علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

يحتاج الداعية خصوصا فى الشدائد إلى أن يتذكر فضل الدعوة عليه وآثارها وثمارها الطيبة وظلالها التى يعيش فى ظلها ويتنعم بها حتى لاتنجح مكايد الشيطان فى حرمانه من هذا النعيم
فللدعوة إلى الله أفضالٌ كثيرة على الداعية،وآثار عظيمة على كل حياته
ومن أفضال الدعوة على الداعية  تأثيرها فى تكوين شخصيته بعد أن يقضى عمرا وهويفكر ويعمل ويمارس الدعوة الى الله ومهاراتها المختلفة
وكنا قد ذكرنا فى الجزء الأول بعضا من افضال الدعوة على الداعية وأما بقيتها فمنها :
10-   الدعوة إلى الله أكسبت صاحبها مهابةً عند أقرانه وزملائه وأقاربه وكل من يخالطه فهم يحذرون من المخالفة والمعصية فى وجوده لأنه سينهى عن المنكر أو على الأقل سينقبض عنهم
11-  الدعوة إلى الله جعلت قلب الداعية مُعلقاً بالمساجد إذا تركها حتى يعود إليها ولولا الدعوة ما تعلَّق قلبه بها لهذه الدرجة لأنه كان سيصلي في مسجدٍ أو عدد من المساجد أما الدعوة فهى التي أدخلته كثيرا   من المساجد وعرفته على أهلها فنشأت علاقة بينه وبين بيوت الله تعالى وعمارها

 12-  الدعوة إلى الله هى التي حكمت على الداعية أن يعيش في وسط ٍمُحتَرَمٍ وطبقةٍ مثقفةٍ واعيةٍ ولديها ذوقٌ عالٍ في معاملة الناس وهى طبقة الدعاة والعلماء وحفاظ القرآن والمعلمين ولولا الدعوة لكانت معاملاته وعلاقاته بأوساط ربما كانت في أخلاقها وذوقها أقل وأردأ.
13ـ  الدعوة وضعت على الداعية عنوانًا لشخصيته لذا يقترب منه من يتفق مع هذه الشخصية (فالطيور على أشكالها تقع ) ويبتعد عنه دعاة الفساد والفجور ولولا دعوته لا قتربوا منه ولوثوه. 
-          <!--[endif]-->14ـ الدعوة إلى الله حكمت على الداعية أن يكون إنفاقُه في المباح إن لم يكن في الواجبات لأن  أمامه أبوابا مُفتَّحة للإنفاق في سبيل الله، وفي خدمة الدعوة فليس لديه فائض، والإنسان لو أغتنى وفاض عنده المال غالباً ما تدعوه نفسه للإسراف ثم للإنفاق في المحرمات
قل أحد الدعاة : كنت وأنا صغير أحترم جارا لنا جدًا ولكنى فوجئت أنا وزملائى بأنه قد بدأ يشرب الخمر فسألتهم فقالوا : "إن المال قد كثر فى يده" . فظل هذا الأمر فى ذاكرتى حتى قرأت حديث القرآن عن الانفاق فى نفس الآية التى تتحدث عن الخمر" ويسألونك عن الخمر والميسر... ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو"  فتصريف المال بإنفاقه المسحب وقاية من إنفاقه فى الحرام وعندما أردت أن أمنع أبنائى من إهدار المال عَوَّدتهُم الانفاق فى الخير خصوصا فى الدعوة
   
15-  الدعوة حكمت على صاحبها أن يقلد الصالحين فى أعمالهم وسلوكهم وطريقتهم ويتزي بزيهم ثم مع الزمن تشرَّب قلبه هذه الأعمال والسلوك وصلحت نيته
قال بعض الصحابة لقد أسلمنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا نريد الا الدنيا ثم أصبح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحب إلينا من الدنيا وما فيها
وقال الإمام الغزالي رحمه الله : تعلمنا العلم لغير الله فأبىَ إلا أن يكون لله.
16-   الدعوة إلى الله تفتح للداعية أبوابا كثيرة من العلاقات مع أطياف كثيرة وأوساط مختلفة فى المجتمع وهو يستخدم هذه العلاقات فى الدعوة فى قضاء حوائج الناس
17-  الدعوة إلى الله هى التي جعلت الداعية فى مقام المُعطى المتفضل حتى وإن كان فقيرًاوجعلت يده عليا حتى وإن كانت خالية  ولولا الدعوة ما وجد مايتفضل به ويعطيه فهو لايعطى من ماله وإنما من مال الله وإنما قد شرفه الله بأن جعله بابًا تمر منه الصدقات الى محتاجيها وجعله سببا ومعبَرا لرحمة الله لمن يشاء سبحانه
ولاينحصر عطاؤه فى المال والصدقات بل لديه ما هو أهم وأعظم فهو كثيراً ما أخرج إنسانا من الهم إلى السرور ومن العسر إلى اليسر  ومن الجهل إلى العلم ومن معصية الله إلى التوبة ومن الحيرة إلى الهداية
وهذا من أعظم نعم الله على الداعية أن جعله قنطرة لرحمته واستعمله فى تفريج الكربات
18-   الدعوة إلى الله ترفع اهتمامات الداعية وهمومه فاهتماته العالية شغلته عن السفاسف كما أن همومه تتعلق بالآخرة وبالدين وبالمسلمين وبذلك فإن الله تعالى  يكفيه هموم الدنيا والأسف عليها كما قال ابن القيم
واجعل الهموم همًا واحدًا     يَكْفِك الله هموما شتى وربك قادر
فالدعوة هى التى جعلته يصبح والآخرة أكبر همه
ـ كذلك الداعية ليس لديه وقت فراغ حتى يلهو ويهمل مصالح نفسه وبيته
19ـ   الدعوة إلى الله بضاعة طيبة عظيمة ينفقها الداعية وأحيانا تُرد إليه هذه البضاعة وقت احتياجه إليها كما يحدث من الأبناء حين يعلمهم الأب معنى ثم إذا بهم ينصحونه به إذا نسيه فإذا تأخر عن الصلاة مثلا ذكَّروه بها بنفس كلماته التى اعتادوا أن يسمعوها منه   
قال أحد الدعاة: نزلت بنا ضائقة شديدة وكرب فظيع ومخاوف فقلت: ألتقى بإخوانى وأثبَّتهم لعل الله يثبتنى معهم. فلما التقيت بهم إذا أحدهم  يؤكد قولى بكلام سمعه منى منذ سنين فثبتنى الله بما قلته قبل وسمعته الآن .
20ـ الدعوة تجعل الداعية من أهل قول الرسول صلى الله عليه وسلم : )مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخيه ) فالجزاء من جنس العمل والداعية يرى ذلك فى دعوته مما يوثق إيمانه بربه ومعيته معه ويخفف عنه أعباء دعوته ويحببه فيها
هذه بعض الآثار والأفضال التى تغمر بها الدعوة شخصية الداعية نسال الله أن يديم علينا نعمته ويستعملنا فى طاعته آمين
 
 
 
 

 

 

  • Currently 3/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 175 مشاهدة
نشرت فى 18 نوفمبر 2015 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

328,368