فُتُورْ أرواحُ
بقلم . شحات عثمان كاتب ومُحام
الروح ذلك الشئ الذى يبعثه الله سبحانة وتعالى فى جنين الأم فى الأيام الاولى من فترة الحمل ويحمل معة حالاتة وتطوراتة فى كل حياتة عقب الميلاد ومنها بطبيعة الحال الشقاء والسعادة .
عندما تفْتر الروح تتحول كل الأشياء الجميلة من كينونتها الطبيعية الى أشياء تأخذ خصائص الماء أى لا لون ولا طعم ولا رائحة .
ولحدوث هذا الفتور هناك مقدمات وأسباب تتمثل فى الظروف المحيطة بشتى أنواعها سواء كانت إجتماعية أو سياسية أو أقتصادية أو دينية وكذلك الصدمات النفسية والعاطفية التى نتعرض لها فى حياتنا .
حالة الفتور تؤدى الى إسباغ اللون الأسود على اللوحة البشرية ليصبح هو القائد والنبراس لكل الألوان وتأفل بجوارة ألوان قوس قزح التى من المفترض أن يكون لها دور فعال لإستمرار الحياة بصورة طبيعية .
أحيانا أشياء بسيطة جدا تكون مصدراً لسعادة البشر ونفس تلك الأشياء التى كانت مصدراً للسعادة لا تُحرك فينا ساكناً ولا نشعر بها ويرجع ذلك الى حالة الفتور التى أتحدث عنها .
ولعلاج تلك الحالة كان الإستغفار سلاح فعال للخروج بها من مرحلة الفتور الى الحيوية والنشاط وكذلك الوضوء وقراءة القرأن الكريم والصلاة والدعاء كل منهم كَفيل بتنشيط الروح وبث اوكسجين الحياة فيها .
عند الفتور الروحى نرغب فى البكاء وسقوط قطرات الدموع كفيلة بغسل الهموم وهنا يجب الإسراع فورا الى الكتاب السماوى فهى فرصة لذرف تلك الدموع على الأيات التى تحتوى على الترهيب والترغيب خوفاً من العقاب وطمعاً فى النعيم .
قد يقول قائل وهل نخدع أنفسنا عند البكاء وإمساك المصحف ارد عليه بقول النبى صل الله عليه وسلم
إذا قرأتم القرآن فابكوا، وإن لم تبكوا فتباكوا صدق رسول الله صل الله عليه وسلم وهو الحديث الذى رواه أبن ماجه رغم إن مُحلِلِ علم الحديث قالوا انه ضعيف .
الشاهد من الحديث وسبب الإستدلال به هو أن التباكى فى القرآن يجلب رضاء رب العالمين فما بالُنا لو كان البكاء أصلا موجود بسبب هذا الفتور الروحانى .
دَامتْ حياتكم حُبْلَى بإلوان الحياة وارتفاع معنويات الارواح بعيداً عن الفتور .
فـي 30 / 4 / 2016 م