قال ابن الجوزى فى صيد الخاطر:
كنت في بداية الصبوة ، قد أُلهمت سلوك طريق الزهاد ، بإدامة الصوم و الصلاة .
و حُّببت إليّ الخلوة فكنت أجد قلباً طيباً . و كانت عين بصيرتي قوية الحِدة ، تتأسف على لحظة تمضي في غير طاعة ، و تبادر الوقت في اغتنام الطاعات .
و لى نوع أنس ، و حلاوة مناجاة ! !
فانتهى الأمر إلى أن صار بعض ولاة الأمور يستحسن كلامي ، فأمالني إليه ، فمال الطبع ، ففقدت تلك الحلاوة .
ثم استمالني آخر ، فكنت أتقي مخالطته و مطاعمه ،
لخوف الشبهات ، و كانت حالتي قريبة .
ثم جاء التأويل فانبسطتُ فيما يُباح فعُدم ما كنت أجد من استنارة و سكينة .
و صارت المخالطة توجب ظلمة في القلب إلى أن عُدم النور كله
يارب إحفظ علينا نورنا وألهمنا رشدنا وقنا شرور أنفسنا وثبت أقدامنا وأحسن ختامنا
ساحة النقاش