علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

 

أتأمل أذكار الصباح والمساء جيدًا وأعيشها فتتسرب إلى ذراتى فإذا بها تمسح مسحاً روحياً على عمري كله .
مسحةً على بدايتى : "خلقتني وأنا عبدك".
ثم مسحةً على شبابي "وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت".
ثم مسحةً على آخر عمري "فأستعيذ بالله من الكبَر والهرم".
ثم إذا الحياة كلها وعمري كله لا يكفى قوة هذه المسحة وطولها فتخرج بي الأذكار إلى ما بعد العمر فـ "أعوذ بالله من عذاب في النار وعذاب في القبر" وأذكر المصير.. وأسأل الله العافية ليس في الدنيا وحدها.. ولكن أيضا  في الآخرة.
أجدني تارة بين المقابر،

وتارة فوق الجبال،

وتارة بين الحقول والمزراع،

وتارة في السماء.
أتواصل مع رسلي وأنبيائي وأؤكد العهد فأقرر أنني على "فطرة الإسلام وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. وعلى ملة أبينا إبراهيم عليه السلام".
أتذكر الماضي وذنوبه فأستغفرـ كما توجهني الأذكار،

وأتذكر الحاضر ونعمته فأشكر،

وأتذكر المستقبل ورجاء فضل لله فيه فأرجو فضله.
لقد كانت هذه الأذكار هي مصدر القوة الثاني بعد القرآن في أحلك أيام الضعف والشدائد.
لقد فسحتني وأنا في زنزانتي.
فسحتني في أرجاء الكون كله كما سبق.
ولقد وصلتني وأنا وحيد في الحبس الانفرادي.
وصلتني بالأجيال كلها ،

بل وصلتني بالملائكة وحملة العرش الذين أُشهدهم كل صباح وكل مساء على إقراري بتوحيد الله.
ولقد أمدتني بقوة من رب العرش العظيم، وأنا وحيد مريض ممتنع عن الطعام لأسابيع.
ولقد وثّقتنى ،

وواستني،

وعزّتني،

وأقامتنى قائما على قدمي في وقت تكالبت فيه الوساوس والهواجس والمخاوف ووجدت الشياطين في مثلى فريستها .
تشن الوساوس غارتها من كمين الماضي وذنوبه تريد أن تهاجمني بسلاح القنوط . . فإذا ألأذكار قد أعدت لها أكثر من سلاح مضاد أهاجمها به أولها الاستغفار..

ثم الإقرار بعبوديتي لمن عصيته

.. ثم الإقرار أنني مازلت على العهد.. وأن هذه الذنوب لا تعنى أنى نقضت عهدي وموثقي واعتصامي بمن روحي في قبضته.. وغير ذلك وغيره من مبطلات لمفعول الذنوب.
تشن غارتها من جحور الحاضر الأليم والهم الساكن والضيق والكرب المحاصر الخانق.. فإذا بالأذكار قد أعدت لها جيوشا من العقائد الحازمة والمعاني القوية الراسية .
فتارة تمُّدني باليقين "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن".
وتارة تشغلني عنه بما هو أهم "عذاب في النار وعذاب في القبر" وبـ "شر ما صنعت ".
وتارة بالدعاء بالصلاح العام "أصلح لي شأني كله".
وتارة تذكرني.. بل تأخذ إقرارًا منى بالتوكل على الله وتفويض الأمر له سبحانه "عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم".
وتارة تذكرني بأن ما أنا فيه ما هو إلا نعمة "أمسيت منك في نعمة وعافية وستر".
تحاول الوساوس أن تغافلني فتوقد في قلبي نار الخوف على المستقبل فإذا الأذكار منتبهة وجرعتها كافية لإطفاء بل لمنع هذا التسلل فأفيق وأعود من جديد لإيماني ويقيني "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن".. "أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما".. "فأتم علي نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة".. "أحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقى".. "رب أعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده".
تريد الهواجس أن تستلم أذني فتساهيها وتلاهيها ريثما يتسلل الخوف من أعدائي فإذا الأذكار تطمئنني وتحميني من كل أعدائي الأباعد "أعوذ بكلمات الله التامات من شرما خلق".. "ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها".
ومن أعدائي المقربين حتى أقربهم إلى  وحتى من نفسي "وأعوذ بك من شر نفسي" "وأن أقترف على نفسي سوءً".
تغير الوساوس مداخلها وتتلون فتصبح في ثوب ناصح مؤمن لا يخاف علىّ من الدنيا وإنما يبكى على إيماني أن يضيع من قلبى ، ويفلت من يدى ويسلبه منى شياطين الإنس والجن تحت مطرقة القتن وسندان ضعفي البشرى.. فإذا الأذكار تأتى لتدلني على خزانة لا يعرف طريقها أهل الأرض.. ولا يصل إليها حتى الجن والأبالسة.. فأودع إيماني هناك في السماء وأُشهد عليه ربى.
ولكنى لا أريد أن أجعل إيماني سرًا كأني أخجل منه لا بل أُشهد عليه حملة العرش المقربين من رب العالمين.. ولكن هذا لا يكفى فأُشهد ملائكة الله جميعا ليشهدوا لي عند إلهي بإيماني به ..

 لا بل أُشهد  جميع الخلق:
"أمسيت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك".
أفتقد في شدتي كل ضرورات الحياة فتشكو أعضائي كلها من الحرمان.. الحرمان من كل شيء حتى من طعم الماء الموجود.. فإذا بالأذكار تفتح لي أبوابا إلى أنواع من النعيم لا يعرفها سوى الذاكرون؛ ومن أجلها باعوا دماءهم وأرواحهم وأنفسهم وأموالهم.
إنها أذكار الصباح والمساء التى جعلت وهى وكل أنواع ذكر الله أصحابها فى نعيم قالوا : لو يعلم الملوك وأبناؤهم مانحن فيه من نعيم لقاتلونا عليه بالسيوف

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 397 مشاهدة

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

346,550