علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة

ماذا حدث بعد غزوة أحد ( خطبة جمعة)
العناصر
أن غزوة بدر أعطتنا مثالا لتعامل  مجتمع المؤمنين مع الانتصار أما غزوة أحد فستعطينا مثالا لتعامل مجتمع المؤمنين مع الهزيمة 
ويمكننا  النظر إلى الفرق بين مجتمع المؤمنين ومجتمع الكافرين في تعاملهم مع الحالتين النصر والهزيمة ونقارن بينهما
-لولا تقدير الله لغزوة أحد ما كنا قد رأينا كيف تعامل المجتمع المسلم مع الهزيمة؟
وهل استسلم وانهزم معنويا؟ وهل نجحت الهزيمة في تمزيق وتقسيم المجتمع وإنشاء قضايا خطيرة تهز المجتمع وتقسمه وتنشيء صراعات داخلية ومظاهرات تطالب بالتحقيق في أسباب الهزيمة مثلا وتبادل الاتهامات وتكوين تحالفات؟
بعد غزوة أحد:
- التف الصحابة حول رسول الله لحمايته وخصوصا ابو بكر وعمر رضي الله عنهما
- فرح الصحابة بنجاة رسول الله بعد أن كان قد أشيع خبر استشهاده أثناء المعركة
-نادى ابو سفيان وسأل عن حياة رسول الله وأبي بكر وعمر ثم أكد رسالته "يوم بيوم بدر" ليسجل الهدف من الحرب ويؤكد على الانتصار وتحقيق الهدف الذي كان يشغل مكة كلها
-لكن الصحابة لم تهزمهم هذه الضربة معنويا بل رد عليه عمر قال : "لاسواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار" وهذا يؤكد فهم الصحابة الدقيق لحقيقة الأمر وإيمانهم العميق بالله ورسوله وبقضيتهم التي جاهدوا من أجلها وهذا ما وقاهم شر الانهزام النفسي
- جمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه وقال صفوا حتى أثني على ربي وأخذ يثني على ربه فأزال كثيرا من الآثار النفسية للهزيمة
- أنزل الله على المؤمنين نعاسا فشعروا بعده بالأمن كما قال تعالى ( ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا )
هذا النعاس لم يصب طائفة منهم وهم الذين أهمتهم أنفسهم 
- تردد قول بعض المسلمين (لو أطاعونا ما قتلوا) (لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا)
لكن كم كانت نسبة القائلين وما تأثير هذا القول؟ وهل فشا هذا القول بدون رد عليه؟
وهل صار تيارا هز المجتمع وقسمه؟
كلا فالقرآن رد على ذلك ردوداً إيمانية وليست فلسفية ( لاتكونو ا كالذين كفروا وقالوا٠٠٠٠) الآية
- وصل الخبر إلى المدينة فنشأت قضية خطيرة أفزعتهم
ماهي هذه القضية؟
انها لم تكن الثأر لقتلى أحد كما كانت في مكة فشهداء أحد نالوا ما طلبوا فهم (أحياء عند ربهم يرزقون)
لكن ما شغل هذا المجتمع هو سؤال ( ماذا فعل رسول الله)؟
حتى النساء اللاتي فقدن أزواجهن أو أبناءهن شغلهن عن ذلك:" ماذا فعل رسول الله"؟
(راجع مواقف الصحابيات- المرأة الدينارية وام سعد بن معاذ )
- في الطريق لقي الرسول رجلا  فعزاه في شهداء أحد فطلب منه الرسول أن يخذل عنه قريشا فلما لقيهم في طريقه سألوه عن جيش المسلمين فقال: لقد ندموا على ماكان منهم في أحد وخرج من فاته الخروج وجمعوا لكم ليستأصلوكم فأوهن ذلك من عزيمتهم وساعد على رجوعهم إلى مكة مؤثرين السلامة رغم أن المسلمين كانوا قريبا منهم
- بات الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة في المدينة وفي اليوم التالي أمر من خرج في أحد أن يخرج للسير إلى "حمراء الأسد"
 ولايخرج غير من شهد غزوة أحد واستأذن عبد الله بن أبي فلم يأذن له
في طريقهم لقوا رجلا كان أبو سفيان قد أعطاه مالا مقابل أن يوهن عزيمة المسلمين فقال لهم: إن قريش قد جمعوا لكم ليستأصلوكم" فلم يوهن ذلك من عزيمتهم بل زادهم إيمانا واصرارا على طاعة الله ورسوله وعلى الجهاد والصبر 
فأنزل الله تعالى ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناوقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ٠٠٠٠٠)
 الآية
أي أن المسلمين ما أن عادوا إلى المدينة حتى فرض عليهم في اليوم التالي جولة جديدة أشد واشرس من سابقتها
- بعد غزوة أحد استخفت قبائل العرب بالمسلمين في المدينة وطمعوا في أن يغزوها فاضطر رسول الله أن يجاهد جهادا مريرا وأن يفاجيء هذه القبائل في عقر دارهم
- لقد كان لانتصار بدر تبعاته ومسؤلياته والآن صار لهزيمة أحد تبعات ونتائج شديدة جعلت المسلمين يواصلون الجهاد والخروج من المدينة وعدم
 الاستسلام للهزيمة 
أي أنهم لم ينهزموا معنويا
أما اليهود فقد زادت مكايدهم كعادتهم  وحاولوا اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم في بني النضير 
لقد كان من نتائج غزوة أحد إذن زيادة قوة المجتمع 
نعم فقد المسلمون سبعين من مقاتليهم وعلى رأسهم أسد الله حمزة ولكن ليس هذا ما يضعف المجتمعات وانما يضعفها التفرق والانقسام  والتلاوم والتخاذل والوهن وحب الدنيا وضعف الإيمان كما يضعف المجتمعات الغفلة والانغماس في الدنيا والتعلق بها وتفاهة اهتمات الشباب
وهكذا :
-زادت غزوة أحد من التفاف المسلمين حول نبيهم وقائدهم صلى الله عليه وسلم 
-وزادتهم إيمانا وتوكلا على الله
وزادتهم انتباها ويقظة
- زادتهم استعدادا للجهاد وأخذا بأسبابه
- جعلتهم في حالة من النفير المستمر والحذر المستمر من اقتحام اي من القبائل للمدينة 
إن الجيوش إذا طال ركونها وعدم ممارستها للجهاد ضعفت قواها المعنوية واستعدادتها النفسية للجهاد

وهذا ما ينشط المجتمعات ويقويها

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 628 مشاهدة
نشرت فى 9 مايو 2025 بواسطة denary

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

437,207