أَوْتـَارُ الـبُـؤْس
أَصْـدَاءُ شَـاكِـر ... وَقِـصَّـةٌ أُخْـرَى
وَهَا أَنَا فِي صَبِيحَةِ التَّاسِعِ عَشَرَ مِنْ نَيْسَان 2016 م وقَـد صَحَوْتُ لِتَوِّي وَمَا
أَدْرِي بِرَبِّي لِمَا صَحَوْتُ وَالدَّمْعُ مُشْتَجِرٌ عَلَى أَنَّ هَذا النَّهَارَ يَعِدُنِي بِنَصْرٍ جَدِيدٌ أَتَهَيَّأُ
لَهُ؛وَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ إِذ رَأَيْتُ فِي بَرِيدِ القُرَّاءِ تَعْلِيقَةٍ عَلَى رِسَالَتِي الثالِثةِ الَّتِي دَبَّجْتُهَا
أَمْسَ تَحْتَ عُنْوَانَتِي المَعْرُوفَةِ (( اقْتِرَافُ المَشِيئـَةِ ))؛ وَكَانَت مِنْ قِبَلِ صَبِيَّةٍ أَعْرِفُهَا
مَعْرِفَةَ الأَخِ الَّذِي وَضَعَ رَأْسَهُ ذاتَ يَوْمٍ عَلَى كَتِفَهَا يُوَارِي مَا بِعَيْنَيْهِ مِنْ حَسْرَةٍ؛وَكَانَت
نِعْمَ الأُخْتِ هِىَ؛وَمَا زَالَت؛رَأَيْتُهَا وَقَـد عَلَّقَت عَلَى رُسَيْلَتِي بِقَوْلِهَا:
(( مَلاَهِي الحُبِّ أَوْتَارُ بُؤْسٍ آلَـت فِي المَـسَـاءِ إِلَى رُفَـاتٍ !
وَمَا زِلْتَ تَبْدُو غَامِضَاً كَجَهْمِ الضَّبَابِ بَيْنَ يَقِينِ وَأَوْهَـامِ
السَّرَابِ ! ))
وَأَشْهَدُ لَقَـد أَخَذتُ أُحَمْلِقُ فِيمَا كَتَبَت أُخْتُنَا؛وَوَاللهِ مَا زَالَـت أَنْفَاسِي
تَرْتَفِعُ وَتَنْخَفِضُ وَتَضَْطَرِبُ وَتَتَلاَطَمُ وَأَنَا أُرَدِّدُ بَيْنَ نَفْسِي:(( أَوْتَارُ بُؤْسٍ ))!؛
(( أَوْتَارُ بُؤْسٍ )) !؛وَلَقَـد بِتُّ البَارِحَةَ وَأَصْدَاءُ قِصَّةِ شَاكِر تَصْطَرِخُ فِي جَنَبَاتِ
نَفْسِي وَتُحَاصِرُ عُزْلَتِي حَتَّى لَقَـد رَأَيْتُنِي أَسْتَيْقِظُ عَلَى فُجَاءَةٍ غَيْرَ مَرَّةٍ فَمَا هَنِئْتُ
بِنَوْمَتِي؛وَمَا كُنْتُ أَفْزَعُ إِذ أَفْزَعُ إِلاَّ وَأَجِدُ أَلَمَاً شَدِيدَاً بِفُؤادِي حَتَّى خِفْتُ وَاللهِ عَلَى
نَفْسِي !...؛أَصْدَاءُ شَاكِر !؛وَمَا أَصْدَاءُ شَاكِر ؟!؛رَأَيْتُهُ عُقَيْبَ مِحْنَتِهِ كَالصَّخْرَةِ
الصَّلْبَةِ الشَّامِخَةِ عَجَزَت عَنْهَا ضَرَبَاتُ الفُؤوسِ حَتَّى آيسَت مِنْ مَحْضِ التَّأْثِيرِ فِيهَا؛
وَفِي أَوْجِ عِزَّتِهَا تَفَتَّت الصَّخْرَةُ حَتَّى أَحَالَهَا القَدَرُ إِلَى ذرَّاتٍ ضَعِيفَةٍ لاَ تَكَادُ تَبِينُ
يُطَيِّرُهَا الهَوَاءُ فِي كُلِّ اتُّجَاهٍ وَبِكُلِّ نَاحِيَةٍ !؛
ثـُمَّ أَخَذتْنِي إِطْرَاقَةُ الصَّبْرِ ثـُمَّ غَلَبَتْنِي نَفْسِي فَعَيْنَاي تَذرَعُ المَكَانَ فِي هُدُوءٍ غَاضِبٍ
بَائِسٍ وَرُحْتُ أَسْأَلُ شَاكِر وَهُوَ شَاكِر:كَيْفَ لَـوْ كُنْتَ مَكَانِي يَوْمَهَا يَا صَاحِبِي ؟!؛
كَيْفَ لَوْ كُنْتَ مَكَانِي يَوْمَهَا ؟!؛وَدَفَعَنِي وَجْدِي إِلَى أَنْ كَتَبْتُ عَلَى أَوَّلِ وَرَقَةٍ أَمَامِي
بِخَطٍّ كَبِيرٍ (( أَوْتَارُ بـُؤْسٍ ... أَصْدَاءُ شَاكِر ... وَقِصَّةٌ أُخْرَى ))؛وَهَكَذا عَزَمْتُ
عَلَى نَسْجِ هَذِهِ القِصَّةِ الَّتِي حَمَلَت فِي جَوْفِهَا وَمِنْ بَعْدِ أَنْ زَهِقَت رُوحُهَا سِرَّاً
وَأَيّ سِرٍّ؛عَلَى أَنَّهَا كَانَت قِصَّةً مَكْشُوفَةً عَلِمَ بِهَا القَاصِي وَالدَّانِي وَتَابَعَهَا النَّاسُ
فِي مِصْرَ وَفِي خَارِجِ مِصْرَ؛حَتَّى قِيلَ بِأَنَّهَا القِصَّةُ الَّتِي صَنَعَت مَا يُسَمَّى بِالطَّفْرَةِ
فِي حَيَاتِي الأَدَبِيَّةِ؛وَهَذا حَقٌّ اخْتَلَطَ بِبَاطِلٍ؛أَوْ قُل هُوَ بَاطِلٌ امْتَزَجَ بِهِ الحَقُّ؛وَكُلُّ
مَا قَـد عَرِفَهُ النَّاسُ وَأَحَاطُوا بِهِ خُبْرَاً فَإِنَّمَا هُوَ ظَاهِرُ القَضِيَّةِ الَّتِي بَدَأَت بِعِشْقٍ
مُنْدَفِعٍ جَارِفٍ يَقْتَحِمُ إِلَى مُرَادِهِ اقْتِحَامَاً وَانْتَهَت بِغَدْرَةٍ فَاجِرَةٍ أَلْقَت بِهِ فِي عَالَمٍ دُونَ
هَذا العَالَمِ وَصَيَّرَت وَاقِعِي كَالكَابُوسِ المُرَوِّعِ الَّذِي لاَ يَتْرُكُ صَاحِبَهُ حَتَّى يُزْهِقَ
رُوحَهُ؛ذلِكَ هُوَ مَا عَلِمَهُ النَّاسُ؛وَحَوْلَ هَذا أُلِّفَت الكُتُبُ وَالمَقَالاَتُ فِي بِلاَدِ العَرَبِ
تَحْكِي قِصَّتِي مَعَ حُبٍّ رَائِعِ الجَمَالِ رَهِيبِ القُبْحِ؛وَلَكِنِّي وَاللهِ مَا صَحَوْتُ اليَوْمِ مِنْ
بَعْدِ لَيْلَةٍ مَلِيئةٍ فِي قَلْبِ سُكُونِهَا وَهُدُوئِهَا بِمَا أَحَالَ القُوَّةَ العَامِلَةَ المُنْبَسِطَةَ النَّفْسِ إِلَى
قُـوَّةٍ فَاعِلَةٍ يَشْتَبِكُ فِيهَا صَفِيرُ الرِّيحِ الغَاضِبَةِ مَعَ أَصْوَاتِ البُومِ وَالغِرْبَانِ وَفِي
المَشْهَدِ نَزِيفُ يَرَاعَةٍ وَصُرَاخُ صَحَائِفٍ سُـودٍ وَالأَنَامِلُ تَتَشَنَّجُ تَشَنُّجَاً وَهِىَ تَخُطُّ
أَوَّلَ فُصُولِ مَلْحَمَةٍ لاَ إِخَالُهَا تَنْفَصِمُ عَنْ ذاكِرَتِي مَا حَييتُ وَمَا عِشْتُ ! ...؛
إِنَّهَا مَلْحَمَةٌ وَسَمْتُهَا بِـ (( أَوْتَارُ البُؤْسِ ... أَصْدَاءُ شَـاكِر ... وَقِصَّةٌ أُخْرَى )) !
نشرت فى 19 إبريل 2016
بواسطة darch89
عدد زيارات الموقع
18,593