ممارسة الطفل للرياضة.. لها شروط
كتبت - مي زكريا نيل
الرياضة نشاط ترويحي ممتع في حياة الطفل, خاصة أثناء العام الدراسي, فهي تحوله من شخص كسول متلق لبرامج التليفزيون وألعاب الكومبيوتر في وقت الفراغ إلي شخص فاعل متأهب للمشاركة في أنشطة متنوعة.
وهي سواء وفرتها المدرسة للطفل أو مارسها في النادي تحتاج إلي تأهيل ليحقق فيها نجاحا يزرع الثقه بنفسه وتكون له متعة في الحياة.
د.وائل لطفي أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة والحاصل علي دراسات متخصصة في علم نفس الأطفال يقول معلقا إن الرياضة تؤدي إلي صقل المهارات الحركية وتنمية ثقة الطفل بنفسه وتعزيز إحساسه بأنه شخص مؤثر يستطيع إنجاز مهام الحياة, و قبل أن يمارس الطفل الرياضة لابد من معرفة الوقت المناسب لممارستها ليصبح مستعدا بدنيا ونفسيا, فالاشتراك المبكر قد يكون محبطا له ويتسبب في هجره للرياضة إلي الأبد. وجدير بالذكر أن تطور مهارات الطفل الحسية المناسبة والقدرة علي التركيزاللازمة للاستماع إلي التوجيهات وفهم قواعد اللعبة يكون بين سن السادسة والسابعة من عمره, ولكن هذا لا يعني حرمان الطفل من اللعب قبل هذه السن, ولكن يجب إبعاده عن الأنشطة التنافسية التي تهتم بالنتائج أكثر من فكرة اللعب نفسها.. أما الرياضة المناسبة لطفلك فهي التي يبدي اهتماما بها, فاسمحي له بممارسة أنشطة متنوعة قبل أن يستقر علي اللعبة التي تستهويه وتناسب مزاجه, فبعض الأطفال يفضلون الألعاب الجماعية بينما يفضل غيرهم ألعابا فردية.
ولاشتراك الطفل في أي رياضة منظمة ينبغي للأبوين أن يعلما أنهما قد التزما ضمنيا بتوفير وسيلة الانتقال والدعم المستمرله أثناء التدريبات, كذلك يجب تقدير مدي تأثيرهذه التدريبات والمباريات الرياضية علي حياته اليومية وعلي نظام حياة بقية أفراد الأسرة.
ولعل أهم مايجب أن يتعلمه الطفل من المشاركة في الألعاب الرياضية هي اللعب النظيف الذي يخلو من الأذي والإساءة إلي الآخرين, وذلك وفقا لما أوصت به الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين, فأولياء الأمور من واجبهم المشاركة بإيجابية ليصلوا إلي هذا المبدأ كما ينصح الطبيب.. ولكي يكون ولي الأمر إيجابيا وفاعلا في حياة الطفل يجب أن يقدم له الدعم المعنوي وردود الأفعال الإيجابية, كما يجب الحرص علي الوجود في المباريات ومناقشتها مع الطفل فيما بعد, ويلزم أيضا تقدير مجهود الطفل وعدم المبالغة في التوقعات. كذلك لابد من مساندة الطفل عند حدوث الإحباطات وخيبة الأمل المصاحبة للخسارة مع تقديم نموذج محترم له.
وأخيرا.. ينصح د.لطفي بضرورة إلحاق الطفل بنشاط رياضي أثناء السنة المدرسية, فالأطفال الرياضيون ينضجون بشكل أفضل من غيرهم كما تؤكد الدراسات.