حديثُ الصباحِ والمساء
=================================
في كلِّ صباحٍ يُولَدون
..
وكلِّ مسءٍ يُسلمونَ الروحَ لربِ العالمين
..
يبكونَ على ضريحِ الميتين
..
أيتها الروحُ كُفِّي من اشتعال حرائقي
..
ذَبلتْ حدائقُ الراحلين
..
لم يختاروا لأنفسهم البدايات
..
ولم يختاروا النهايات
..
نقفُ أمام المرآةِ نتأملُ ذواتَنا
..
نُعانقُ الخيالاتِ بالعَبَرات
..
نهمسُ لأنفسِنا خجلاً
..
ونحنُ نُضمدُ الجِراحات
..
نتدثرُ بأحلامنا الصغيرة ونكتبها على خدِّ الورق
..
نُلملمُ شِتاتَ أنفسِنا في سجنِ صمتِ المشاعِر
..
نبحثُ عن إكسيرِ الحياة
..
من عيونِ الفجرِ
..
يبدأُ العُمرُ الجديد
..
يدبُّ في مسامعنِا زلزالُ روح
..
قطراتُ المطرِ تغسلنا
..
تُبعثرنا ..تُلملمُنا..وتحملنا للنهارِ وللمساء
..
كلُ شيءٍ فينا يصرخُ
..
هذهِ عقولنا
..
وهذهِ جداولُ وأنهار وبحور
..
يُقَّبلُ النحلُ وجهَ الزهور
..
نتحاورُ بالعيون
..
ثُمَّ نصرخُ ملء حناجرنا
..
في عيوننا البدايه
..
وعلى شفاهنا النهاية
..
نبكي أحلاماً كانتْ تراودنا
..
تعدو الأحزانُ وتسبقنا
..
خيباتٌ أسقطتنا
..
وخيباتٌ أيقظتنا
..
والناسُ كالحمقى يمضونَ ويترنحون
..
لا يعيشون ويحتضرون
..
دمروا الإنسانَ ونراهم يُدمرون
..
يفتحونَ أبوابَ الحياةِ ويدخلونَ بخُطى خائفة
..
يتمددون فوق السنابلِ الهاربة
..
وطيورٌ تقتحِمُ الفضاء
..
ونبعٌ ينبثق
..
ورمالٌ وحصى
..
وشُجيراتٌ ذابلة
..
وأسرابُ العصافيرِ الراحلة
..
في أقصى المساءِ ماءتْ الهِرة
..
بدأنا نتعلم وسطَ الضجيجِ والعواصف
..
تدعكنا الأيامُ فنزدادُ لمعة
..
وتهزنا صدمةٌ تلو صدمة
..
نتأثرُ بفرقاء كُتِبوا بحياتنا بأنقى صفحة
..
الضعفُ داخلنا
..
حُلمٌ يتحققُ وحلمٌ ينكسِر
..
وخُذلانٌ يعصفُ بنا
..
صرنا من طولِ الصبرِ ننسى
..
ضحكنا على أنفسنا
..
والحزنُ لم يتركنا
..
حَاصرنا الضيقُ والحرمان
..
أنا وأنتَ لاشيء يومَ أنْ يتركنا الخِلاَّن
..
مثل فضاءٍ بعيد وحياةٍ تضيءُ عتمَةََ النهار
..
نتفقُ أو لا نتفق
..
الشمسُ تُشرقُ كلِّ صباحٍ
..
وغداً سيأتي
..
والنهرُ يمرُّ والغيمات
..
نرفعُ أصواتنا قليلاً ونقولُ بضعَ كلمات
..
وعند الرحيلِ لا شيء سوى التراب
..
تشتعلُ الشمسُ وتنطفيء
..
يبتسمُ الميتون وهم يرحلون
..
لم يأسفوا على شيء
..
الموتى لا يتألمون
..
الترابُ مُبَللٌ بالمطر
..
والسنابلُ في حقلِ الرماد
..
ندفنُ رؤوسنا في الرمالِ ونبكي
..
وحولنا قطيعُ الذئاب
..
نبحثُ عن ساقيةِ ماءٍ ومجرى
..
في ينابيعِ الصخور
..
هذا صباحٌ جديد
..
بين صعودِ الشمسِ في الأفق
..
وسقوطها في البحرِ عندَ المغيب
..
نكتبُ على ورقةٍ بيضاء
..
حديثُ الصباحِ وحديثُ المساء
..
==================================
بقلمي / #إبراهيم_فاضل
نشرت فى 20 إبريل 2016
بواسطة darch89
عدد زيارات الموقع
18,659