علي الديناري

موقع دعوي يشمل نسمات من القرأن وشروح بعض الأحاديث ومدرسة الدعوةأسرة المسلمة والفكر والقضايا المعاصرة



قالت لي زوجتي : نريد أن تزور الحاج فلان وترد له الجميل سألتها والغيرة واضحة من سؤالي :ولماذا الحاج فلان؟
ومن أين تعرفين هذا الاسم فنحن لم نتعود أن تعرف زوجتي أحدا من ضيوفي ولامعارفي؟
قالت إن لذلك قصة
قلت وماهي؟
قالت: في ليلة العيد كانت كل العائلة قد اشترت لأطفالها ملابس العيد الا أنا،
وكانت كل البنات تقلب فساتين العيد الا طفلتي الصغيرة فليس معي ما أشتري لها به فستانا تفرده وتطويه أمام قريباتها في سرور كما يفعلن ،   
فلما أشفقت على طفلتي فكرت فقلت أنزل بها الليلة الى المحلات لعل الأسعار تنخفض فأجد لها فستانا بهذا المبلغ القليل الذي معي وإن كان أقل جودة لكن شيء أفضل من لاشيء.
ذهبت بها وأنا أدعو الله تعالى أن يجبر خاطرها فأنا لاأريد لها أن تشعر بأي فرق بينها وبين قريناتها ويكفيها أنها لن يحملها والدها يوم العيد الى الصلاة مثل كل الأطفال ولن يشتري لها لعبة العيد . ويكفيني أنا أن أرد على ىسؤال واحد منها: أين بابا؟
 فأفول: بابا في سبيل الله.
أخذت أمُرّ بها على المحلات وهي كلما رأت فستاناً جميلا قالت: هذا ياماما . وطلبَت أن اشتريه لها لكن من أين لنا وما معنا لايكفي لشرائه؟ فأضطر الى صرفها عنه وقلبي يتمزق ألما وأنا أقول لها :هيا ياحبيبتي سنجد في الأمام فستانا أجمل من هذا. فتصر وتثبت أقدامها النحيلتبن في الأرض لكني أنجح في صرفها داعية الله أن نجد هذا الفستان الذي يرضيها وتفرح به بالميلغ الذي معنا وظللنا على هذا الحال حتى وقت متأخر وأنا لاأجد هذا الفستان الوحيد الذي تقبله طفلتي وفي نفس الوقت بالثمن الذي نقدر عليه.
وقفت فقد انتهينا من كل المحلات حتى وصلنا الى النقطة التي كنت أخشاها وأتحاشاها وهي أنني لم أجد هذا الفستان سبحان الله !
لقد كنت على ثقة أن الله لن يخيب رجائي حسب ماتعودت منه سبحانه فهو بنا رؤف رحيم . ونحن رغم قلة ما بأيدينا ورغم ظروفنا الصعبة الا أننا دائما نشعر بقربنا من الله واستجابة دعائناوهذا يكفينا.
وهنا تساقطت دموعي  فسأواجه الآن لحظة عصيبة مع طفلتي شبه اليتيمة .. سأعود بها دون أن أشتري لها فستانا !
كيف سآخذها من هنا ؟
وكيف سأواجه لحظة دخول البيت على قرنائها البنات ؟
وكيف سأجيب على سؤال : أين الفستان؟
أخذتها وأنا أجيب سؤالها البريء : لن نشتري الفستان ياماما؟
ـ سننشتريه ياحبيبتي باذن الله .
ـ متى ياماما ؟غدا العيد؟
ـ تعالي ... تعالي ... هيا .. هيا تأخرنا جدا .. حتى وصلنا البيت ودموعها على خدودها.
وأنا لاأدري ماذا سأفعل ومن أين ستأتيني الفاجعة؟
هل من التفاف البنات حول طفلتي سائلين عن فستانها المنتظَر لتقارنه كل واحدة منهن بفستانها؟
ام من شقاوة قرينتها المنافسة لها باستمرار وكلماتها الجارحة؟
وصلنا الى البيت فاذا هم جميعا في الانتظار :تأخرتم تأخرتم .. لماذا تأخرتِ كل هذا ؟
 الحاج فلان هنا في انتظار البنت ؟
ومن ومن هو الحاج فلان؟
ـ دخلت فاذا بشقيقي يدخل علينا بفستان جميل ويقولون: الحاج فلان يقول انه جاء نيابة عن الإخوة وهو في الصالة منتظر بنتك حتى تقيس الفستان.
رفعت يدها وهي تدعو له يارب يارب
سألت دموعها وهي تقول: لابد أن تزور الحاج وترد له الجميل .
قلت : الله يرحمه ويحسن اليه . ويوسع قبره
نزور أولاده . تجهزوا لنزور أولاده
...................................من ذكريات معتقل سابق
 
 

 

 

ساحة النقاش

على الدينارى

denary
موقع خاص بالدعوة الى الله على منهج أهل السنة والجماعة يشمل الدعوة والرسائل الإيمانية والأسرة المسلمة وحياة القلوب »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

345,940