جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
هو أخى الأكبر وصديقى القريب ففارق السن بيننا عامين فقط
كان يعامبنى على أنى الأكبر منه بينما كانت الحقيقة أنه الأعمق نظرا والأقوى إيمانا ورضا بالله وتوكلا عليه ولذا كن كثير الضحك والفكاهة وتذكر المواقف الطريفة خصوصا مواقف الطفولة وأيام العناد والمكايدة لبعضنا
أجرى معه هذا الحوار الذى يعكس إيمانه بربه وسعادته رغم مصائبه الكثيرة .
ـ الأستاذ مجدى أهلا وسهلا بك فى مجلة "أصدقاء متحدى الإعاقة "
ـ أهلا بكم
ـ نحن فى مجلتنا نشرف بالحوار معك لأننا نحب أن نساعد متحدى الإعاقة على تخطى المرحلة الأصعب فى حياتهم وهى بداية حدوث الإعاقة فهل لديك استعداد نفسى أن تحدثنا عن هذه المرحلة؟
ـ نعم عندى استعداد لهذا الحوار عادى جدا خصوصا إذاكان سيساعد زملائى الذين اختارهم الله تعالى لهذا الاختبار
ـ طبعا المرحلة ألأولى وهى بداية حدوث إعاقة لك كانت صعبة طبعا عليك فنريد أن نعرف أهم دور لشخصية وقفت بجانبك فى محنتك بعد إصابتك
ـ أهم دور كان لوالدتى الله يرحمها .
ـ كيف كان هذا الدور؟
ـ أمى هى التى هيأت الجو من حولى الذى يجعلنى أشعر أننى طبيعى ولم تسمح لأحد أن ينظر إلى نظرة غير طبيعية .
ـ وضح لنا أكثر
ـ أنت تعرف إن اصابتى فى ساقى وأنا مركب جهاز أمشى عليه وكنت أمشى بصعوبة فى الأيام الأولى وأنا كنت أحب الكرة جدا فحبيت ألعب مع زملائى وفعلا لعبت ووقفت جون عادى جدا!
ـ ومادور الأم هنا ؟
ـ الأم هنا لاهى منعتنى من اللعب وقالت لى لا خليك بعيد، ولا هى قالت لزملائى لا ده تعبان .
وطبعا الموقف نفسه ولعبى ولو مرة واحدة أعطانى ثقة فى نفسى وأشعرنى إن أنا طبيعى والناس نظرتها لى طبيعية
ـ غير الوالدة من وقف معك ؟
ـ الوالد رحمة الله عليه أول ما رجعت من مصر بعد عملية بتر الساق ذبح جدى فى البيت من الفرحة بنجاح العملية ونجاتى من الموت لأنى كان ممكن أموت .
والأسرة كلها لم تتغير نظرتها لى
أما الدور الأكبر من خارج الأسرة فكان لأصدقائى الأستاذ صلاح البجيرةوكان صديقا وجارا لى والأستاذ محمد النشوانى
وكان زميل دراسة وصديقا لى والأستاذ محمد خميس كان صديق مذاكرة وكذلك الدكتور صلاح حسن الحداد والأستاذ سيد عبد الغنى وكل أصحابى
ـ ومادورهم معك؟
ـ دورهم الأول إن نظرتهم لى لم تتغيروأول مارجعت لقيتهم فى انتظارى
والدور الثانى إنهم ساعدونى على الاحساس أن الحياة ستكون طبيعية
ـ وماهى هذه المساعدة التى قدموها لك ؟ سامحنا نحن نريد من الحوار أن يكون رسالة لأصدقاء أى إنسان تحدث له مشكلة مثل هذه ويتعرض إنسان لبتر رجله مثلا .
ـ المساعدة أنهم كانوا يزورونى كل يوم وأخذونى أخرج معهم وأتمشى معهم فى شوارع البلد والتمشية هى التى أعطتنى الاحساس إنى طبيعى لأن أكبر مشكلة كانت إحساس الانسان إنه غير طبيعى وإن الناس ستنظر إليه نظرة غير طبيعية وأن الحياة ستكون صعبة أو مستحيلة
والحقيقة أن كل جيراننا ومعارفنا لهم فضل فى هذا الموضوع لأن أول مارجعت من القاهرة كل البلد جاتنى زيارة وتهنئة وكل الزوار خففوا عنى الموضوع وحكوا لى حكايات كثيرة جدا عن ناس فقدوا أحد أعضائهم ولكن استطاعوا أن يعيشوا حياة عادية
ـ فى تقديرك اهو أكبر عامل مساعد للانسان المعاق .
أكبر مساعد هو الإيمان بالله
الرضا بقضاء الله وقدره
تقبل الواقع لأنه سواء يأس الانسان أو لم يياس لن يغير من الواقع أى شىء وعلاقة الانسان بربه أهم شىء يهون عليه أى مصيبة ةخصوصا المحافظة على الصلاة والإنسان يبسط الأمور وعلى فكرة موضوع الإصابة جعلنى أميل إلى الفكاهة لأن الحياة تمر بالبساطة وعدم تعقيدها والتوكل على الله يعنى الانسان يرمى حموله على خالقه وهى ستمر .
ـ يعنى ماهى وصيتك لأى أسرة فيها معاق
ـ وصيتى أنها تثبت الأول حى تساعده على الثبات وتساعده على تخطى المرحلة الأولى
وبعد المرحلة الأولى يبدأ هو والأسرة يتعودون على الوضع الجديدوالحياة تمضى يعنى أنا كنت غير قادر على تصور الحياة بدون ساقى التى بتروها لى لكن تأكيدات الأسرة أن غيرك كثير عاشوا حياتهم طبيعى ووقوفهم معى بدأت فعلا أتعودوكنت غير قادر أتصور العمل الذى سأعمل فيه ولكن بعد الثانوية كان من العادى جدا أن التحق بكلية التربية لأنى كنت ممكن أقف فى الفصل بدون ظهور أى فرق بينى وبني الانسان العادى
ـ وجه رسالة لكل معاق حديثا
أقول له
إجعل إيمانك بالله كبيرًا وحافظ على الصلاة ولا تيأس وبعد قليل الأمور ستصبح عادية جدا ويكفى أنك ستكون فى الدنيا مع الصابرين
نشكر لك هذا الحوار والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ساحة النقاش