محبوبتي عينُ المها
بينَ الرصافةِ والجسرِ
عبرتْ جدارَ الليلِ
فوقَ الثرى
و غفتْ بأحضانِ القمر
و تَلَفتّتْ أسماعُها
مَنْ داعبَ الحزنَ العميق ؟
و جاءَ يسألُ عن صخر
أتراهُ
ما زالَ الربابُ يُعاشرُ الليلَ
ويُرقصُ الوترَ ؟
أتراه ما زالتْ رجولتُهُ
بكلِ عطائها
تجترُّ أعوامَ الرمادِ والسبات ؟؟
أم أنها الخيلُ التي خنُستْ به
قد صادرتْ منه الليالي المقمرات ؟
قالتْ و مالتْ تشتكي مرَّ الضنى:
قد كنتُ أهربُ من دموعِ الذكريات
فعلامَ تُبحرُ كلُّ أيامي
بأشرعةِ الضجر ؟
هبَّتْ رياحُ العشقِ
في زمنِ الصبا
مالتْ بها روحي
كما مالتْ غصونُ العوسجِ البرّي
في أرضِ الفرات
و بينَ أنيابِ الحجر
لكنَّ غصني مثلُ غصنِ البان
تلويهِ الرياح
فليتوي ..لكنَّهُ لا ينكسرْ
سرعان ما يشتّدُ حتى ينجبر
قد جئتُ حافيةَ المشاعر
أكتسي ثوبَ مضر
أخطبُ الأيامَ للأحلام
كي تغفو الفضيلةُ
ملءَ أجفانِ العمر
و أعيشُ كالورقاء فوقَ غصونها
أندبُ الدنيا وضلّالَ البشر
تعثَّرتُ في وسطِ الطريق
بلا خليلٍ يحفظُ العهدَ
بودٍ كالصديق
أتراه في دارِ الأحبةِ
ينتهي هذا العمر ؟
أم يا ترى في تربةِ النسيان
يرقدُ في الحفر
فلكلِ خنساءَ صخر
و لكلِ صخرٍ نائحاتٌ و قبر
كلمات الشاعرة العراقية: سهاد الفياض
ساحة النقاش