<!--[if !mso]--> |
عندما قرأت كتابًا في السيرة النبوية نما لديَّ شعورٌ أثناء القراءة ثم اكتمل هذا الشعور هو أن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كلها قتال فحسب فهو يخرج من غزوة إلى أخرى حسب ترتيب الكتاب بينما في الواقع بين الغزوة والتي تليها سنوات فكنت أشتاق إلى معرفة كيف عاش النبي صلى الله عليه وسلم هذه الفترة في المدينة بعيدا عن ساحة القتال؟
ـ كيف مارس حياته الطبيعية؟
ـ ماهو هديه في دخوله بيته؟
ـ في الصلح بين الناس؟
ـ في تعليمه لأصحابه؟
ـ في الحياة الإجتماعية؟.في أكله ونومه وحديثه ومعاملته مع الناس؟
فأخذت أقف مع كل قصة أو موقف في حياة الرسول أحاول أن أعيش معه هذا الموقف وأستمتع بتذوق روح معاملته .
فلما قرأتُ كتاب ابن القيم المشهور "زادُ المَعادِ في هَديِّ خيرِ العباد" وجدتُه قد بدأ الكتاب بغير البداية المعتادة في كتب السيرة فبدأ بفصولٍ من حياة النبي صلى الله عيه وسلم أولا ثم الغزوات مختصرة ثم كتب بعض الفوائد الفقهية والتربوية من هذه الغزوات
فأدركت أن كتب السيرة لا تعبر عن كل حياة النبي صلى الله عليه وسلم ويؤكد ذلك تسمية السلف للغزوات (المغازي والسير) لتعبر عن جزء من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس سيرته الذاتية كلها .
ثم قرأت كتيبا صغيرا أصدرته الجماعة الاسلامية بعنوان"الهَدي المُنتقى من أحوال المصطفى"كما اضطررت لقراءة كتيب "الشمائل المحمدية "وهو جميل لكن عنوانه لايجذب القاريءولايعبر عن مضمونه
ومن المفاجآت أن أحد الشباب سألني عن كتابٌ يجد فيه حياة الرسول كاملة فلما ذكرت له أسماء كتب السيرة قال إنه قرأكتابا منها لكنه لايبحث عن ذلك ثم بث لي نفس الشعور فتوجهنا سويًا الى مكتبة لنبحث عن كتب تَفي بهذه النهمة وهذا الشوق فوجدنا بعض الكتب لكنها غيرمشهورة.
ومنها أيضا أنني سمعت الدكتور حسام عقل في إحدى الندوات يذكر أن مسيحيا غربيا لما أسلم قال له: لقد أسأتم عرض نبيكم فأنتم لاتقدمونه للناس إلا من خلال الغزوات والقتال فيما يسمى بكتب السيرة
ـ إن أنسب إسم لكتب السيرة التي بأيدينا هو (المغازي) أو (الغزوات) وهكذا كان يسميها السلف.
أما إذا أردنا أن ندرس السيرة فالسيرة أعمُّ وأشملُ من الغزوات بكثير.
ولذلك أُحيي الذين كتبوا في هذا الجانب ولو أجزاء مثل "ليلة في بيت النبي" أو "عندما بكى النبي" وكذلك ماكتبه الأستاذ محمد قطب رحمه الله في كتابه "منهج التربية الاسلامية" عن شمول شخصية الرسول صلى لله عليه وسلم إنسانا ونبيا رسولا ومعلما وأبا وزوجا وقائدا
صلى عليك الله ياعلم الهدى .......ماحَنَّ مشتاق إلى لقياكَ
<!--
ساحة النقاش