جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أقصد بحفظ القرار ان المسؤل سواء كان رب أسرة أو داعية او مديرا اذا أخذ قرارا في اسرته او مؤسسته فعليه ان يحفظ تاريخ هذا القرار
وأقصد بالتاريخ الخطوات التي اتبعها في مراحل التحضير للقرار ومراحل الحسم وعلى أي أساس أخذه والاجراءات والمشاورات الي أجراها بتواريخها والشهود عليها
أهمية هذه الحفظ تتناسب مع أهمية القرار بالنسبة للأسرة أو المؤسسة
ومن خلال تجربتي الشخصية
يحتاج متخذ القرار بعد فترة من الزمن قد تطول او تقصر لتذكر وسرد بل واستدعاء الشهود على أن خطوات اتخاذ القرار كانت سليمة خصوصا عندما تتعرض الأسرة أو المؤسسة او الجماعة لتبعات القرار ويبدأ البعض التشكيك في صحته
ومثال ذلك على كل المستويات متكرر كثيرا جدا أنك ترددت في السفر في ظروف جوية صعبة مثلا ثم حسمت قرارك بالسفر رغم علمك بسوء الاحوال الجوية نظرا لأن هناك من الدواعي القوية ما يفرض عليك التضحية بالمتاعب من اجل نتائج السفر
انتهت مرحلة اخذ القرار فشرعت في السفر فاذا بك تواجه المتاعب
تميل النفس هنا للتراجع
ليست المشكلة في مراجعة القرار انما في اساس هذه المراجعة حيث تميل هنا ان تستند الى تخطئة القرار الأول ومراجعة طريقة اخذه واتهامها بالخطأ
وبعض النفوس تعشق الندم جدا وتحب جلد الذات فتغرق في التلذذ بالعيش في ظل الندم
هذا على المستوى الشخصي اما على مستوى الأسرة
لو كانوا مسافرين معك فعند أول متاعب ستجد من يخطّيء خطوات اتخاذ قرار السفر فيدعي مثلا انه لم يؤخذ رأيه في هذه السفرية أو أننا لم نحصل على معلومة صحيحة بخصوص الطقس مما يزيد من حالة الاحباط والخلاف
وهكذا ارفع المثال قليلا لو ان القرار كان بشان خطير كبيع منزل أو رفض فرصة شراء شيء مثلا أو زواج أحد الأبناء ثم تعرضه لمشكلات بعد الزواج
أي أن المسؤل هنا سيحتاج مراجعة وتذكر الخطوات حتى يقطع الطريق على تسرب الاحباط وزعزعة الثقة في اتخاذ القرار ومن اتخذه مما يترتب عليه مشكلات أكبر وخلافات نتيجة ضعف الثقة في متخذ القرار وهذا أمر قد يكون بداية لسلسلة من الفشل المتتابع في الأسرة او الجماعة
النساء هم ألأقرب الى الندم والتراجع عند أول عقبة ومشهور انك بعد ان توافق زوجتك على السفر اذا بها تقول لك في لحظة قرب " مش كنا انتظرنا كان أحسن "؟ وأغلب الأزواج ينفجر فيها غاضبا: مش انت اللي طلبتي؟ غريبة والله.
والقليل منا من يستطيع ان يتفهم مشاعرها وأنها تتحدث اليك حديثها مع نفسها بسجيتها كامرأة وتحتاج منك ان ترفق بها وتعيد لها أسباب السفر ودواعيه ولماذا صممنا عليه رغم العقبات . هذا اذا كان العتاب هادئا ولكن في حالات صاخبة غاضبة ستحتاج ان تؤكد سلامة خطواتك ومنها انك أخذت رأيها وأعطيتها الفرصة كاملة وأنها أدلت برأيها بكل صراحة وقالت كذا وكذا وبدليل وشاهد كذا وكذا
وأياك هنا ان تكون قليل الكلام فتؤثر الانسحاب وقطع الجدل وتركها تأكل في نفسها زهدا منك وعملا بفضل قلة الكلام ..هذا ليس مقامه لماذا؟
لأنك تبني في نفس شريكك وتغرس فيها مباديء وقيم وأيضا فكرة حقيقية عن طريقة تفكيرك وتوثقها فيها وهذا أمر ليس بهين في نفس من تقوده فالقيادة تعني الثقة والمواقف هي التي تبني الثقة وتربي أو العكس ... لا تهرب من الموقف ..المعالجة الصحيحة للموقف تربية وبناء يستفيد منه من معك حاليا ومستقبلا
نصور ان هذا القرار ليس سفرا داخل البلد وانما للخارج مثلا أو أنك ستسافر وتترك اسرتك أو ستسافر بهم ثم اذا بكم تمنعون من العودة لأي ظرف ! ثم اذا بأسباب قوية تحتاج لعودة مثل مرض الوفاة لأحد الوالدين مثلا !
أو أي قرار مصيري تتحمل فيه الأسرة التبعات والتضحيات اذا لم تكن مذاكرا وربما كاتبا لخطوات قرارك ومشاركا غيرك خطوة خطوة فأسهل تفكير على الصغار والنساء ان سفرنا كان خطأ من البداية. وأكرر ليست المشكلة في تخطئة قرار كهذا بقدر ما هي في نتائج زعزعة الثقة فيك كمدير او رب اسرة خصوصا اذا تكررت هذه الزعزعة ... واذا كان ما تقوده مؤسسة فالعمل المؤسسيي الذي تتشاور فيه وتتخذ القرار جماعيا وليس فرديا علانية وليس سرا أكبر ضمان لحفظ القرارات ولكنه لايغني عن حفظك الشخصي لقراراتك وخصوصا المصيرية
الفائدة الثانية لحفظ القرار انه في حالة صحة القرار وعطمة نتائجه سيكون هناك من ينسى او يخطي ويغلط في تذكر خطوات القرار وقد يكون ذلك نسيانا وقد يكون للاسف الشديد عمدا لتحقيق اغراض شخصية وأن يحمد بما لم يفعل
وهنا تأتي عملية حفظ القرار لتضع الأمور في نصابها وإياك ان تستدعي الورع هنا وانك لاتعبء بمن هو صاحب الفضل فقد يكون الفضل المغتصب مهما وليس لك بل لغيرك فتقاعسك في اثبات الحقائق قد يصل في حالات الى السكوت عن الحق وهو نوع من الظلم
ومن العجيب جدا أنك يمكن ان تستجيب لمناشدات وتوسلات لاتخاذ قرار ما فاذا اتخذته اذا بك تصدم باللوم والتخطئة واثارة المشكلات ممن توسلوا سابقا . ولايشترط ان يكون ذلك مغرضا وانما قد يكون من المقربين والمؤيدين لك ولكن لأسباب في تكوينه الشخصي أو عدم ادراكه المسبق لتبعات القرار او لقدرته على تحملها
الحلاصة أنصح كل متخذ قرار بحفظ الخطوات والاجراءات التي اتخذه بها لاحتياجه اليها يوما ما طال الزمن او قصر وفقكم الله وأعانكم وتقبل منكم
في المقال التالي أمثلة حية على الحاجة لحفظ القرارا
#حفظ_القرار(1)
ساحة النقاش