة استهان بها وقال أن الأمرسهل يسير ففي آخر الأسبوع أو يوم الجمعة ساختار خطبة قديمة أخطبها ثم أهمل التحضير اعتمادًا على أنه خطيب متدرب ولديه رصيد من الخطب يستخرج منه مايشاء وجمهوره مُحب له وأي خطبة ستكون مقبولة من الجمهور ما من خطبة ابتدأ هذا الاحساس يطرق القلب فتركه الخطيب حتى توغل وصار هو حال القلب إلا وفشل وأخفق فيها أيما إخفاق وتلقن درسًا أليما ووقف على المنبر في كرب عظيم.

وقدصرح كثير من الخطباء أنهم كثيرًا ما فوجئوا بطلب خطبة في غير وقت للتحضير فتوجه القلب إلى الله يسأله العون ففتح الله عليه ووفقه

<!--قال أحد الخطباء أنه غالبًا يوفق في العمل في الخطبة وغيرها عندما يبدأ تفكيره بالتأكيد على نفسه أنه عبدٌ لله يفكر تفكير العبد  وهو في الخطبة عبدٌ مُكلف بإبلاغ أمر الله إلى عباد الله  وأنه يقبل هذا التكليف بحب ورغبة ورهبة لأن الله تعالى يحب منه ذلك والله تعالى سيسمعه وهو يحبب عباده فيه سبحانه ويرغبهم في طاعته ويحذرهم من معصيته.

<!--الاهتمام بالخطبة في كل مراحلها دليل على الصدق في العمل ؛ والصدق يتوِّجه الله تعالى ـ ولابدـ  بالتوفيق  وإذا فرض وقصرت الأسباب فالله تعالى لابد أن يعينك بإمداد من عنده  أما الإهمال والاتكال والتسويف وتأجيل الأعمال إلى آخر فرصة غالبًا ما تكون عقوبته تفويت أخر فرصة حتى يتعلم العبد أن لا يترك الفرص انتظارا للفرصة الأخيرة.

<!--إذا وجد الخطيب نفسه لا تطاوعه على المعنى الصحيح وتميل إلى الرياء أو غيره من المفاسد فعليه أن يستعيذ بالله من شر نفسه .

<!--هذا الاستعداد يتم في مرحلة اختيار الموضوع ثم من الضروري أن يستمر القلب موصولا بالله تعالى في  يقية مراحل الخطبة وهذا ماقد نتناوله في مقال آخر بإذن الله

نسال الله تعالى أن يوفقنا وإياك لأداء هذه الأمانة

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 231 مشاهدة

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

287,041